جندي من أزلام النظام الحالي!!



هادي جلو مرعي
hadeejalu@yahoo.com

كنت وفي أكثر من حلم أتخيل إني لاعب كرة شهير يحملني الناس على الرؤوس ويهتفون لي عند كل هدف في مرمى الخصوم! ..وكنت احلم إني سباح ماهر أقف على أحد الشواطئ الرملية وإن مسؤولا كبيرا كان برفقة عائلته وهم يخوضون في الماء,ثم فجأة يغيب أحد أبنائه المدللين بين الأمواج وتبدأ زوجة الرئيس بالصراخ والعويل ولم يكن أحد من حماية الرئيس يجيد السباحة ,وعندها إنتهزت الفرصة وركضت بأقصى ماأستطيع ورميت بنفسي في اللجة العاتية وماهي إلا مساحة من الوقت وإذا بي أخرج من بين الموج وأنا أحمل بين يدي أبن الرئيس وقد أنقذت حياته ,وعندها تسرع إلي السيدة الأولى وهي تقبلني وتصيح ,(أشكرك وليدي الله يخليك لأمك),ثم ينادي علي الرئيس ويمنحني وظيفة محترمة في ديوان الرئاسة.
وكنت أحلم في أحيان إنني فارس على حصان تستنجد بي فتاة جميلة من مجموعة من صبيان الفيس بوك يتحرشون بها فأطردهم بعيدا وأضعها خلفي على حصاني وأغادر بها في عوالم الخيال.
لم أكن من أزلام النظام السابق وأتشرف إني مازلت في جانب الفقراء ومنهم ولم أنتفع من النظام السابق ولا النظام اللاحق.لكني تألمت لمن تحكمه البساطة ويضحي للوطن ولايلتفت الى منفعة رغم بساطته وحرمانه وجوع عائلته وأطفاله.

علي كاظم جاسم جندي عراقي كان من ضحايا الإرهاب بإرادته حين تقدم من عبوة ناسفة ليفككها لكنها إنفجرت في وجهه ومزقت منه الأشلاء ولم تنه الحياة بل تركته للعذابات والألم والخجل.

علي فقد القدرة على الحركة (والتبول والتغوط) .بنتاه الصغيرتان تتناوبان على خدمته فحين تأتي الكبرى من المدرسة الإبتدائية تحمل وعاء بلاستيكيا لتساعده في التبول والبراز ,وتحمله عائلته من مكان لآخر وتطعمه وتعالجه حتى صار عبئا على زوجته وأطفاله وتمنى الموت على البقاء مقعدا مريضا محروما من كل حقوق.

لدى علي ثلاثة أطفال بنتان وولد لم يلتفت إليه رغم إنه تصرف بطريقة غريبة ورفض الحصول على صك يقرر هو حجم المبلغ الموضوع فيه مقابل ظهوره على قناة فضائية ليتهم المالكي بإنه السبب بما وصل إليه من معاناة وحرمان .وهو يدرك إن الناس يشتمون الحاكم في (الرايحة والجاية ) لكنه إعتبر المساومة تلك حقيرة فهو مستعد أن يشتم الحاكم بلامقابل لكنه يرفض ان يشتم ويتهم مقابل مبالغ مالية لأن ذلك يعد خرقا للكرامة والعزة والشرف.

قناة الفيحاء الفضائية ماتزال تكرر عرض تقرير لمراسلها محمد جبار عن حالة علي كاظم جاسم المزرية ووضع أطفاله وزوجته وبيته المتواضع وماهو عليه من حرمان .صورة علي مثيرة للألم والأسى والعبرة .ولو كنت مكان المالكي لبعثت إليه أو لذهبت إلى داره وتطلعت في وجهه العراقي ولشكرته ليس لأنه لم يشتمني إنما لأنه رفض أن يشتم مقابل المال وهي ميزة لعلي وطريقة حياة يضرب بها المثل لآخرين قد يندفعون من أجل المال والتزلف لشخص مسؤول أو جهة ما.

الحالة الخاصة بعلي تعرض على قناة الفيحاء وكم أتمنى لو يبادر مسؤول مقرب من المالكي ليتواصل مع هذا الإنسان المظلوم الذي فقد مستقبله وأجزاء من جسده بما فيها منطقة الحوض.على الاقل ليساعد في علاجه او لتوفير راتب شهري لأطفاله الصغار.ولاحول ولاقوة إلا بالله.
 

 

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google

 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com