السرطان يأكل العراقيين !.


 

                                                                                                                                                                       هادي جلو مرعي
hadeejalu@yahoo.com

 


من مدة توجهت مواطنة عراقية الى بلد غربي للعلاج من سرطان الثدي وماأكثر المهددات به.ومن أيام مات في لندن الفنان الكويتي الجميل غانم الصالح نتيجة إصابته بالمرض الخبيث . كان الأربعاء الماضي شهد خروج تظاهرات في أنحاء من الأرض لحشد الجهد العالمي من أجل وقف زحف المرض الذي يهدد أثداء النساء.وصرنا نتخيل السرطان كلما تغنينا وتغزلنا بالصدور البيضاء والسمراء المتعرقة.

صحفيان عراقيان مازالا يعالجان من آثار الوحش الكاسر,وأحدهما قاوم من سنوات ولم يستسلم الى اللحظة وهو يعمل ويتناول الجرعات القاسية.أحد الصحفيين ويعمل في قناة فضائية عراقية توفي دون أن يحصل على العلاج الذي يؤهله لمقاومة المرض أو تاخير النهاية.

نسمع عن وفيات بالسرطان في أنحاء مختلفة من العالم ,وكثير منها تصيب النساء اللاتي يتأخرن في الحصول على كشف طبي أو علاج بمستوى جيد,وحكى لي أحد الصحفيين إنه فقد زوجته الجميلة والموظفة في إحدى الوزارات بعد إصابتها بسرطان الثدي الذي عولجت منه وبقيت لعام ونصف ,ثم ليكتشفوا إن السرطان وصل الى الرئتين ,وأخذ يأكل الجسد, ومن ثم موت بطئ لم تستطع التخلص منه أو دفعه ,والشئ الوحيد الذي نجحنا فيه حين جئت بالطفلين الصغيرين صدفة وفي يوم لم اعتد زيارتها فيه الى المشفى ,وأخبروني إنها منذ الصباح تنظر جهة مدخل المبنى.وعندما أدخلت الولد والبنت ورأتهما ماتت من فورها.

في مدن مثل البصرة والنجف والأنبار وحتى العاصمة بغداد ,تشير التقارير الى ظهور حالات إنتشار للمرض بين فئات مجتمعية متعددة تفتقد العلاج ,ولعل الحديث عن تخصيص جزء من عائدات النفط في بعض المحافظات يشي بحقيقة الهجوم الذي يشنه المرض على العراقيين.

في بغداد تم الإبلاغ عن حالات إصابة بالسرطان في مدارس توفي إثرها مواطنون ,وفي الفلوجة التي شهدت معارك عنيفة بين الأمريكيين وتنظيم القاعدة دفع المواطنون الابرياء ثمنا باهظا ,ولم يكن السرطان لوحده بعض ذلك الثمن,وصارت صور الأطفال المصابين مألوفة على شاشات التلفزيون.
لاتوجد تقارير واضحة عن المرض ومدى إنتشاره,لكني لاأرجح الفكرة القائلة أن الاصابات نتاج الإستخدام السئ لأسلحة محرمة ,وإن كان ذلك صحيحا بمستوى من المستويات ,لكن الأكيد إن المرض الخبيث نتاج للتحولات الإقتصادية والسياسات الحمقاء في إدارة الإنتاج وبناء المصانع العملاقة وتلوث البيئة بالسموم.

لابد من سياسة عالمية واضحة تواجه المرض الذي يأكل العالم وقد يأكل العراقيين كلهم في السنوات القادمة..إذا لم يستطع أكل الأجساد فإنه يأكل جسد المريض وأموال ذويه.

 

 


العودة الى الصفحة الرئيسية

Google

 


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com