مع صاحبة الجلالة

هادي جلو مرعي

hadeejalu@yahoo.com

في الصباح فكرت ، هكذا وشعرت بسعادة أنهتها اول سيطرة عسكرية قابلتني ،عدا عن زحام أكل روحي ،سعادة أني(صحفي)،فالصحافة عنوان لرقي البلدان وإن كان في وطني من الاشخاص من حولها الى عناوين اخرى تجتهد العناوين الشريفة في ظل الصراع معها الى بقاء غير مضمون، ولو لم أكن صحفيا لكنت أعيش في دوامة القلق والإحباط ،هذه الصحافة التي عشقت منذ الصبا، وأدركت معها العالم ،ومعها عرفت كيف أدافع عن المحرومين والجياع وسكان المزابل من أبناء وطني الذي يحتوي شلة من الذين يضعون ( رجل على رجل) ويكيلون الشبهات والاكاذيب لإيذائي برغم أني لاأحتفظ بالمزايا ولا الأموال التي تعينني لأستمتع بالحياة على طريقة هؤلاء وفضلت الفقر والحرمان على عيشهم . الصحافة والنجاح الذي تحقق لي فيها جعلني اكثر فخرا وعنفوانا من قبل .

الزملاء في العراق نت* فتحوا بابا واسعا للشباب " مع صاحبة الجلالة " ليكتبوا ويدونوا أحاسيسهم وفيوض مشاعرهم تجاه وطنهم ومايحدث فيه وليعالجوا قضاياه في شؤون السياسة والثقافة والأدب والتربية والتعليم والأقتصاد وعن مشاكل الشريحة الأكبر في المجتمع وماتعانيه من بطالة أو تواجهه من تحديات في الدراسة والعمل والرغبة والطموح، وأقصد فئة الشباب.. بإمكانك ان تكتب وتتحرك في دائرة مسموح لك أن تعبر فيها عن رؤاك وتشرح التحديات التي تعيق الطريق الذي تسلكه لوحدك أو برفقة من معك من الذين يعانون ...الكتابة هنا ليست للإمتاع ،هي وسيلة للتعبير،وعندما تحدثت عن نفسي في البداية أردت التعبير عن صورة حياة عشتها وتحديات واجهتها بسبب الصحافة وماعانيته جراء العمل بها ،لكني أستطيع القول أن النجاح هو سبب التحدي والضغينة وهذا جيد ،لأن الآخرين ينزعجون من الذين يحققون أهدافهم دون مؤامرات وضغائن..

طلاب الجامعات والشبان الراغبين بالكتابة وتمرير أفكارهم عن الحياة والمعاناة يمكن لهم أن يستثمروا هذه المساحة لصياغة تلك الرؤى التي يرون إنها ناجعة في تحقيق قدر من التغيير يلائم الطبيعة التي عليها صورة الحياة في بلاد تعودت المعاناة ،ولأن الشباب هم وسيلة التقدم وقهر المصاعب وتدبير الأمور لكي لاتضيع من بين أيديهم فرصة المستقبل الواعد.

علينا أن نكتب مادمنا مؤمنين بما تختزنه الكتابة من قدرات تؤثر في الأشخاص والمؤسسات في مجال السياسة والاقتصاد والتعليم والبناء المجتمعي ،وحين نؤمن بهذه القدرة فلابد أن نستثمرها بقوة ودون أن نكل منها أو نمل.