تحية لشعب العراق الحر وقفته في ميدان التحرير
 


ابن الفرات الكعبي

grmedia6@googlemail.com

 

لقد سقط القناع وظهر الزيف، ولم يعد بعد اليوم قناع يمكن من خلاله أن تستغل آلام الشعب ومخاوفه من قبل منتفعين من أصحاب الزعامة السياسية أو الدينية في العراق.

إن ثورة الشارع العراقي من أقصاه إلى أقصاه يوم جمعة الغضب، دليل واضح وصريح على أن الشعب العراقي لم يعد يسمح أن يستغله أحد لتحقيق منافع شخصية أو حزبية أو طائفية.

إن هذه الجمعة المباركة التي خرجت صبيحة الجمعة وهي تنادي بالتغيير وطرد المفسدين في أجهزة الدولة، دون الالتفات إلى نداء المراجع ممن أرادوا استغلال غضبة الشعب لتحقيق مصالح حزبية، وجعل ذلك ورقة ضغط لابتزاز الحكومة الفاسدة. إن هذه الثورة البيضاء لجماهير الشعب العراقي دليل واضح على لحمة الشعب، وهي تظهر معدن الشعب العراقي المتجانس الذي لا خلاف بينه، لكنه أقحم في خلافات الانتهازيين من سياسيين ومراجع جعلوا سيف الطائفية على رقبة الشعب، ليحصد زعماء المافيا السياسية ثمار ذلك ... سرقة لخيرات العراق وسيطرة على مصدر القرار وإيهام الشعب بحرب طائفية، وقتل على الهوية إذا ما انتفض ضد فسادهم، وهي خدعة ظهر زيفها في هذه الجمعة المباركة حيث سقط القناع وظهر من يقتل العراقيين ويروعهم، ويسعى إلى استعبادهم واذلالهم بالقتل والاعتقال.

إن هذا اليوم هو يوم تحرر الشعب من الخوف وسطوة السياسيين الكذبة، والزعامة الحوزوية المتلاعبة بمشاعر الجماهير، والتي تسعى لجعل الجماهير لعبه تحرم عليها وتحل لها، تحقيقا لمصالحها أو منافعها، دون الالتفات إلى حق الشعب وما يعانيه من حرمان وظلم، فهم كمن يبني مجده وعزه على جماجم الشعب.

إن تخلي الزعامات السياسية والدينية عن نصرة الجماهير في ثورتها جعلها تبدو عارية أمام هذه الجماهير، بل إنها كانت تثبط هذه الجماهير أن تطالب بحقها، ثم إنها صمتت وهي ترى القتل والاعتداء يقع على الجماهير، ولم نسمع لهم صوتاً يحتج على هذه المعاملة الوحشية لشعب ظل يعاني القتل والدمار لثمان سنوات على يد محتل غاشم، ومليشيا يتزعمها فاسدون يسعون إلى الزعامة السياسية والدينية.

إن تاريخ 25/2/ 2011 هو تاريخ المفاصلة بين أبناء الشعب وجميع الزعامات السياسية والدينية التي صمتت، وأبناء العراق يقتلون بدم بارد من قبل جلاوزة نظام فاسد. إنه يوم قال فيه الشعب قولته الصريحة وهو يردد في شوارع العراق (ثورتنه لا دينيه ولا حزبيه). يوم 25 فبراير ما هو إلا بداية لعهد جديد يعيد الشعب إلى صراط الكرامة والحرية ووحدة الصف، وتولي زمام الأمر. إنه استفتاء حقيقي يظهر أن الشعب لم يكن يرغب في تولي نوري المالكي رئاسة الوزراء، لكنها الإرادة الأمريكية والإيرانية التي فرضت تجديد الولاية له.

إن ثورة الشعب في جمعة الغضب أعلنت أن إرادة العراقيين أقوى من كل القوى الإقليمية والدولية واكبر من كل زعامة سياسية أو دينية.
 


العودة الى الصفحة الرئيسية

Google

 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com