|
في ظل تعدد التشريعات وتباين الفقهاء في الاجتهاد بحسب درجاتهم العلمية التي تؤهلهم سن القوانين من نص يتيم أو مهمل أو فرضته ظروف خاصة كثرت هذه الأيام فتاوى رجال الدين ليس المسلمين وحدهم وإنما شاركهم علماء الأديان الأخرى ،إصدار فتاوى ما أنزل بها من سلطان فهناك من أجاز تفخيذ الرضيعة ومن أحل رضاعة الكبير،ومن أجاز الزواج الموقت ومن حرم بيع الثلج أو منع بيع الطماطم وغير ذلك من أمور مستحدثة وكأن هؤلاء العلماء في سباق أيهم يظهر بموديل جديد يلفت له الأنظار ويجعله مدار حديث الناس ليأخذ محله من الشهرة على قاعدة خالف تعرف،وآخر ما ظهر وشاع وملأ الأسماع الزواج المؤقت الذي أطلقت عليه أسماء عدة كلها تهدف لهدف واحد هو امتهان المرأة ،وسحق كرامتها ،وجعل الفقير في زمن العدالة والمساواة عبد وأن تغير أسمه أو شكله،فالبعض أسماه زواج المتعة استنادا لأية قرآنية فيها أباحة للمتعة فرضها ظرف خاص أختلف في جوازها المسلمون الأوائل وأجازها المحدثين والمعاصرين من رجال الدين وأطلقوا عليها زواج المسيار ،وأسماء أخرى تختلف في بلد عنه في آخر تبعا لاختلاف الفقهاء في الترويج لبضاعتهم ،فشاع هذا الأمر في جميع البلدان الإسلامية وأصبح المسلم الثري لا هم له إلا إشباع شهوته الحيوانية وغرائزه الجنسية،فما أن يحط المؤمن رحاله في بلد ما حتى طاف به السماسرة يعرضون عليه بضاعتهم التي لن تبور ،من نواهد أتراب وخود كعاب بين باكر وثيب ومن تخطين سن الشباب أو فتاة تجاوزت العشر بقليل ،والغريب أن معظم الدول العربية والإسلامية تجيز قوانينها هذه الدعارة المقننة،وربما تحصل على إيرادات من عرق الصبايا المجبرات على سلوك هذا المسلك الوعر أرضاء لأوليائهن أو تنفيسا عن رغبتهن أو سدا لغائلة الجوع ومواجهة متطلبات الحياة وتشير التقارير والإحصاءات إلى تنامي هذه الظاهرة واستفحالها وأشهر من مهر فيها ومارسها بشكل ملفت للنظر السعوديون الذين رزقوا أموالا طائلة بفضل النفط وما تدره عليه فريضة الحج من أموال تزيد على أموال النفط بكثير يصرفها أغنيائهم في الطرق المؤدية لمرضاة الله ،حتى اشتهر أمرهم في بلاد الإسلام والكفر فما أن يفد خليجي إلى أي بلد أوربي أو عربي أو أسلامي حتى يتهافت عليه السماسرة والقوادون ليمهدوا له الطريق بالتمتع بالأبكار والنواهد لتتحول أموال المسلمين وحماة الديار المقدسة إلى دور البغي واللهو والقمار ،ويقدر ما يصرفه سنويا أجلاف العرب مليارات الدولارات يذهب معظمها للشعوب الكافرة في موازين المسلمين في الوقت الذي يموت الملايين سنويا بسبب الجوع والمرض والنكبات ،فأي دين هذا يجيز للغني التمتع بملذات الحياة ويحرم على الفقير الغذاء والدواء والكهرباء. وما يزيد الطين بله إن علماء المسلمين وصلحائهم ومتدينيهم يصمون الغرب الكافر بالفسق والدعارة والفجور وفساد التربية لان الحرية الشخصية الممنوحة للرجل والمرأة تبيح لهم المعاشرة الزوجية دون عقد رسمي في الوقت الذي يجري الأمر ذاته لدى المسلمين بحصول التراضي بين الطرفين فما فرق هذا عن ذاك ولماذا نقنن نحن الفساد ونحلله دينيا في الوقت الذي يجيزه الغرب قانونيا فنعتبر قوانينه تلك خروجا على قوانين السماء وفتاوانا صادرة من السماء. وأمر آخر أود أن أتوجه به للعلماء الأجلاء من أصحاب المسيار والزواج السياحي والزواج المؤقت والزواج بنية الطلاق غير المعلن وما إلى ذلك من أسماء هل يرضون لبناتهم أو شقيقاتهم أو قريباتهم بممارسة هذا النوع من الزواج ،وإذا كانوا يرفضونه لأنفسهم فكيف لهم أجازته للآخرين،هل أنهم على غير الدين الذي يأمرون به أو يجدون في الأمر معرة فيجنبون أنفسهم بلائها،فلم أسمع أن أحدا من هؤلاء أجاز لبناته أو أخواته أو أرحامه التمتع بالنكاح عن هذا الطريق . لقد تنامت هذه الظاهرة في البلدان الإسلامية بعد الصحوة الدينية التي اجتاحت الكثير من الشعوب لأسباب ليس هذا محل تناولها ،وقامت بعض الدول بسن القوانين المشجعة لمثل هذه الممارسات ،وأجازت أنشاء بيوت العفاف التي لا تختلف بأي شكل عن دور البغاء المنتشرة في الدول الأخرى ،وسمحت لمخولين يرتبطون بالسلطة أجراء المراسيم المعروفة لقاء ضرائب تذهب لخزينة الدولة مما يعني أن تلك الحكومات امتهنت مهنة جديدة أضافتها لما لها من مهن عرفت بها وهذا الشرف الجديد لا أعتقد أن التاريخ الإسلامي مر به أو سار عليه منذ بدء الرسالة،فمن أين لهم التفويض بممارسة السمسرة العلنية لما يعد خروجا عن العرف والتقليد وهل نشهد في المستقبل القريب جديدا في هذا المجال لممارسات أخرى كانت محرمة فأباحها الفقهاء بتأويل لحديث أو قول ،ليكون الحلال حراما والحرام حلالا ويختلط الحابل بالنابل فتطيح الفوضى بأسس المجتمعات ،ولا أستبعد يوما أن أجد ألأسواق عامرة بالجواري الحسان ،وروائع الغلمان يباعون في أسواق الرقيق ليكون ما ملكت أيمانكم الطريق الجديد لممارسة العهر تحت واجه شرعية ،أو تعاد أسواق النخاسة ليعيش المجتمع أحرارا وعبيد في ظل الألفية الثالثة التي جعلت العالم قرية واحدة وجعلتنا قرى متباعدة لا يجمعنا سوى الركض خلف اللذة وما تفرضه نزواتنا الشهوانية ، لنكون في عداد الحمير.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |