|
متى ننصف المرأة ياعراق الديمقراطية والمساواة ؟ خالد محمد الجنابي بعد مخاضٍ عسير ، وبعد طول إنتظار ، أعلنتْ حكومة المحاصصة السياسية ، التي شكلتها الكتل البرلمانية ، التشكيلة الحكومية أثارت أكثر من سؤال واكثر من أستغراب ، التشكيلة خلتْ من أي تمثيل حكومي للمرأة ، بأستثناء وزارة دولة واحدة لا تغني عن خوف ولا تسمن من جوع ، أي إنه تم تهميش دور المرأة بشكل كامل في الحكومة الحالية ، ولا أعلم هل نحن ماضون الى عصر وأد البنات ؟ يبدوا كذلك ، أريد أن أقوم بعملية حسابية بسيطة كي نتعرف على حجم اجحافنا لحقوق المرأة ، آخر تعداد سكاني أجري في العراق ، كانت نسبة ألإناث 60 % من مجموع العراقيين ونسبة الذكور 40 % ، أي النسبة هي 3 إلى 2 فلو اردنا التعامل بحق يتوجب أن تكون حصة المرأة في البرلمان والحكومة هي 60 % ، لكن لن يحصل هذا ، حتى ان المرأة إقتنعت بتميثلها بنسة 25 % في البرلمان ، على أن تكون تلك النسبة لها ما يماثلها في التمثيل الحكومي ، لكن جاءت التشكيلة الحكومية مخيًبة لآمال المرأة وتطلعاتها ، وبعيدة عن الانصاف الذي أول من أوصى به القرآن الكريم من خلال سورة النساء ، تلك السورة التي تناولت شؤون المرأة وصانت كرامتها ، وحفظت كيانها، ودعت الى انصافها باعطاءها حقوقها كاملة ، والقرآن الكريم أول من نادى بمساوة المرأة بالرجل وباعطاء حقوق المرأة كاملة كما الرجل ، واعطاءها حريتها ضمن ما فرض الله لها ( عفة وكرامة وحماية) وليس هناك مجتمع في مجتمعات العالم بأسره أعطى المرأة حقها كما الاسلام ، ولا صان المرأة كما صانها الاسلام ، ولا أشعرها بكرامتها كما الاسلام ، ولعل ّ القرآن الكريم لا زال والحمد لله رب العالمين ماثلا بين أيدينا وأمام أعيننا شاهدا حيّا يدحض آراء الطاعنين بهذا ، والحرب سجال بيننا وبين من يخالف هذا القول ، ثم انتقلت بنا السورة الكريمة الى أحكام المواريث على الوجه الدقيق العادل والذي كفل العدالة وتحقيق المساواة ، كذلك بينت السورة أنّ قوامة الرجل على المرأة ليس انقاصا من كرامتها أو حقها ، فقوامة الرجل ليست قوامة استعباد وتسخير كما يفهم الجهلة وانما هي قوامة نصح وتأديب كالتي تكون بين الراعي والرعيّة ، وما أوكل الله تعالى هذه الوظيفة للرجل الا صونا لكرامة المرأة فلا تتعرّض للمهانة والازدراء ، ومن يقول غير ذلك فهو جاهل وليكتفي برأيه لنفسه حتى لا يدخل نفسه في متاهة لا يخرج منها ويكون من الذين يسنّون السنن السيئة في الاسلام فيكون عليه وزرها ووزر من عمل بها الى يوم القيامة ، وتكون زاده الى النار من منطلق أن يكون قد ابتدع في الدين ، ومن ابتدع فقد ضل ، هذا ماجاء في شرع الاسلام في ما يخص المساواة بين المرأة والرجل ، لكن لا ادري لماذا لن نحتكم الى شرع الله ، وما هي الحكمة التي نتعمد من خلالها إغفال دور المرأة ، لماذا نتنكر للنساء في هذه الامور ؟ لكن نلجأ لهن وقت الشدة ، أليست المرأة هي من ولدتنا وسهرت على تربيتنا ، أي انها مخلوق قادر على التربية والتقويم ، وكثيرة هي المآثر التي خلدت دور المرأة عبر التاريخ ، فلماذا يصادر دور المرأة في عراق اليوم ، عراق الديمقراطية والمساواة ، عراق الجميع الذي لا مكان فيه لتهميش ألأخرين ، أم إن تلك العبارات أفرغت من محتواها مسبقا ؟ ليعلم الجميع أن المرأة بحق هي نصف المجتمع ، ولا خير بمجتمع يغييب ويهمش نصفه بالكامل ، علينا مراجعة النفس قبل فوات ألاوان ، علينا أن نعطي المرأة حقها وننصفها بشكل كامل ، قبل أن يحل سخط الله سبحانه وتعالى وغضبه علينا .
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |