|
الحكومة المحلية والتداول الوظيفي في بابل
إن الحراك السياسي والتبادل السلمي للسلطة في الدولة العراقية الجديدة في اجواء من الديمقراطية لابد يكون له انعكاساته الإيجابية على المحافظة اذا كانت النوايا صادقه في تقديم الافضل ونابعه من وعي ودراسة واقعيه لواقع المحافظة وطبيعة الحراك السياسي ومتطلبات المرحلة القادمة في احداث تغيير يهدف فك القيود وتوحيد الصفوف للنهوض بواقع راكد ومزري لكل القطاعات سواء من معاناتها اومعاناة المواطنين منها , ولا اكتب من فراغ فالأمور اصبحت واضحه للقاصي والداني ويتحسسها ويعاني منها الكثيرين من ابناء المحافظة , ورغم المعاناة الكبيرة لأهالي المحافظة فقد بذل العديد منهم الجهد والاستعداد للتعاون والمساعدة وتقديم الرؤى والافكار للمساعدة في ايجاد الحلول للمشاكل والمعوقات والتقاطعات السياسية لمسؤولي المحافظة التي تركت ظلالها على حركة الاعمار والتنمية في المحافظة , و سعيا بهدف النهوض بالواقع المتخلف والمؤلم للمحافظة . و كرساله وسابقه تحتاج التأمل والوقوف عندها والتمعن في دلالاتها ما اقدم عليه السيد الزركاني من عمل شجاع بتخليه عن منصب المحافظ وتقديمه الاستقالة لمجلس المحافظة , اخذا في الاعتبار والحسبان مصلحة المحافظة والمصلحة الوطنية وحجم المسؤولية وتبعاتها تكاليفها الشرعية وبرغبه صادقه , ليفسح المجال لمن يستطيع تقديم كل ما يخدم المحافظة واهلها ,وفي ظل كل ما تقدم من ظروف وصراعات و تكالب الكثيرين على المناصب والكراسي واستمرار انعقاد ندوات السقائف لتقاسم الغنائم والمناصب والتي اشاعة جو من الاستهجان لدى مواطني بابل , واصبحت موضوعا للتندر في كل محفل ومجلس وحتى الصحافة ووسائل الاعلام ,وكل ذلك في ظل صمت احيانا ولا مبالاة احيانا اخرى للجهات المسؤولة والمعول عليها والتي خرجت لها الناس ووضعت ثقتها بها وطرزت اصابعها بالحبر الأزرق وتفاخره بها و ايقنت بتحملها الأمانة , ولم نر ونلمس اسهامها الحقيقي في حلحلت الوضع الداخلي للمحافظة والتصدي بحزم وقوه لما يجري والنظر بجديه للصراع الذي وسع الهوه بين الأخوة المنتخبين والمحافظ والذي اسهم في شل جهد المحافظ والمحافظة , وبات الوضع يمثل حالة من الياس عند المواطن وهو ينؤ تحت نقص من الخدمات او غيابها وفقد الامل في حدوث الاصلاح في مجمل اوضاع المحافظة , و بسبب شحة التخصيصات والتمويلات المركزية للمشاريع , وترحيل بعض المشاريع الاستراتيجية من المحافظة الى محافظات اخرى ,وتكالب الكثير لجلب المغانم لناخبيه او لمدنهم , والحكومة المركزية مستأنسة بانشغال مسؤولي المحافظة بالصراعات الداخلية , وسكوتهم عن حقوق واستحقاقات المحافظة ومصالح ابناءها والذي اسهم حتي في عرقلة المشاريع الاستثمارية الممولة من قبل المستثمرين ,وكان الله في عون العراق وبابل والزركاني ومن يأتي بعده . إن اي مسؤول يجب ان يحذو حذو الزركاني وان يمتلك الشجاعة والحس الوطني والدراية والرؤية الواضحة لما يجب أن تؤول أليه الامور من تغيير أو عندما يجد نفسه عاجزا مقيدا لا يستطيع ان يفي باستحقاقات المواطنين , وربما يفكر ان اتاحة الفرصة لمسؤولين جدد بهدف ضخ دماء جديدة وفاعله ومدعومة في المناصب لإحداث تطوير في الأداء , و هنا نتمنى نحن ابناء بابل تجنب التغلغل والمحسوبيات , والسعي على الأداء الوظيفي الفاعل للقضاء على الركود والروتين عند الموظفين في المحافظه , وترسيخ فكرة مفادها أن كرسي الوظيفة هو كرسي خدمه وليس ملكا او وقفا ,ونذكر هنا بعدم تجاهل أنظمه العمل الوظيفي و الاخذ بالعدل والانصاف , واستذكار ان الوظيفة الحكومية تكليفا لاتشريفا . إن السيد الزركاني خير من سعى لترسيخ المفاهيم الديمقراطية الجديدة وتطوير التعامل مع المتغيرات السياسية المركزية و المحلية وبنمط جديد وابتكار أسلوب جديد في احترام الذات و التعامل مع المسؤولية وحقوق المواطن . ان على السادة المسؤولين في مجلس المحافظة ان يعملوا بقوله تعالى ((من عمل صالحا من ذكر او انثى لنحينه حياة طيبه ونجزيهم بأحسن ما كانوا يعملون )) وان يعملوا بما تمليه عليهم الأمانة والواجب الشرعي و الوطني ويضعوا الضوابط والمعايير الخاصة بقبول الترشيح لا شغال المواقع القيادية في المحافظة وبشكل مهني وشفاف, لا عن طريق المساومات والصفقات والاملاءات . ان ما ترسخ من قناعة شخصية و من خلال تطوعي وإسهامي مع الأخوة في هيئة التخطيط الاستراتيجي لسنوات في إعداد وثيقة استراتيجية تنمية محافظة بابل وما تمخض عنها , حيث لم ارى ذلك الحماس والرغبة عند المسؤولين في المحافظة لا حداث التغيير وفق منهج وطني وعلمي سليم وعمل مؤسسي , بل الاستمرار بالعمل الارتجالي للمشاريع بعيدا عن التخطيط ووضع الاستراتيجيات والاسترشاد بها عند تخصيص واقرار المشاريع , وهنا لابد من التذكير بحقوق الناخبين الذين اتوا بهم واوصلوهم الى سدة المسؤولية. ومن خلال عملي في هيئة الاستثمار فلا زالت المحافظة تبحث عن منقذ وعن نفسها وقدراتها ونقاط القوة فيها المتجاهلة ,وان ذلك لا يتحقق الا من خلال , ترك الخلافات و تكاتف الجهود وتعاون الجميع وتوحيد الرؤى للتنسيق مع الحكومة المركزية وزيادة الضغوط عليها لا نصاف المحافظة واهلها . د. صلاح الكفيشي/عضو مجلس ادارة هيئة استثمار بابل
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com
|