|
التعلم في مدرسة الحسين (ع)
بشرى الخزرجي إحياء ذكرى استشهاد الأنوار المحمدية المضرجة بدماء التضحية والإباء سنة 61ه في كربلاء الصمود تنبع من مناهل الولاء والوفاء لتلك الأنفس الزكية الراضية بقضاء الله ومشيئته، فترانا نسكب عبرات الانتماء في الذكرى الأليمة رغم لوم اللائمين واعتراض المتجهمين، مستلهمين العبر والدروس العظيمة من الحكمة الحسينية المطالبة بتحقيق العدالة والرافضة لظلم معسكر الغدر والخيانة الأموية.. لم اخرج أشرا ولا بطرنا ولكني خرجت لطلب الإصلاح في امة جدي.. وإني لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما، وهيهات منا الذلة يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون، كلمات قدسية مدوية، نطق بها وارث علم الأنبياء والدوحة العلوية صبيحة عاشوراء، قضّت مضاجع الطغاة وهزمت سيوف البغي والظلال، سجلها التاريخ في صحائف النور ملحمة خالدة انتصر الدم فيها على السيف، فهزت أركان الدنيا بمعاني الشجاعة والإيثار، ضاربة المثل العليا في الثبات على الحق والذود عنه.. فمن سمات النهضة الحسينية أنها أممية الأهداف، لا تقيدها الفواصل الزمنية ولا الحدود المكانية، ولم تستطع ممارسات رهط جاهل ضيق الأفق محو أبعادها الإنسانية، فمهما ارتفع مقياس التزمت والتذمر في نفوس البعض من نشر مظلومية قصة الإمام الحسين (ع) وأهل بيته وأصحابه الأوفياء الخلص، يبقى شعاع القيم الواعية نافذا يثقب حجب الظلمات ليعري التزوير والتحوير والالتفاف على الوقائع المأساوية التي رافقت رحلة الجهاد الحسيني ضد استبداد البلاط الأموي المفسد الجائر. إن مدرسة الحسين (ع) النهضوية عبّدت طريق الكرامة أمام المضطهدين في الأرض، ووضحت مستلزمات الانتصار والخلاص من قيد العبودية، وهذه شخصية غاندي الزعيم الهندي وما نسب إليه من قول بليغ أفصح عن سر انتصار رجل بسيط ينتمي إلى عامة الشعب..." تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوما فأنتصر" عبارة مؤثرة ومبدأ ثابت غير وجه الهند فأصبحت في وقتنا الراهن من الدول المنتجة، وقوة اقتصادية عالمية مهمة يشار نحوها بالبنان.. فهل تعلم من مدرسة الحسين (ع) الإصلاحية عالمنا الإسلامي المريض كما تعلم الآخرون! وهل تسهم مجالس أحياء ذكرى ملحمة الطف الخالدة والمواعظ المطروحة في تهذيب وترشيد سلوكيات أبنائنا!..ربما نرى ونسمع من بعض المنابر والمجالس ما لا يمت للحسين وقضيته بصلة، لكننا ومع وجود هذه الاعتراضات نجد الجيد والمفيد منها. لقد حضرت ليلة عاشوراء مجلسا حسينيا باللغة الانكليزية للسيد الشاب حسين القزويني والذي يحضره جمع غفير من شباب وشابات المهجر، واستوقفني مستوى ذكاء وأدب هذا الشاب الواعظ، عندما حدث الحضور بمستواهم مستخدما مصطلحات علمية يفهمها الجيل الجديد، مبينا لهم أهمية الصلاة وكيف أن الحسين ع قضى دونها، وقد صلى الظهر جماعة مع أصحابه والعصر صلاها وهو صريع مثخن بالجراح، قاصدا من ذكر هذا المفصل توجيه الشباب إلى أهمية الصلاة، حين قال إن كان السهر في المجالس الحسينية لساعات متأخرة يلهيكم عن صلاتكم فالأجدر بكم تركها حفاظا على عمود ديننا وهي الصلاة.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |