|
تكريم البصير وأعلام الحلة والعراق ؟ محمد ناجي تتابع الأحداث وتواترها اليومي السريع ، في ظروف صعبة وغير طبيعية ، يلقي بظله المعتم والثقيل على مواقف ومناسبات كثيرة ، ويرمي بها إلى زوايا النسيان ، لتضيع وسط الضجيج . في العام الماضي ، وفي ختام ندوة لمنظمة بنت الرافدين كانت لنا مطالبة بإحياء ذكر شاعر ثورة العشرين ، العلامة محمد مهدي البصير ، الذي تصادف وفاته يوم 19 تشرين الأول / أكتوبر ، من خلال نصب يرتفع وسط أحد ساحات الحلة ، لتتزين به المدينة التي نشأ فيها ومشى في دروبها وأزقتها . وكما ذكرنا حينها ، ونكرر اليوم ، فإن إحياء ذكرى البصير - والنخبة الطيبة من أعلام الحلة والعراق - والاحتفاء به متعدد الوجوه والأبعاد ، منها : 1- أنه شخصية ثقافية عراقية تمتلك موقفاً وبعدا أخلاقيا إنسانيا يمجد الإنسان وطموحه للتحرر والتقدم والتطور 2- أنه آمن ونشر الكلمة الحرة المفعمة بالصدق والأصالة البعيدة عن زيف الشعارات الجوفاء والارتزاق المبتذل . 3- أننا نحتفي بأنفسنا وقيمنا ومصداقيتنا أمام التاريخ والأجيال اللاحقة ، ونؤكد موقفنا وانتماءنا الواضح لثقافة الإنسان ، وبرائنا بل إدانتنا لثقافة السلطان ، ومهرجانات التطبيل والتهليل والتمجيد للطغيان ، ولنعطي دفقة من الأمل بالمستقبل للإنسان وللثقافة العراقية بوجهها الإنساني الخلاق . ولا نريد لهذا الاحتفاء أن يقتصر على البصير وحده ، بل هو بداية للاحتفاء برهط كبير من أعلام الثقافة في العراق الحديث ، تشرّفوا بالانتماء للحلة الفيحاء وتشرفت بهم ، مثل الشاعر حيدر الحلي والعالم أحمد سوسة ، وعالم الآثار طه باقر والأستاذ علي جواد الطاهر .... وطالما أن مطالبتنا لم تجد آذانا صاغية ، وانطلاقا من إيماننا الراسخ بأن " لكل منا دور وعليه مسؤولية " فإننا نعلن عن : 1- إنشاء صندوق مفتوح للتبرعات لإقامة نصب للبصير وأعلام الحلة ، وبالتحديد أحمد سوسة وطه باقر وعلي جواد الطاهر وحيدر الحلي . 2- مطالبة المسؤولين في المحافظة بتخصيص ساحات مناسبة في وسط المدينة لإقامة النصب لهذه الشخصيات . 3- تشكيل لجنة مالية ، متعددة الأطراف ، للإشراف على صندوق التبرعات الذي سيفتتح من قبل منظمة بنت الرافدين ، وهي منظمة تتمتع بالحضور الفاعل والنزاهة . 4- تشكيل لجنة فنية تضم مؤرخين وفنانين وأفراد من عائلات الشخصيات المحتفى بها تقرر الشكل المناسب لكل منهم . إن الأمر لا يحتاج أكثر من الإرادة والتصميم والضغط على المسؤولين من أجل تخصيص الساحات المناسبة ، وهي كثيرة في المدينة . كما إن النُصب لن تكلف كثيرا ، ومن الممكن إنجازها بكلفة متواضعة ، ومرحليا ، حتى كأعمال أو مشاريع تخرّج لطلبة الصف المنتهي في كلية الفنون الجميلة بجامعة بابل . صحيح ! ربما يجد أهالي الحلة والمطلعون على واقع الحال العذر للسادة المسؤولين ، حيث لا وقت لديهم لدراسة المقترح لأنهم مشغولون بالعمل ، الذي يصل الليل بالنهار ، في مكافحة الفساد والإرهاب ، ومعالجة أزمات الماء والكهرباء والمجاري والخدمات البلدية والصحية وبناء المدارس والمستشفيات ، وتوفير الأمن ومواد البطاقة التموينية والنفط والغاز ... والسيارات ! ولكن هذا الواقع لا يعفي أي منا ، بل بالعكس يدفعنا ، خصوصا المثقفين ومنظماتهم ، لتخفيف العبء عن السادة المسؤولين ..... والتحرك لتبني المقترح وتنفيذه ، وكل ما يخدم الإنسان والصالح العام في دولة القانون والمؤسسات ! ....... وما ينفع الناس يمكث في الأرض .
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |