|
سناء الانصاري لازالت الجاهلية التي حاربها الاسلام ورسوله صلوات الله عليه واله ضاربة في جذورها –مع الاسف الشديد- في اغلب مجتمعاتنا العربية ومما يؤسف له أكثر ان هذه العادات والاعراف السائدة معظمها فيما يتعلق بالمرأة وحقوقها كأنسان في داخل الاسرة والمجتمع على حد سواء ، وباعتقادي ان هذه العادات والموروثات الثقافية هي السبب الرئيس والمباشر في نفور شبابنا وشاباتنا عن الاسلام ، لانهم يتصورون ان الظلم الذي يقع عليهم هو من الدين والحقيقة ان الدين منه براء وعليه يتخذون موقفا حياله ولاينفتحون عليه ليفهموا احكامه – وهنا تقع الطامة الكبرى - ، فينشأ جيل بعيد عن الاسلام وتعاليمه في داخل مجتمع مسلم ، وفي الوقت نفسه نرى الاوربين والغربين يقبلون على الاسلام ويعتنقونه لما يجدون فيه من سماحة وعلو في تعاليمه وقيمه الراقية والمعنويات المفقوده لديهم ، والذي دفعني لكتابة هذا الموضوع هو الاخبار التى تردنا عن مجتمعاتنا العربية المسلمة وسأذكر بعضا منها علي سبيل المثال لا الحصر . المثال الاول – ففي المملكة العربية السعودية لازالت الفتاة لا تملك حق الاختيار في الزواج وانما يتحكم في الامر اوليائهن الذكور ( اب، اخ ، عم ، جد) حتى لو كانت الفتاة عاقلة رشيدة بالغة والقضاء ساندا لهذه الحالة على الرغم من معارضة الشرع لها ، فقد رفضت محكمة سعودية في المدينة المنورة في منتصف شهر تموز الماضي دعوى تقدمت بها طبيبة سعودية (42عاما ) لنزع ولاية والدها واشقائها الذين يمنعونها من الزواج بزميلها الجراح لانه لاينتمي لنفس القبيلة ، واعتبرت المحكمة الطبيبة عاصية لعائلتها ، في اي دين او شرع هذا الذي يحصل ؟!!! ارجوا ان لايتصور احد اننا ندعو الفتيات للزواج بدون اذن الولي ، ليس الموضوع هكذا ، فالذي يحصل هو حرمان البنات من الزواج وانجاب الابناء بسبب عادات وموروثات قبلية عشائرية يلتزمون بها اكثر من التزامهم بما انزل الله ، ويحرمون الفتيات من الزواج في سني الشباب ، وهذه ظاهرة ( العضل ) الحاكمةفي المجتمع السعودي والتي دفعت مجموعة من النشطاء يبلغ عددهم 500 عضو وعضوة ان اطلقوا حملة ذات طابع انساني وتهدف الى اطلاق سراح الفتيات المكبوتات والمعضولات من سلطة الاهل وتحقيق رغباتهن وآمالهن في الحياة . فظاهرة العضل وظاهرة التحجير (اي حجز الفتاة لابن عمها او احد اقاربها ) . وفي هذا الصدد تقول الكاتبة السعودية سهيلة حماد –احد اعضاء الجمعية الوطنية لحقوق الانسان – لاحدى وكالات الانباء العالمية (للاسف لدينا تناقض غريب في المجتمع ، فهناك زواج القاصرات حيث تزوج فتيات اعمارهن 10 سنوات ،فيما هناك عضل الراشدات وهو منع البالغات من الزواج بحجج واهية .) المثال الثاني – فقد كشفت دراسة اردنية حديثة ان 74% من نساء محافظة اربد لم يحصلن على حقوقهن الشرعية من الميراث كاملة ، هذه الدراسة اجراها تجمع لجان المرأة الوطني الاردني ضمن مشروع (عين على الحقوق ) بينت هذه الدراسه احدى الممارسات التي قد تؤدي الى حرمان المرأة من الميراث يقابله عدم وجود وعي كافي من المستحقات للميراث حول هذه الممارسة وعدم وعي النساء والفتيات بشكل عام لها . وطالبت الدراسه الجهات المعنية لوضع تشريع يتصدى للأنتهاكات التي تقع على حق المرأة بالميراث وبما يضمن حصولها على حقها كاملا في الميراث وفقا لما تضمنته الشريعة الاسلامية . المثال الثالث – على الرغم من ان المرأة السورية تشغل 21% من مقاعد البرلمان فقد أظهرت دراسة جديدة ان امرأة من كل ثلاث نساء تتعرض لعنف جسدي في محيطها الاسري ، اعدت هذه الدراسة الهيئة العامة لشؤون الأسرة في سوريا وصندوق الأمم المتحدة للسكان ، والمسبب للعنف فهو اولا الاب ثم الاخ ويليه الزوج وغالبا مايؤدي العنف الى اذى على المستوى الجسدي من كسور في الاطراف او الاضلاع ، ورضوض وتورم وكدمات وجروح ونزيف خارجي ، وترتفع نسبة العنف في البيئة الاقل تعلما . فيا ايها القارئي الكريم الا ترى معي ان هذه جاهلية ممقوتة يجب ان تتخلص منها مجتمعاتنا العربية !!! ان لم تكن كذلك فما هي اذن؟ فلنضع يدا بيد من اجل الارتفاع بالمستوى الثقافي والديني ولتعرف كل منهن ما لها وما عليها من حقوق وواجبات ولتطالب بها داخل اسرتها فالحق يؤخذ ، ولن ينهض بالحمل الاحامله ، فيا اخواتي الكريمات نحن بحاجة الى انتفاضة معرفية للدين الصحيح الذي جاء به سيد الانبياء والمرسلين وعمل به طوال ثلاثة وعشرين عاما من عمره الشريف، ونطالب مجتمعاتنا الكريمة بالعودة الى الدين الحنيف وتحكيمه ولانقبل بغير ما انزل الله وليتخلوا عن الاعراف والعادات القبلية المتمسكون بها لقد جاء الاسلام لمحوها وليعيش الناس اخوة متحابين ولن يرضى احد بالظلم بعد اليوم ! فهو نذير عذاب منه سبحانه .
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |