كيف أصبح المالكي كذاباً

 


وسام سامي
Sami.wisam133@gmail.com

وأخيراً وبعد ستة سنوات تقريباً من ترؤسه لمجلس الوزراء العراقي أصبح السيد رئيس الوزراء بنظر "البعض" من المتظاهرين كذاباً .. بل ويرددونها على شكل لحن جميل .. لقد سمعنا تلك الأهزوجة بلحنها الجميل الذي أضفى على التظاهرات الغاضبة نوعاً من الطرافة مع الشعور ببعض الحرية المتمثلة بأتهام رئيس الحكومة بالكذب على الرغم مما رافقها من غضب مبطن .. وفي كل التظاهرات التي سارت في محافظات العراق كانت تلك الأهزوجة تتردد بأستمرار بل بكثرة مما تطلب الأمر ان تبحث في ألأسباب التي دعت بنوري المالكي أن يكون كذاباً بنظر شعبه وهو الذي حصل على ما يزيد عن الستمائة ألف صوت ،ثاني أعلى شخصية في العراق تحصل على عدد من الأصوات.. فمن 43 فقرة هي ما مثلا مبادىء وأسس المنهاج الوزاري لحكومة الشراكة الوطنية برئاسة دولة رئيس الوزراء السيد نوري كامل المالكي نلاحظ مايلي :

1- تصريح المالكي بأن حكومته حكومة وحدة وطنية وإذا بها بين ليلة وضحاها تصبح حكومة محاصصة مقيتة وبمشاركة الجميع .. الجميع يشارك ..كي يسكت الجميع ولاينبس أحد ببنت شفة إذاما أخطأت الحكومة أو حتى إذا ما كافحت قواتها "الشغب" الذي يحدثه "الرعاع" من أبناء الشعب .. غبر .. شعث .. وحفات .. يطالبون بحقهم في الحياة فتجابههم القنابل الصوتية وخراطيم المياه ووصول "زعاطيط" ليصبحوا وزراء رغم أنف الشعب .

2- منح الوزراء مائة يوم لتقديم الخدمات لشعبهم في حين أنه قد فاتت آلاف الأيام بلا عمل قدمه أولئك الوزراء للشعب وكأنه لم يكن في السابق رئيساً

للوزراء ، وما تلك المهلة إلا قبل المهلة التي أعطاها مقتدى الصدر للحكومة لتقديم الخدمات وبعدها يكون لكل حدث حديث .

3- في مجال تحقيق الاستقرار السياسي وتوسيع قاعدة المشاركة في العملية السياسية وتعزيز التجربة الديمقراطية.. أفعال الحكومة ستتسبب في تدمير العملية السياسية وستقوض تلك التجربة الديمقراطية التي نريد ان نصل الى الأستقرار بها ولكن حكومة المحاصصة بتصرفاتها العقيمة تقتل تلك التطلعات وما التصدي للتظاهرات في 25 شباط ‘لا دليلاً على ذلك .

4- إحترام حقوق الانسان بالشكل الذي يضمن للجميع حرية التعبير عن معتقداتهم وإرائهم وشعائرهم في ظل القانون .. لم تحترم الحكومة الشعب إلا في حرية التعبير عن المعتقدات والشعائر اما الرأي فلا اعتقد أن الحكومة قادرة على ذلك بل وقد نحت تصرفاتها وجيشها الصبيانية منحى خطيراً قد يهدد حقوق الأنسان في العراق وتلك المنظمة الدولية لحقوق الأنسان تطالب الحكومة بإتباع الأساليب الصحيحة في مواجهة التظاهرات السلمية لا في إنتهاك حقوق المتظاهرين .

5- الحكومة لم تتمكن الحكومة من الحفاظ على أرواح المواطنين وأمنهم والدليل أن الكثير من فصول الإرهاب الجديدة بدأت في التطبيق منها الهجمات على الأخوة المسيحيين وحرب الكواتم والتفجيرات التي لازالت تخطف أرواحهم .

6- لم تتمكن الحكومة من تحقيق علاقات أفضل مع المحيط العربي ولم تتمكن من تحقيق الانفتاح المطلوب مع العالم .

7- لم تتمكن الحكومة من البدء بجدية في بناء قواتنا المسلحة والقوات الأمنية على أسسها الوطنية الصحيحة ومع حكومة المحاصصة سوف لن يكون لذلك سبيلا .

8- لم تتمكن الحكومة لغاية الآن من إبعاد الأجهزة الأمنية عن التسيس بدليل أن أغلب من تم تقديم أسمائهم لشغل الوزارات الأمنية هم ممن ينتمون الى الأحزاب والكتل .

9- عدم الألتزام بالمهنية والكفاءة في توزيع المناصب بل على العكس من ذلك كانت المحاصصة العنوان القبيح لهذا التوزيع .

10- لم تتمكن الحكومة من تحقيق الأستقرار للأقتصاد العراقي لكون لغاية الآن لكون الأقتصاد لازال مبنياً على أساساً بسيط ولا يدل على الحكمة وهو أن تبيع النفط لتحصل على موارد الموازنة لتنفقها على الجانب التشغيلي ولا تتمكن القيادة من أستثمار بند الأستثمار.. مع أزياد التضخم والبطالة وعدم إمكانيتها من توفير فرص العمل في كافة قطاعات العمل .

11- غياب الخطط الستراتيجية الواضحة في تطوير القطاعين الصناعي والتجاري بل وحتى الزراعي والدليل أننا لم نعد نرى الصناعات العراقية في السواق العراقية ونشاط مؤذ لأقتصاد العراق في تحول العراق الى بلد مستورد فقط !

12- لم تتمكن الحكومة في الأسراع في تطوير ورفع مستوى الخدمات في مجالات الصحة والكهرباء ومياه الصرف الصحي والمياه والدليل موجات التظاهرات الكبيرة تخرج يومياً .

13- لاتوجد حملة وطنية واضحة الرؤيا والمعالم في حث المواطنين للتعاون مع مؤسسات الحكومة الخدمية وترشيد أستهلاك الطاقة والمياه .

14- لا يوجد مشروعه أستثماري واحد يشار اليه بالبنان على الرغم من وجود هيئة للأستثمار وجميع الخطط الأسنثمارية عبارة عن تصريحات وكلام فارغ عن المحتوى التطبيقي العملي فعلى سبيل المثال مشروع 10×10 الذي تم إطلاقه منذ سنوات ، أين وصل الآن ؟ .. وما الذي تحقق لغاية الآن في مجال السكن اللائق للفقراء .

15- لا توجد خطط واعية لواقع الزراعة في العراق والدليل على ذلك إنحسار الأراض الزراعية وغلبة التصحر عليها والسوق المملوءة بالخضار والفواكه العربية .. وفقدان الأمن الغذائي كما فقدنا الأمن العسكري على أرواحنا

16- فشل منظومة مشاريع الأهتمام بسكان القرى والرياف فهي لا زالت تعاني من الحرمان والفاقة بل وقد زاد هذا الحرمان ليصبح أشد في حكومة المحاصصة تلك ، فلا فرص عمل تم توفيرها وما من أهوار وما من مدارس سوى مدارس الطين ولا مراكز صحية والفضائيات مستمر بنشر غسيل الأرياف على أعلى مستوى .

17- لاتوجد علاجات واضحة لنظام التكافل والضمان الأجتماعي ومعالجة ظاهرة الفقر والتخلف .

18- لايوجد علاج واضح المعالم لأنهاء الملف المتعلق بالمهجرين على الرغم من وجود وزارة خاصة لهم .

19- لا توجد ملامح لأهتمام بالمرأة فقد تم وأد النساء في الحكومة الحالية ولايوجد ضمان واضح لدورها السياسي والقيادي .

20- لايوجد التزام واضح من الحكومة في دعم الرياضة والدليل عدم وجود مساحة خضراء بمساحة ملعب كرة قدم لأقامة الدوري العراقي وهذا ابسط تقدير للرياضة بأنشاء الملاعب والقاعات بدل ماهو متوفر من قاعات ترابية .

21- لازالت المشاكل قائمة بين الحكومة الفدرالية وحكومة الأقاليم ولم تصل الى الحلول الناجعة .

22- فشل الآليات التي وضعتها الحكومة في محاربة الفساد الداري والمالي ومراقبة الأنفاق بدليل أن العراق لازالت في ذيل قائمة الدول التي تعيش الشفافية الحقيقية في العالم.

23- لم تتمكن الحكومة من محاربة الكثير من الممارسات التي تتعارض والدستور بأستثناء غلق محلات بيع الخمور على الرغم من أن النواد الليلية لازالت مشرعة ابوابها في شارع ابي نؤاس .

24- لم تتمكن الحكومة من معالجة الأنتكاسات وتراجع العملية التربوية والدليل أن وزارة التربية أبتدعت ثلاثة أمتحانات وزارية لطلبة السادس العلمي وهذا أمر جديد فرضته علينا الظروف الصعبة التي يعيشها الطالب العراقي في ظل ضعف الخدمات وعدم توفر الكهرباء في عز الفترات الأمتحانية ، في حين أن الكثير من الزمالات والبعثات لم تخصص إلا لأبناء وأقرباء السادة المسؤولية (لاحفظهم الله) ، ناهيك عن تأخر توفير المستلزمات الدراسية بعد مرور أشهر من بدء العام الدراسي .

25- في مجال دعم الأعلام .. لم يكن دعم الأعلام ناتج عن حسن النية لدى الحكومة لرفد هذه الشريحة بأحتياجاتها ولكن ذلك تم لغرض السيطرة على تلك السلطة التي أصبح لها تأثيراً كبيراً في حياة العراقيين ، كذلك فأن هناك أنتهاكات واضحة لحرية الرأي والعلام منها انتهاك حرمة بعض المواقع وأعتقال إعلاميين ومصادرة معداتهم .

ترى هل يحق لأبناء الشعب العراقي أن ينعتوا المالكي بالكذاب .. أم أن هناك صفات أخرى نراها تنطبق على السيد المالكي وحكومته والتي لا نعتقد مطلقاً بأنها ستكون قادرة على إنجاز شيء خلال مائة يوم إلا شيء واحد وهو الانقضاض السريع والشره على الموازنة المخصصة لتلك الوزارات وبأي شكل من الأشكال .. أما الأسباب التي ستدفع بتلك الحكومة الى عدم تحقيق أي هدف من أهدافها هو كونها تشهد صراعاً داخلياً بسبب غياب عملية توحيد التوجهات والكثير من الوزراء سيحاولون بأي شكل وبأي ثمن ، حتى لوكان بأضرار الشعب ، في أسقاط حكومة المالكي التي طالت عملية المخاض بها بسبب التوترات السياسية والمحاصصة التي ستجعل من الرجل أضحوكة لشعب العراق .



العودة الى الصفحة الرئيسية

Google

 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com