|
ا
هل يحتاج الارهاب للفتوى فقط
د . سامي عبد العزيز العثمان تناولت خطبة الجمعة الماضية في العديد من الجوامع في المملكة ومدنها ومراكزها القرار الصادر من هيئة كبار العلماء في حكم تمويل الارهاب والأدلة الشرعية من الكتاب والسنة وقواعد الشريعة الاسلامية التي تضمنها القرار في تجريم تمويل الارهاب او الشروع فيه وانه محرم وجريمة يعاقب عليها مرتكبها شرعا,واكد البيان انه من الواجب ان يكون المجتمع يدا واحدة ضد من يسعى في الارض بالفساد.ويبقى ان اقول ايها السادة: " ان القضاء على الارهاب هو في اساسه عمل مجتمعي ابتداء من الاسرة التي تزرع في نشئها كيفية التعامل مع مفردات الحياة ونبذ العنف والتشدد وابعادهم قدر الاستطاعة عن الالعاب العنف التي سادت والتي يبثها البلاي ستيشن واخواته من العاب الاخرى التي تسير في نفس الاتجاه والسياق وغرس الموقف العدائي لدى الاطفال لرفض اي دعوة فيها شيء من العنف وعبر اي مصدر كان, كذلك الامر بالنسبة للمناهج الدراسية التي تحتاج لاعادة صياغة وبأسلوب يتفق مع معطيات العصر ومتطلباته مع المحافظة ودون ادنى شك على ثوابتنا وقيمنا واصالتنا, وصولا لوسائل الاعلام التي تستطيع ان تلعب دورا بارزا اذا تجاوزت اسلوب الخطاب المباشر وادخلت في ثنايا رسائلها الدراما التي تعتمد على القصة والرواية وتقديمها من خلال ادوات فنية عالية الحرفية يسيطر عليها الابهار بجميع مفرداته, اعتقد اننا اذا استطعنا السير وفقا لهذا النهج سوف نستطيع وبكل تأكيد وبمشيئة الله سبحانه وتعالى ان نقوم النمط السلوكي المنحرف والذي انغمس في تفاصيله البعض من شبابنا المضلل والذي أصابه التأثير وبشكل كبير من قبل حفنة من الفرق الضالة المارقة. ولعلي أشير وأنا في هذا السياق بان جميع القوانين والاعراف التي تنظم حياة البشر تعتبر ان الانجرار خلف العنف والتشدد يحطم في مجمله القيم الانسانية وبكل قسوة تخرج عن جميع الاخلاقيات, وان هذا الامر يدفع دائما بانتزاع الاستقرار والامن ويعبر عن الهمجية والبربرية والتي تقضي كليا على الانسان, فقد وصف الارهاب العديد من الدول والمفكرين فعلى سبيل المثال اعتبرت فرنسا ان الارهاب عمل بربري ووصفته فنزويلا بانه اغتصاب لكرامة الانسان, ويعرفه المفكر كلينسون بان العنف المتطرف الذي يرتكب من اجل الوصول لاهداف سياسية معينة يضحي من اجلها بكل المعتقدات الانسانية والاخلاقية, اما مورثنتون فيعرف الارهاب بانه استخدام الرعب كعمل رمزي الغاية منه التأثير على السلوك السياسي بواسطة وسائل غير اعتيادية تستلزم التهديد والعنف, اما الدكتور عبد العزيز سرحان فيرى ان الارهاب في معظمه استخدام غير شرعي للقوة ويضيف كذلك بان الارهاب هو كل اعتداء على الحياة والممتلكات سواء العام منها او الخاص, وهذا الامر يدفع باتجاه خرق القانون الدولي العام وبمصادره المتعددة بما في ذلك المبادئ الاساسية لمحكمة العدل الدولية".
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |