عدوى الحرارة
بقلم / ناصر الدين كاتب من غزة ardknaan@googlegroups.com
يمثل دفء الشعوب اليوم المرجل المحرك للثورات التي باتت تؤرق عيون الكبار في ليل الشتاء البارد و الطويل على حد سواء , الكبار اليوم أصبحوا صغار أمام سيول الغضب العارمة , لم تعد تجدي سآوي إلى جبل يعصمني من الماء , حيث أن موقعهم اليوم على شفا جرف هار منهار , وما حديث الصغير اليوم بتنوع وجهه ووجهته أكان في البحرين أم العراق أواليمن أو حتى في ليبيا النازفة عن الاصلاحات وضرورة التغيير وأنه لا بد للمواطن من حق في الحياة الكريمة , كل ذلك يحدث فجأة نتيجة برد شتاء 2011 العجيب .
هذا الشتاء يتطلب أن توقد فيه نار الغضب الحمراء, أُنس الشعوب ومصدر الحرارة لها ولأبنائها الذين عاشوا السني الطوال في البرد الزمهرير دون موقد . إن الحرارة المنبعثة من ذلك الجسم الغريب عن وطنه أعني الثورة كما توصف والمستوردة من دول أجنبية متآمرة على حد قول من بدأ يشعر ببرد شعبه لهي السبب الرئيس في هلوسة شعوب الوطن العربي وانتقالها من حيز العقلانية والديمقراطية والسلام والأمن إلى ميدان الثورة والغضب , والأعجب من هذا كله أن كافة أنواع العلاجات ليس لها جدوى حتى اضطر أخيرا لاستئصال الانسان ككل بقمعه ثم بالرصاص رميه وصولا للطيران بقصفه .
كل هذا الخوف من ارتفاع حرارة الشعوب تسبب في حجر صحي غير مسبوق في تاريخ العرب , فدولة تمنع التجمهر وأخرى تفضل العزل والباقيات تطمئن نفسها ببعدها عن أسباب المرض , كل ذلك لا ولن يجدي نفعا والسبب جلي وواضح , حيث أن ارتفاع حرارة الشعوب سببه الركيز كلمة شعب وبالتالي فإن أي مكان يوجد فيه شعب مهدد بارتفاع درجة حرارته , وبالتالي تكون النتائج كارثية على الزعيم المتخوف من إصابة شعبه بعدوى الحرارة .
العودة الى الصفحة الرئيسية
في بنت الرافدينفي الويب