احذروا فقد اقتربنا من أن نكفر بمنهجكم

 

احمد مهدي الياسري

alyassiriy11@yahoo.com

لو استجابت القيادات التي تتمثل بالطيف السياسي الممثل للغالبية في العراق الى لغة الحكمة والبصيرة الثاقبة وتقدير المخاطر المحدقة بنا لما فرطت بما بين ايديها من فرص لافرصة واحدة هي منعطفات تاريخية قد لاتتكرر مرتين ولو قيض لنا ان نكون امام قادة يحترمون بحق مشاعر شعبهم ويحترمون تاريخ الدماء الزاكية التي اريقت من اجل الحرية لما وصلونا الى حالة من الياس والاحباط والتشرذم والتصدع يعاني منها شعبنا الصابر ..

تفرقتم وماذا بعد ؟؟

تناحرتم وماذا بعد ؟؟

تتنابز قواعدكم نيابة عنكم وماذا بعد ؟؟

تسقيط متبادل بينكم وماذا بعد ؟؟

كل حزب بما لديهم حزينون وليتهم فرحون وماذا بعد ..؟؟

اصبحنا فرجة امام العالم والتاريخ وماذا بعد ..؟؟

وعشرات الاسئلة غير ذلك ونستمر بالتساؤل وماذا بعد ..؟؟

انا اجيبكم ماذا بعد ذلك :

الحقيقية واصدقكم القول انكم كمن ينهش في لحمه وعدوه يتفرج عليه مستلقيا على قفاه يقهقه ضاحكا لما يراه من مشهد , نتوسل بكم ونطالبكم بالوحدة والقوة عبر التحالف والاندماج الحقيقي وما هو اكبر من التحالف المطروح وحسن تقدير خطورة المرحلة وانتم ترهقوننا بتوسيع هوة الفرقة وبتشرذمكم ونزاعاتكم التي لادخل لنا بها ان لم تكن لنوازع ضيقة ومطامع بتنا نشمأز منها..

كنا نرى المشهد بوضوح ونصحناكم صادقين ورغم ذلك سحقتم ارادتنا الواثقة والناصحة لكم ونحن من انتخبكم وتفرقتم ولكنكم احتجتم الى بعضكم البعض فيما بعد وتكابرون ولاتريدون الاقرار بان ما انتم عليه لايسر حبيب او صديق لا بل لما تزالوا تماطلون في الاعتراف بالحقيقة المرة ومصرين على نزع مابقي من غطاء يقيكم ويغطي عورات التمزق والتشتت لانرغب ان تكون مستباحة بعد كل تلك التضحيات ..

كم صرخنا وتوسلنا بكم توحيد الصف وكاننا كنا نتكلم مع الصم الصياخيد او كاننا مجانين تحدث نفسها والاعداء يتفرجون ويضحكون سرا وعلانية للمشهد ..

نريد منكم اجابة واحدة تبرر تفرق صفكم وكل منكم يستغيث بعدو يضمر ويعلن نواياه ولايشترك معكم في اي شئ بل يتناقض معكم جملة وتفصيلا تتوسلون به بان يقبل تقربكم منه والنكتة انه يمانع ويشترط على كل منكم منفردا ان يكون ذيلا له وكاني بحالكم ومايجري على ايديكم من الهزال انه يستحق الشفقة والعطف وكان حالكم كالمستجير من الرمضاء بالنار..

كل منكم يطالب الاخر بالشراكة ولكن لم تجيبونا عن ماهية المشتركات التي بينكم وبينهم وهل تحملون بحق مصداقية ماتطرحوه وهل ان ماتعتقدوه وتتحركون وفقه هو الصواب ..؟؟

هل فقدتم الذاكرة وتحتاجون لان اذكركم بتجارب التاريخ البعيد او الحديث وماهية القوة والمنعة والانتصارات التي ماترسخت وتجذرت في أي من المكونات السياسية او الشعبية او الاقتصادية اوالاجتماعية الا من خلال تقوية اواصر التعاون والتعاضد والتماسك وتقريب وجهات النظر..؟؟

ايها القادة اعلموا واقولها لكم صادقا لا كما ينقل اليكم عبر المنافقون والمتزلفون والنفعيون ان هناك تململ وتذمر وسخط كبير في الشارع احد اطرافه اعدائكم يتمنون زوالكم باي ثمن والطرف الاخر هو الذي انتخبكم وهناك ملايين الغاضبين يقولون ننتخب الشيطان الرجيم ولانذهب لانتخاب هؤلاء بعد اليوم وما تكونت هذه المشاعر الغاضبة بمعزل عن الاسباب الحقيقية انتم اهم من رسخها واوجدها وان استمر ادائكم وفق مانراه ونطلع عليه ستكون العواقب وخيمة عليكم وعلينا وعلى تاريخ يسجل لكم هذه الانتكاسة التي من الممكن تلافيها والفرصة مواتية لكم وتلك الانتكاسة ما كانت لتكون لو انكم استجبتم الى عين الحكمة والعقل واتقيتم الله في هذا الشعب البائس ونظمتم امركم وانفسكم ..

نعم لقد اعلنتم تحالفكم "الوطني" ولكن باستحياء وبعد ضغوط كبيرة , نعلم ونعترف انكم لما تزالو شتى متفرقين رغم ماتعلنوه ولكن هل تعتقدون انكم تحسنون صنعا في ماتقدموه من هزال سياسي يكاد يصيبنا بمقتل ان لم يكن قد قتلنا فعلا ..؟

اعتقد ان كنت ابحث عن تعبير دقيق عن مايختلج في نفسي ونفوس الملايين فلن اجد افضل من هذا القرار بانني والكثير اصبحنا نتمنى ان يحكمنا البعث الفاشي والوهابية العنصرية الحاقدة معا وان سالتمونا لماذا ؟؟ سنجيبكم لاجل انهائنا مرة واحدة وبشرف وشهادة وعز تنقلنا الى رحاب العدل الألآهي لنقاضيكم ونقاضيهم هناك بدلا من هذا الموت البطئ والمرير يقضم في ارواحنا وينهك اجسادنا وينخر في اكبادنا ويهدد مستقبل اجيالنا القادمة وانتم واعدائنا تتفرجون علينا ونحن معكم نتفرج على نهايتنا ولاحول لنا ولا قوة الا بالله العلي العظيم هو من يحكم بيننا وبينكم ..

لا اخفيكم سرا فقد اصبحت افكر جادا باعلان الكفر المعلن بمنهجكم وما تقدموه لنا من آلآم ولانكم لاتستحقون منا كل هذه التضحيات وكل هذه المعاناة وكل هذا النزف الذي ننزفه من ارواحنا ومقدراتنا ومستقبلنا وكاننا نـُسْمِع وننادي من لاحياة فيهم لا بل انتم كذلك

 

 العودة الى الصفحة الرئيسية

Google

 


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com