|
ماذا بعد جمعة الغضب؟
محمد الياسري ماذا بعد جمعة الغضب العراقي؟ ومالذي حقتته ومالم تحققه؟ كيف ستتعامل الحكومة العراقية مع معطيات هذه الجمعة؟ وما السبيل الواجب انتهاجه لتعزيز الشرارة الاولى للغضب العراقي حتى تتحقق مطاليب الناس الفقراء. لقد ارادت الجموع الكبيرة التي امتدت على طول خارطة الوطن العراقي ان تُفهم سياسي العراق انهم ليسوا بمنأى عن غضبهم وان قام هذا الشعب باختيار البعض منهم وتسلق الكثيرون الى المناصب من خلال قوانينهم التي فصلوها لهم فان غضب المواطن لا حدود لها وهو يرى سياسيه وحكومته تدير ظهرها عنه بعدما تمسكت بكرسي السلطة والنفوذ. لابد ان يعي ساسة العراق ان ما فعلوه طيلة السنوات الثمان الماضية من سقوط الصنم وللحظة الجمعة المباركة لم يكن سوى تأسيس فاضح وقاتل للعمل السياسي والذي يجب ان يبنى وفق مفهوم دولة المؤسسات والدستور وحقوق الانسان واحترامه، لكنهم للاسف بنوا الدولة وفق اسس المحاصصة وتقسيم الحصص والتوافقية والشراكة ومفاهيم غريبة عجبية لكنها كانت كلها تصب في خدمة مصالحهم الشخصية والحزبية والفئوية دونما النظر الى امور الناس وهمومهم. اليوم وقد غضب الشعب، الذي لا يريد سوى خبزاً مغمساً بالحرية والكرامة ولايبحث عن جاه او سلطان قدر بحثه عن عيش آمن ومستقر،لا احد يهين كرامته او يستبيح حرياته ويتعدى على كرامته، يفترض بمن يقود الشعب ويدعي انه يستمد سلطته من الشعب ان يعيد النظر بأخطاء الماضي وهي كثيرة جدا للاسف، ويختط لنفسه مسارا جديدا مبتعدا عن مقت المحاصصة والمحسوبية وايجاد وسائل مبتكرة لقيادة الدولة لارضاء الناس. لو كنت بدل السيد المالكي لالغيت كل الوزارات وابقيت على ست فقط تهتم بالخدمات وصرفت كل المبالغ على الخدمات ولامرت بحل كل مجالس المحافظات والاستعانة بمحافظين غير مرشحين من جهة سياسية معينة بل من خلال التقديم والاختبار ولا اقبل الا من اصحاب الشهادات والاختصاص كي ارضي الناس وان غضبت مني كل الاحزاب السياسية وهذا افضل لي كسياسي لان حب الشعب ابقى واكبر من رضى هذا الحزب او تلك الكتلة..هذا الشيخ ام ذلك الوجيه.. انها بداية غضب الحليم وقد صبر كثيرا فعلى الجميع ان يتهيأ من هذه اللحظة لغضب اكبر هدفه بناء العراق والتخلص من كل سلبيات مراحله الماضية.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |