البرلمانية صفية السهيل .. خطوات مشرقة في تاريخ العراق الحديث


 

سامان نديم الداوودي

Engineer-1982@hotmail.com

 بات اليوم الولوج في سبر أغوار السير الذاتية لبعض الوجوه النسوية في العراق والغوص في مكامن الإبداع النسوي من اللوحات الكتابية المفقودة لأرشيف الثقافة ورفوف المكتبات لازمات شنجت نفسية المجتمع في العراق وخلقت حالة من الانزواء تحيل ما بينها وهكذا كتابة علامات مبهمة وبتنا اليوم في صراع تجاه نصفنا الثاني في الحياة دون استدراك وأصيب من جراء ذلك مشاريعنا التنموية ومؤسساتنا المدنية بعناء متكامل ونُعتنا بمجتمع ومؤسسة مكللة بالشلل النصفي لغياب وتقنيص ذلك العنصر الهام من المشاركة ومنعها من مشروعيتها ومصادرة آرائها ، ولعلنا نتغافل عمدا وإلى حد كبير الطاقات المبدعة للمرأة العراقية التي باتت اليوم ككعكة ميلاد الخطابات ومفردة إكمال النصاب الذي خطه الدستور سهوا !، رغم أن هنالك أصوات عديدة ونداءات مدوية تكبر وتحمل في رحمها معانات الأم والطفل والكهل، وهنا أيحلو لنا الإشارة إلى واحدة من تلك السياسيات البارزات التي تحاول شق جدار الصمت بمعول الديمقراطية والسلم وإسدال ستار الاختلاس على الرأي بجد من اجل العصرنة والتمدن وتحديث آلية الحكم وذلك من خلال دعواتها المتكررة بإشراك المرأة فكرا وسلوكا ووجودا حيا لتكون شريكة الحكم والحياة الاجتماعية على حد سواء، إنها سفيرة المرأة العراقية النائبة صفية طالب علي السهيل عنوان الخدمة والرسالة السليمة الحاملة لرزمة حلول واقعية من أجل خدمة الشعب العراقي الذي بات اليوم يعيش اثنا عشرة مليون منه تحت خط الفقر ومساكينه يستنشقون رائحة الموت الزعاف ، صفية ذي أل 45 عاما باتت مشروع شهادة واستقتال ثقافي من اجل وضع بصمة انجاز للام العراقية المتسمة بالحنان والصدق وهي امتداد لمدرسة عائلية عريقة أعطت عربون الكلمة والحرية وضحت بعميد العائلة في زمن كان صفة المعارض في العراق ندرة على المسامع ، هي اليوم عنوان غير تقليدي وإسهامات مشعة لترسيخ دعائم المجتمع النموذجي السليم ومشروع ملئ بمكامن التألق في القيادة وأمال تتقد لتحسين الوضع في العراق وتفعيل دور المرأة فيه والخروج بمجتمع تمنع تصدير العنف الاسري وأعمال المُسوخ بحقها ، ودعوة الانتماء إلى نهضة السهيل التحررية لقيود التخلف والغطرسة والمجتمع القبلي بات أحوج ما تحتاج إليها الام العراقية، لمهنيتها العالية وخبرتها المتراكمة طوال السنين في المنفى ويسعني من خلال سطوري المتواضعة هذه أن ألجُم حملات التشويه والتشويب والاستيراد المزيف للكلمة المأجورة بحقها ونكون بذلك لم نظلم أو نمدح أحدا بقدر ما ساعدنا بالخروج بمعادلة سهلة الحل وبنتائج تصب في مصلحة العنصر النسوي لتقف اليوم بقوة بين المتغيرات القائمة في العراق ونكون بذلك أيضا قد ثمنا القيمة المعرفية وأسسنا لليبرالية المستقلة التي تنتهجها البنت الثانية لأبرز معارض عراقي شهد له الساحة العراقية والعربية شيخ قبيلة بني تميم الشهيد طالب السهيل وزوجة وزير حقوق الإنسان العراقي السابق الدكتور بختيار محمد أمين النائبة العراقية صفية السهيل والتي شهد لها مقاعد الدراسة بالكفاءة في كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية بتخصصي العلوم السياسية والإدارة العامة في الجامعة الأردنية بعمان وبدرجة البكالوريوس ،واستطاعت من تحجز لنفسها مكانا في نفس كل امرأة عراقية واخذ ذلك منها الكثير من خلال مشاركاتها الفاعلة في الكثير من المنظمات والمؤتمرات والجمعيات المناهض للعنف ضد الأسرة والتمييز الطبقي وأطلقت العديد من الحملات وحررت الكثير من الدوريات النشرية لإسماع العالم الانتهاكات والمظالم بحق الشعب العراقي وطبقته النسوية ونستطيع القول أنها أضحت لسان المرأة العراقية أيام المعارضة ورائدة الفكر النسوي المثالي اليوم ونالت جراء نشاطاتها تلك ثقة واحترام ابرز السياسيين والمعارضين وشخصيات دولية بارزة، حيث عملت كمديرة تنفيذية لقسم الشرق الأوسط والعالم الإسلامي في التحالفِ الدوليِ من أجل العدالةِ ،المنظمة الدولية التي مقرها في باريس وهي شبكة تضم 275 منظمة غير حكوميةِ دوليةِ لأكثر من 120 بلدِ كافحتْ من أجل جَلْب رموز النظام السابقِ أمام العدالةِ ، وناشرة لصحيفةِ المنار العربي السياسية ومطالباتها العديدة بحقوق اللاجئين العراقيين والمعتقلين في عمان وبيروت في ظروف أمنية صعبة المنال ،هي من أطلقت حملة الصوت الغير المسموع للمرأة العراقية وحملة نساء من اجل التغير في العراق موثقة ذلك بشهادات الضحايا وأمام المؤتمرات والمؤسسات الدولية كأمم المتحدة والاتحاد الأوربي، تم انتخابها في مؤتمرِ المعارضةِ العراقية في لندن عام 2002 كعضو في لجنةِ المتابعة والتنسيق وشاركت في اجتماعات القوى والشخصيات السياسية في صلاح الدين وفي غالبية مؤتمرات واجتماعات المعارضة العراقية في التسعينيات من القرن الماضي ، بعد التغيير في العراق نظمت المؤتمر النسوي الأول للمرأة العراقية في 2003 تحت شعار" الصوت المسموع للمرأة العراقية " والذي كان برعاية منظمة التحالف الدولي من اجل العدالة وفي عام 2004 صدر مرسوم جمهوري بتعينها سفيرة العراق في مصر لتصبح بذلك أول سيدة عراقية تتبوأ منصب سفيرة لبلادها, شاركت في العديد من المؤتمرات الخاصة بملف المصالحة الوطنية داخل العراق وخارجه مترئسة لجنة " التوازن الوطني وتوسيع المشاركة السياسية " ، وشاركت في العديد من اجتماعات وحملات المجالس والمنظمات ذات الاختصاص ناشطة في الدفاع عن حقوق الأقليات كما إنها ناشطة بالدفاع عن حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة وعضوة فخرية في تجمع المعوقين العراقيين وفي عدد من منظمات المجتمع المدني الإنسانية والثقافية والحقوقية وهي البرلمانية الفائزة لدورتين انتخابيتين على التوالي عن محافظة بغداد لشعبيتها الكبيرة بين الجماهير ولبرنامجها الانتخابي المتمدن ،وجدير بنا ذكر مجلسها الثقافي أيضا الذي يحظى بوافر كبير من التقدير والاحترام من قبل المثقفين والأوساط السياسية والدبلوماسية الذي يحرص على الحضور والمشاركة ، إنها بالفعل مدرسة نسوية بامتياز تتسم بالاتزان والعدول والطرح الشفاف على النسوة في العراق دعمها والانخراط فيها لتخريج قيادات نسوية ذات بصمة مؤثرة يبقى كتراث مشع للأجيال القادمة بان المرأة كانت حاضرة يوما ما في العراق أم يبقين في توجس خشية افتراس الجنس الآخر؟.

 

  
العودة الى الصفحة الرئيسية

Google

 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com