|
محمود الربيعي
يلعب الإعلام دوراً مهماً وأساسياً في حياة المجتمع والأفراد على حد سواء وقد يتدخل هذا الإعلام إيجابياً في تربية الإنسان وتوجيهه بالوجهة التي تساهم في بناء الدولة وتقويتها كما يعمل على توثيق العلاقة الطيبة بين الحاكم والمحكوم ويحفظ حقوق الجميع، وقد يلعب الإعلام دوراً سيئاً في وخلق الفتن وإثارة الخلافات بالشكل الذي يمزق العلاقات العامة والخاصة بين الحاكم والمحكوم وبين الناس أنفسهم. وفي عصرنا الحالي فإن إعلام اليوم ليس كإعلام الأمس خصوصاً بعد أن حدثت طفرة نوعية في عالم التكنولوجيا ونقل الخبر، فاليوم وبواسطة المحطات الإذاعية والتلفزيونية والفضائيات وشبكات الأنترنيت ينتقل الخبر الصادق والكاذب معاً وينتشر كما تنتشر النار في الهشيم. وفي الظروف الراهنة التي يمر بها العالم اليوم يعمل الاعلام الرسمي وغير الرسمي للدول على تسييس الحقائق كما يشاء معتمداً على فرق الإعلام الأجيرة ذات الطابع الوظيفي الذي لايستند الى المبادئ والقيم، ويستطيع بمهاراته أن يزيف الحقائق ويصورها للناس كما يشاء فيظهرالحق باطلاً والباطل حقاً أحياناً أخرى، وفي كثير من الأحيان تجد أن الإهتمامات الإعلامية تنصب في ترويج الأخبار بالشكل الذي يحقق رِضا الحكام والساسة ولايخدم الحقيقة والإنسان، وقد يثير الإعلاميون الكثير من المشاكل ويخلقوا الأزمات في صفوف الطبقات المظلومة أو المحرومة لشعوبهم بترويج الثقافة الإقصائية والتي تقف وراءها سياسات كبرى وصغرى تسعر لهيب نيران الحروب والإقتتال هنا وهناك. طبيعة الإعلام الرسمي وغير الرسمي في هذا العصر الإعلام العصري لايهتم كثيراً بالعلوم المادية والإنسانية النافعة وفي العقود الأخيرة حدث تدنياً ملحوظاً في مستويات الإهتمام بالأخبار العلمية والتربوية والثقافية نتيجة السياسات الفاسدة للحكام، وسبب ظهور توجهات حادة في ثقافات المجتمعات تجسّدت في تنمية مظاهر العنف والانحرافات الجنسية وقصص المغامرات، وتنامي أعداد فرق العصابات، وانتشرت الروايات والقصص الخرافية تحت مسميات الخيال العلمي المبطّنة بكثير من مظاهر الفساد والسِحر والدجّل والشعوذة واَلحَقَ ذلك الضرر بذوق المواطن العادي وفي أوساط المراهقين من الشباب. شيوع مختلف أنواع الفساد ومن مظاهر الفساد في هذا العصر عدم اكتراث الحكام بحقوق الإنسان، ومايتعرض له الناس من ضياع لثرواتهم ومصالحهم وحقوقهم الدستورية ماداموا هم وعوائلهم وحاشيتهم ينعمون بالعيش الرغيد. حاجة الدول إلى إعلام يهتم بإظهار عظمة الخالق كما أن الإعلام اليوم لايهتم بتعظيم الخالق وتنمية الحياة الروحية، ولايبدي إهتماماً بالعلاقة بين الخالق والمخلوق، ولقد أثرت هذه النزعة المادية البحتة في تغيير الكثير من المسارات الإنسانية ونتج عن ذلك تصاعد في نسب الجرائم وحوادث القتل والإعتداء،وأدى ذلك ايضاً الى تزايد نسب الإقتتال بين الشعوب والجماعات. خاتمة وفي الختام نوجه ندائنا الى جميع شعوب العالم، وحكام الدول، وكافة الإعلاميين، والفنانين الى ضرورة تحمل المسؤولية، والعمل على إيقاف كافة التوجهات الخاطئة التي تكرس لحالات الإقصاء، والتي تعمل على زرع بذور الفتن وتفرق الناس، وتزيد من همومهم، وندعوهم الى إنتهاج طريق الإصلاح والمساهمة في عمليات التنمية والبناء لخدمة أوطانهم وأن يعملوا على سعادة شعوبهم وتوفير العيش الكريم لهم دون النظر الى الإختلاف في الدين والمذهب أوالعرق، وأن يراعوا الله والناس ويضعوا نصب أعينهم مصالح شعوبهم كما يراعوا مصالحهم والله ولي التوفيق
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |