الغش الارهاب الجديد

 

 

د:سامي عبد العزيز العثمان

اختتم" المنتدى العربي الثاني لحماية المستهلك" اعماله الاسبوع الماضي في العاصمة السعودية الرياض ،والذي كان برعاية مصلحة الجمارك،وبالرغم من كون المنتدى عربيا كما هو شعاره إلا ان غياب الاتحاد العربي للمستهلك كان ملاحظا تماما في ثنايا الملتقى ،حتى رئيسه وصاحب التجربة الغنية والثرية الدكتور "محمد عبيدات" تمت دعوته للمنتدى في اخر لحظة وذلك لمجرد ذر الرماد في العيون والا كيف يمكننا تفسير ان دعوته من قبل مصلحة الجمارك لم تتم الا قبل انعقاد الملتقى وبأيام معدودة وهو العارف والمنظر والمعني اساسا بمثل تلك الملتقيات،ناهيك عن مستوى التعامل مع الدكتور "عبيدات "

وهو الذي يمثل الاتحاد بسنوات عمره والتي قضاها بين الدراسات والبحوث والمؤتمرات والملتقيات طوال العقد الماضي،والذي لم يكن في المستوى الذي يتناسب مع تلك السنون،حتى في الافتتاح الرئيسي للمنتدى والذي ضم شخصيات ونخب من الضيوف لم تتم دعوته للجلوس لاعلى منصة الافتتاح ولا حتى في الصفوف الامامية وكما جرت العادة في جميع المؤتمرات العربية والاسيوية والغربية والتي حل عليها الدكتور عبيدات ضيفا، بل تفاجئ بان ليس هناك حتى مقعد محجوز باسمه وكما جرت العادة في المنتديات المتخصصة والمحترفة،بينما دعي للجلوس في تلك الاماكن بعض الشخصيات والتي لا تملك ابجديات العمل الاستهلاكي وبكافة مفرداته وأدواته،وبالرغم من ذلك ترك الدكتور "عبيدات"

جلسة الافتتاح وبكل صمت،وهذا الصمت انما جاء من تواضع العالم وبساطة المفكر والمبدع والذي دائما ما يعالج الامور بحكمة العارف تماما ببواطن الامور،وبالرغم من ذلك التناسي لوجود الدكتور عبيدات قدم الرجل ورقته التي شارك بها في ثنايا المؤتمر والتي وكما يعلم من حضرها انها كانت اكثر الاوراق تميزا وشمولية،بل لم يبخل بتقديم استشارته وتوجيهاته لكل من استعان به في ثنايا المنتدى،ولهذا اكاد اجزم وباعتبار ان المنتدى عرييا كان يمكن لمصلحة الجمارك ان تحقق نجاحا باهرا ومميزا لو انها استعانت بالدكتور عبيدات مبكرا وأوكلت له اللجنة العلمية والفنية وتقييم اوراق العمل،عوضا عن بعض الاوراق التي تم تقديمها والتي لا تخرج عن كونها حشو وجمل وعبارات إنشائية لا تسمن ولا تغني من جوع ناهيك عن الضعف الكبير في بعض المتحدثين والذين يفتقدون لكريزما الحضور والتوصيل وشد انتباه الاخرين.ويبقى ان اقول: ان الذي لفت نظري امانة في المنتدى مسألتين،البراعة والاحترافية المتناهية لزميلي الاعلامي المتخصص في شئون المستهلك الاستاذ "عبد العزيز الخضيري" والذي ادار وبكل امتياز ورشة عمل عن دور الاعلام في توعية المستهلك وكذلك امانة بلدية الرياض وكما عودتنا دائما على التميز والابداع وذلك من خلال ورقة العمل التي شارك بها المهندس المبدع والمتمكن" سليمان البطحي " والذي تناول من خلالها اسباب ودوافع تفشي ظاهرة الغش التجاري والتقليد،كما طرح المهندس "البطحي "بعض الامثلة ومن خلال تجارب واقعية من الاسواق المحلية السعودية على انواع الغش والتقليد والتي واجهت المراقبين وموظفي الامانة مثل محلات الخضار والفواكة،كذلك شملت الحملات تلك محلات العطارة واللحوم والجزارة،وطرح المهندس البطحي الالية في امانة الرياض لمنع الغش والرقابة على الاسعار.ولذا يجب ان لا ننسى وانا في سياق ختامي لهذا المقال أن أشير إلى ان التقليد والغش والتزوير والذي اصابنا في مقتل من اهم اسبابه المنافذ الجمركية والتي وفيما يبدو لي تعاني من تقصير وضعف في أدائها ان كان ذلك من خلال عدم تشديدها على مواصفات ومقاييس الواردات أو من خلال غياب التدريب المتخصص لموظفيها وبما يتناسب مع الاساليب والطرق والحيل التي يبتدعها بعض التجار من الغشاشين والمقلدين والمزورين في سبيل ادخال بضائعهم للاسواق والا كيف يمكننا تفسير انتشار الكيابل والمقابس الكهربائية المقلدة والرديئة والتي تسببت في احداث كوارث ضربت الانسان والاقتصاد معا،ناهيك عن الساعات والمجوهرات والاحذية والجلديات والتي يشكل المقلد منها نسبة اكبر وبكثير من الاصلي تباع نهارا جهارا في

اسواقنا " وعلى عينك يا تاجر " من اين جاءت تلك البضائع وكيف تسربت

بهذا الشكل البشع في اسواقنا هل تساقطت من السماء أم ارتدت اقنعة خفية لم يشاهدها رجال الجمارك، ولهذا يبقى الغش والتقليد هو الارهاب الجديد وبكل ما تعنيه الكلمة ، فربما الارهاب والتخريب كفانا الله شره يضرب فئات محددة ان كان ذلك ارواحا أو ممتلكات أم ارهاب الغش فهو يضرب الجميع دون استثناء ناهيك عن تخريبه وضربة للاقتصاد الوطني رئيس تحرير صحيفة ارض الوطن الالكترونية

 

 العودة الى الصفحة الرئيسية

Google

 


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com