|
بقلم / ناجي لطيف العسكري لقد كانت المرأة قديماً ، تعيش في مجتمع رجالي كان فيه الرجل المسيطر ، وهو الذي يضع القوانين التي تجعل من المرأة في المرتبة الثانية من الهرم الحياتي في المجتمع ، حيث لم يكن لها أي دور في مسيرة الأمم وخصوصاً العربية منها ولم تختلف المجتمعات الغربية عن هذا الفكرة ، فقد كانت المرأة عندما تبلغ سن معين تباع في المزادات وتعامل معاملة العبيد ، هذا الحال كان الشائع في تلك الحقبة ، ولكن حدثت طفرات تاريخية تحولت هذا المرأة الضعيفة بمساعده ظروف معينه أوصلتها إلى حكم اكبر الإمبراطوريات كبلقيس مكلة سبأ ومن قبلها كيلوباترا التي حكمت مصر وعديد من النساء العربيات اللواتي كان لديهن ادوار قيادية في المعارك والغزوات التي كانت تحدث في شبة الجزيرة العرابية بين القبائل ، كما خلد البعض النساء وعمل منهن إلهة لأنهن كان يرمزن إلى الخصوبة والعطف والحنان والجمال . ويحكى أن روبسبير بطل الثورة الفرنسية الكبرى جاء براقصة جميلة في عهد الإرهاب وأمر الباريسيين إن يعبدوها على اعتبار أنها رمز العقل البشري ومحرك عواطفه . ولكن هذه الأحدث كانت المميزة في العصور السابقة وبقت المرأة لا تمتلك من الحقوق ابسطها. طالبت جميع الديانات السماوية بالمساواة بين المرأة والرجل ، ولكنك تجد حتى الرجل المتدين الذي يطبق جميع أمور دينه عندما يتطرق إلى موضوع المرأة ، تجده يترك كل القيم السماوية ويعود إلى الجذور الجاهلية التي في داخلة التي لا يمكن إن يتخلص منها ويصبح إنسان جاهل وهذا نفسه حال بعض ألمثقفي العرب والعراقيين على وجه الخصوص تجده مرن في جميع القضايا المطروحة إمامه ولكن عندما تطرح قضية المرأة تجده يتحول إلى إنسان لا يملك من الثقافة الشي البسيط . هذا ولم تحاول المرأة الخروج من واقعها المرير واستمرت بالركوع إمام الرجل وكتفت بالمرتبة الثانية ولم تخرج خارج الأطر الذي رسمه الرجل فقد وضع الرجل عقوبات قاسية للمرأة التي تخرج عن الحدود المرسومة ما جعل من رواد المطلبين في حقوق المرأة هم مجموعة من الرجل الذي بحثوا عن تغير حال المرأة ولم تكن ضمن هذا المجموعة النساء بينما كان التأييد واضح من النساء لانتشالهن من وحل الواقع الذي غرقن به منذ مئات السنين . إما في تاريخ العراق الحديث لم تكن للمرأة دور كبير في هذا التاريخ ، كانت المرأة مقيدة بعده قيود منعتهن من المشاركة في تحديد مسار تاريخ العراق ، فالمرأة العراقية كانت تحكم من جلاد لا يرحم اسمه ( الأعراف العشائرية ) هذا الذي خلق امرأة غير متعلمة لا تمتلك من الإرادة الشي القليل ، فالنصائح المنهالة عليها من قبل الأسرة والمجتمع ( ليس لكي غير بيت زوجك ) جعلت من المرأة الخادمة في البيت التي لا تستطيع إن تقوم بغير هذا الواجب وكأنها خلقت من اجل هذه المهمة المقدسة وساعدت عوامل أخرى في سلب المرأة لحقوقها فقد حرمت معظم الأسر التعليم على النساء ، وهو مصدر من مصادر الثقافة التي تجعل من الفرد شخص نافع للمجتمع وليس هادم للمجتمع فالتعليم يخلق إنسان واعي يدرك الأشياء التي حوله ويغير السلبيات إلى ايجابيات ويستطيع اللحاق بركب الحياة ، ولكن المرأة لم تسنح لها هذا الفرصة ولذلك خلق المجتمع نساء جاهلات وغير مثقفات لا يمكن القدرة على التغير والمطالبة بحقوقهن ، نعم كانت هنالك محاولات عقيمة من قبل بعض المثقفين في تغير وضع المرأة ولكنها كانت كالزوبعة في فنجان لم تكن ثورة مدوية لمطلبه بحقوق المرأة وأستمر هذا الحال إلى عام 2003 فبعد احتلال بغداد على يد القوات الأمريكية بدأت الفجر ينسلخ من ظلمة الجور ، وأصبحت المرأة تدريجياً تدرك الظلم الذي كان مسلط عليها ، وحاولت بخطوات واثقة ومستمرة التغير وكانت الصرخات هذه المرة مسموعة فقد ساعدت عده عوامل بالنهوض بواقع المرأة في العراق وخصوصاً المرأة الجنوبية ومن هذه العوامل :- 1- منظمات المجتمع المدني : فقد ساهمت الورش والندوات التي قامت بها المنظمات والمؤسسات الإنسانية بيان حقوق المرأة في المجتمع وكان هذا الخطاب الذي وجهته المنظمات عاماً فلم يختصر على النساء المتعلمات فقط وإنما كان خطاب شمولي حتى انه كان يشمل الرجل لان بذرة التغير يجب إن تكون من الرجل . 2- الانفتاح على الحضارات : لقد لعب التلفاز والانترنيت ووسائل الاتصال الأخرى دور كبير في تغير عادات المجتمع وأصبحت هذه الوسائل المربيالجديد للفرد رغم العديد من السلبيات في هذا الطريقة ولكن هنالك ايجابيات فقد أوضحت للفرد العديد من حقوقه وكيفية المطالبة بها . وها هي لان المرأة العراقية تلعب دوراً رئيساً في رسم خارطة العراق سياسياً واجتماعياً وثقافياً .
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |