|
(( جرت العادة في البلدان الديمقراطية في العالم بأن مجلس ما يسمى (الشعب – النواب – الأمة ) هي الجهة التي تسن وتصدر القوانين في حين أن الحكومة هي الجهة المنفذة وهي الجهة التي تتعامل مباشرة مع الشعوب وهي الجهة التي على كاهلها الأمن والأمان المعيشي والنفسي والاجتماعي والاقتصادي ولأن أعضاء مجالس النواب أو الأمة أو كما يسمى في كل الدول هي مختارة من الشعب (بمعنى من قاعدة الهرم ) والحكومة من الرئاسة (قمة الهرم ) فيا ترى هل يوجد هناك وزير شجاع يقول للحق نعم ويقول للباطل لا مهما كان مصدر الحق والباطل!! هل يوجد وزير عربي عامة ويمني خاصة يتعامل مع الأوامر التي تصدر إلية من قبل جهات أعلى منه بنوع من الحزم خاصة وإن كانت هذه الأوامر تعج بجميع مالذ وطاب من الوساطة والمحسوبية!!! هل يوجد مع أي وزير ميزان ذا كفتين في مكتبة يضع المحسوبية والوساطة في كفة والمواطن في كفة أخرى ويتعامل مع الكفاءة التي ترجح على الآخر بغض النظر عن جهة هذا وذاك!!! هل يستطيع أي وزير أن يتعامل مع المواطن كتعامل أسنان المشط مع الشعر بدون أن يكون هناك اختلال في العمل!!! هل يستطيع أي وزير منح وظيفة لأي طالب وظيفة دون التحقق من إسم والد هذا أو لقبة أو قبيلته!!! بل هل يوجد هناك وزير لدية القوة والحزم والجرأة ليكتب على أي أوامر تصدر إلية من قيادات أعلى فيها مسبب من مسببات الفساد إداري كان أو مالي او وظيفي أو وساطي ويكتب عليها (( نعتذر لكم عن تنفيذ الأوامر))!!! أكيد في بلادنا اليمن وبقية البلدان العربية لا يوجد على الأطلاق من يملك هذه الجرأة والشخصية القوية والتعامل الفذ والفكر الناصع والرأي الناصح ليجيب على أي تساؤل من هذه التساؤلات بكلمة ((نعم أنا قادر)) والسبب لأنهم وزراء عاجزون خائفون مرعوبون غير مؤمنون بما قدرة الله لهم من أرزاق!!! فبالرغم من علمهم بأن الوساطة العملية والوظيفية هي أول طرق الفساد وبرغم علمهم أن تنفيذ أوامر السلطات الأعلى منه في أحيانا كثيرة وبعيدا عن أجنده عملهم هي من يحدث لهم إختلالات عملية إلا أنهم وضعوا في هذه المراكز لينفذوا ما يملى عليهم من أوامر بحذافيرها دون أن يكون لهم أي قدرة إبداعية وإنتاجية ونجاحيه لأنهم وبكل بساطة ضعفاء!!! هذا دأب جميع الوزراء في بلداننا العربية وللأسف الشديد إذا جاء إليهم الغني رحبوا به وأعدوا له ما طاب من مشروبات غازية وساخنة وفي الأخير وظيفة وإن كانت غير مناسبة للشخص المناسب وإن جاء إليهم الفقير البسيط أقاموا علية الحواجز الأمنية فلا يخترقها مهما طال إنتظارة ولسعته حرارة الشمس وكأن هذا الوزير ملك من الملائكة متناسي أنه وضع في هذا المكان ليكون خادما للشعب لا آمرا عليهم , ضعف شخصية وزرائنا وللأسف تنعكس وبشكل واضح وفاضح على قراراتهم وعلى إنتاجياتهم وعلى أعمالهم فمثلا عندما يرى هذا الوزير أن الأوامر العليا تمطر على مكتبة بغزارة وبلا توقف كأمطار الإقليم الاستوائي وبأن هناك محسوبية تتجاوز إمكانياته وقرارات تسيطر علية وتكتفه وتزيد من عجزة وتؤثر على سيطرته وفساد ينخر وزارته نخرا فيلجأ وبكل بساطة للاستفادة من حاله التسيب والفساد المسيطرة علية وعلى وزارته ويحاول مشاطرتهم كعكة الفساد ليكون له ولأقاربه نصيب منها , فيبدأ توظيف كل عزيز وغالي علية ويبدأ في تليين الوزارة الخاصة به لخدمه تجارته الخاصة أو أعماله الخاصة ويبدأ في نحو منحى الجهات العليا والاستفادة من أفكارهم حتى أن بعضهم يرتبط مع وزراء آخرين في وزارات أخرى برباط المنافع المتبادلة (شلني أشيلك ) بعيدا عن حمل مشاكل وهموم الشعب والتي تم وضعهم ليشيلوا هذه الهموم يحلوها, هل يوجد وزير شجاع يكون مكتبة في الدور الأول لوزارته ويستطيع القاصي والداني الوصول إلية وبدون إجراءات روتينية طويلة عريضة من هذا السكرتير إلى هذا السكرتير ومن مدير مكتب إلى مدير مكتب وعندما يصل المراجع إلى هذا الوزير بعد جهد جهيد يقال له بأن وقت الوزير من ذهب وأنت ومشاكلك من خشب فأوجز وأختصر وارجع بعد أشهر معدودة لننظر في موضوعك, بالله عليكم ما فائدة السادة الوزراء المحترمون إن كانت هذه شخصيتهم وهذا تعاملهم وهذه إجراءاتهم!!! أليس الأموال والرواتب والمميزات التي يأخذونها هي مقابل خدمة الفرد والمجتمع بدلا من خدمة أصحاب المناصب والرؤساء!!! نعم فبلادنا العربية عامة ويمننا الحبيب خاصة يخلو تماما من مسمى وزير شجاع ذا شخصية بناءة والسبب ( المحسوبية – الفساد – الواسطة ) والأهم غياب القضاء المستقل الفعال ولجان الرقابة والتفتيش ومكافحة الفساد لأن خوفهم من مدرائهم في السلطة العليا أكثر من خوفهم من هذه اللجان هي أكبر عائق في عملية التنمية والتطور والازدهار لهذه البلدان ومنها حبيبتي اليمن)).
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |