حول حوار قناة ألعراقية مع رئيس مجلس ألنواب ألعراقي
بقلم عليم محمد عليم
aleem_m_aleem@yahoo.com
حوار على الهواء صريح مع السيد أسامة ألنجيفي رئيس مجلس النواب لابد و أن يشد اليه عددا كبيرا من ألمشاهدين من مختلف طبقات المجتمع العراقي و حتى من خارج العراق , فلمجلس النواب العراقي أهميتة ألكبرى في نفوس العراقيين و للأستاذ النجيفي شخصيته ومقامه المميزين : فهو يتمتع بألشجاعة و ألجرأة وألحماس وألطموح و ألصراحة و الصرامة كذلك و لا غبار على حسه الوطني العالي ألأمر ألذي جعل ألكثيرين يتطلعون ألى عهد جديد و خطوات جريئة لتصحيح ألأخطاء و دفع ألعجلة بحكمة و قوة على طريق ألتقدم و ألأزدهار
كانت أجوبة ألأستاذ ألنجيفي تكاد تكون كلها ( ما عدا بضعة مواضيع ) مشجعة و تبعث ألأمل في النفوس و قد تميزت بروح ثورية تريد هدم ما يجب هدمه و بناء ما ينبغي بناؤه و ما يطمح اليه كل حريص على مصلحة ألعراق و شعبه. و قد احسن ألتعبير و أختيار ألعبارات و لو صدقت عباراته و حولت الى واقع عملي لكان العراق من المفلحين . و نتمنى أن لا تكون هذه ألعبارات تكرارا لعبارات خطابية جميلة الملبس خاوية ألنتائج كما اعتدناعلى سماعه من اعضاء المجلس السابقين ومن خارج المجلس في ألفضائيات و ألأذاعات و خطب ألجمعة و الصحف و ورشات العمل و ألندوات و ألمؤتمرات. . ألخ . . و ما اكثرها
لا أريد في هذا ألمجال تعداد أو ألخوض في ألجوانب ألأيجابية و ألمشجعة من أجوبة ألأستاذ ألنجيفي و هي كثيرة , بل أريد ان اعرج على بعض النقاط التي أعتقد ان ألأستاذ النجيفي لم يوفق في أجاباته عليها و أتمنى ان تكون له آراء و مواقف آخرى حولها
ـ يريد ألأستاذ ألنجيفي ان يكون مجلس ألنواب عينا صارمة الرقابة على أداء ألحكومة بجميع تشكيلاتها و فروعها و حتى خارج تشكيلات الحكومة ( و لنقل أن هذا امر جيد وضروري) ولكنه يستثني ألبرلمان وجميع أعضائه من ألرقابة و المحاسبة و بصورة خاصة من خارج المجلس فهم في رأيه (أو أقواله) قادرون على تمييز ألأصلح و عازمون على ذلك وليس هناك ما يعابون أو يحاسبون عليه و يمكننا ان نبني على ذلك : " أنهم ألأعلون وغيرهم ألأدنى" ( ليس هذا قول ألنجيفي و أنما هو أستنتاج
ـ و اضافة ألى ألفقرة اعلاه فأن ألأستاذ ألنجيفي , و لتعزيز فكرة فوقانية" أعضاء مجلس ألنواب , يقول انه ليس في الدستور ما يشير الى معاقبة عضو مجلس النواب أو فصله : اي أنه لا يعاقب و لا يفصل و عليه فأنه يترك ألأمر لأعضاء مجلس النواب ليحاسبوا أنفسهم و لا أحد من خارج ألمجلس له حق ألمحاسبة ! و كرد واضح و بسيط على هذا ألرأي نقول و ما هو واجب مجلس ألنواب أذا ؟ أليس هو تشريع ألقوانين التي تقتضيها الحاجة الفعلية و الضرورة وحتى تلك التي تساعد عاى رفاه المواطنين حتى و ان لم تكن ضرورية جدا
ـ في ألأجابة على ألسؤال : لماذا لاتعرض القضايا ألمصيرية على ألشعب و اخذ رأيهم فيها و كمثل على ذلك تأسيس ألمجلس ألسياسي , كان الجواب ان أعضاء البرلمان هم ممثلوا ألشعب و عليه فلا داع لمثل هكذا أجراء وهذا ما هو معمول به في برلمانات العالم .
وهنا نقول للأستاذ النجيفي : كلامك صحيح فيما يخص البرلمانات ألورقية في ألدول الدكتاتورية كمعظم ألدول العربية و لكنه غير ذلك في برلمانات العالم الأخرى حيث أن ألأستفتاء الشعبي أمر متعارف عليه في ألقضايا المهمة جدا و المصيرية و نضرب مثلاعلى ذلك ألأستفتاء الشعبي لقطر السويد على أعتماد عملة اليورو بدلا من " الكرونة" (كما فعلت دول ألأتحاد ألأوربي ألأخرى) و كانت نتيجة ألأستفتاء رفض ألمقترح وألأبقاء على عملة " ألكرونة
ـ أما حول طاعة كثير من أعضاء ألمجلس لرؤساء كتلهم و ترك مصلحة البلاد أذا تعارضت مع مصلحة ألكتل , فقد كان الجواب مائعا و مخلوطا مع أتفاقات ألكتل
ـ و في الختام نود ان نذكر موضوع ألسؤال عن رواتب و امتيازات أعضاء مجلس ألنواب المفرطة و غير ألمتوازية مع رواتب ودخول المواطنين حيث كان الجواب دفاعيا . أذ يقول ألأستاذ ألنجيفي أن هذه ليست مرهقة لميزانية ألدولة وليست مجحفة بحق ألمواطنين ألآخرين بقدر ألفساد المستشري في ألحكومة و أجهزتها و نسي ألنجيفي أو تناسى أن هكذا أستغلال للمنصب و ألقدرة ألتشريعية هو ألفساد بعينه أن لم يكن اسوأ أنواع الفساد. أي منطق هذا ألذي يخول اشخاصا لتشريع رواتب و أمتيازات لأنفسهم ؟ من هذا ألجواب أصبح واضحا أن رئيس ألمجلس و اعضائه لا يفكرون بأعادة النظر بهذه ألرواتب ألضخمة و ألأمتيازات غير ألمعقولة و كانهم نسوا أو تناسوا سأم و سخط العراقيين جميعا ( عدا ألمنتفعين) من هكذا أستغلال و هكذا أرهاق لميزانية ألدولة ( يقول ألأستاذ ألنجيفي أنها ليست مرهقة للميزانية!) و نسوا أو تناسوا وعودهم في حملاتهم ألأنتخابية و كيف كان هذا ألأمر من اهم ألمطالب وكيف أمتلأت الصحف و الفضائيات بألشكوى و ألعويل
ختاما نتمنى للأستاذ ألنجيفي و لرفاقه أعضاء مجلس ألنواب ألموقرين ألتوفيق و النجاح لخير ألبلد و مواطنيه و نتمنى ان يكون هو و رفاقه اكثر انفتاحا ومراجعة للنقاط المذكورة أعلاه و أيفاءا بألوعود ألتي قطعوها على انفسهم و ان يتحلوا بروح التضحية و نكران الذات و بعيدين عن غريزة ألكسب وألأستحواذ
العودة الى الصفحة الرئيسية