ابن حلال
 


يوسف فضل

شاهدت لقاء السيد/ ريكاردو كرم مقدم برنامج (حديث آخر) الذي يبث يوم الثلاثاء على قناة OTV اللبنانية مع السيد/ زياد المناصير . حديثه غير مشوق اعني انه يتحدث ببطء وبالقطارة وبعد تفكير كأنه يحاسب نفسه على كل كلمة يقولها . وهو ليس بوجه إعلامي لأنه لا يطل علينا في الصحف والمجلات المحلية .

قبل ثلاث سنوات سمعت باسم المناصير عندما ذهبت على الأردن وحثني أصدقائي على تعبئة بنزين السيارة من محطات بنزين ( المناصير) التي تعمل على مدار الساعة ( 24/7) لان البنزين جيد وغير مغشوش ولن احتاج إلى تنظيف بخاخات بنزين السيارة لاحقا .وسمعت أنه صديق الملك عبد الله الثاني ملك الأردن لذا له حظوة في تسهيل مشاريعه الاستثمارية في الأردن. لكن الضيف أنكر في البرنامج انه يتلقى أي تفضيل في المعاملة الاستثمارية. ولو كان كذلك لكانت استثماراته في الأردن أكثر مما هي حاليا.

ذكر الضيف أنه يقوم ببناء قصر فرساي الفرنسي ، الأول في الأردن والآخر في موسكو وذلك هدية منه للشعبين الأردني ،لأنه أردني المولد والروسي ، لأن رأس ماله كونه من استثماراته في روسيا في مجال النفط.

السيد/ المناصير لا يعلم كم يملك من الأموال لكنه يتذكر أن مقدار ما يستثمره في الأردن مليار دولار ، ويعمل في مشاريعه المتنوعة في الأردن خمسة آلاف موظف/عامل ، وان مقدار ما يستثمره في روسيا سبعة مليار دولار، وان مجموع ما يعمل لديه أربعون ألف موظف/عامل.

ما أثارني للكتابة رد السيد/ المناصير على سؤال وجهه له السيد / ريكاردو وهو " ماذا تريد أن يقول عنك الناس؟" . صمت الضيف قليل وأجاب:" أن يقولوا عني أنني ابن حلال" .

إنسان ثري مثل المناصير ، ماذا يهمه أن يقول الناس عنه، سواء بالخير أم بالشر؟ طبعا لم يقصد "بابن الحلال" الانتساب البيولوجي لأبويه بل البعد الأخلاقي أي أن ينظر إليه الناس باحترام وانه ذو أخلاق حميدة وأمين ويخشى الله وانه صرف عليه بالحلال وكسب أمواله بالحلال واغتنى بالحلال . اعتقد أن ما دعا السيد/ المناصير لقول ذلك انه يشعر أن ضميره يؤلمه من شيء ما . ولا استطيع أن أقول أو أتوقع ما هو هذا الشيء . وهذا لا

يعلمه إلا هو نفسه لأنه هو أدرى بها من أي شخص آخر . ويبقى السيد/ المناصير إنسان " وهديناه النجدين" .وأقول له ما قاله رسول الله (صلى الله عليه وسلم) " خير الناس من طال عمره وحسن عمله " ،وان أفضل من القول عنه " ابن حلال" الترحم عليه بعد موته مع انه لم يذكر في البرنامج أن هناك جمعية خيرية باسمه . ولا يسعني إلا ظن الخير به .
 

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google

 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com