أسقاط ديكتاتور .. عمل ما أسهله
 


زاهر الزبيدي
zzubaidi@gmail.com

 

لايخفى على أحد أن ما يجري الآن من هبوب رياح التغيير الندية على أغلب الأقطار العربية على إمتدادها فوق الوطن الأم ماهي إلا بشرى خير على الشعب العربي والتي ستنذرنا بالبشرى الكبرى بأن الحكم سيعود يوماً ويوماً قريباً للشعب .. انه حكم الشعب وقيادة الشعب وهذا هو مايرعب الأستعمار وهذا هو مايرعب القصور الرئاسية والعروش التي بدأت تهتز بعدما تعلقت بها الثورات برياحها القوية وعواصفها الجماهيرية القوية التي أحدثت زلازل لا مقياس لها لحد الآن .. تونس ، مصر ، ليبيا ، البحرين ، الجزائر و اليمن وغيرها وأولها العراق قبل عشرون عاماً عندما أنتفض شعبه في ثورته الشعبانية التي كانت أسقطت ثلاثة أرباع العراق بيد الثورات وأوشك النظام على المغادرة ليكون أول نظام عربي ديكتاتوري يغادر ولكن شاءت الأقدار والبطش الذي لا يوصف في تدمير الثورة وأسقاطها ولم يتبق منها إلا تلك العبرة والدرس الكبير الذي لا نستبعد أستفادة الشعوب العربية في أقطارها منه في أسقاطها لأنظامتها تبعاً .. لقد كان عدد ضحايا تلك ثورتنا ما يقارب الثلاثمائة ألف شهيد ولغاية الآن وبعد مرور مايزيد على العشرين عاماً عليها يتم أكتشاف المقابر الجماعية التي أختلطت عظامها لتشكل أروع ملاحم الوحدة بين أبناء الشعب نعم لقد أختلطت عظامنا قبل أن تشتبك قلوبنا كشعب بوشائج المحبة فأصبحنا شعب واحد يقاتل في الحصول على مبتغاه من الحرية الكاملة والحقوق الغير منقوصة .

أن أقوى دليل على قسوة نظام صدام أن في تونس شهيد واحد أسقط رئيسها وفي مصر 365 شهيداً من شبابها الأبطال .. أما نحن فنظامنا لم تسقطه ملايين الشهداء بل سحق شعبه سحقاً ولو كانت أحدى تلك الثورات قد حدثت في عهدنا المباد لكانت قد أبيدت بالسلاح الكيمياوي أو بصواريخ الأرض - أرض .. نعم قد يستغرب البعض من ذلك ولكن لرجال الثورة كانت أحواض الحوامض والمكابس مصيرهم وحتى نسلهم لم يسلم من ذلك .

لقد اكتشفتم أخطر الأسرار على الإطلاق والتي كانت خافية ولم يتم أكتشفها إلا في هذا العام المبارك ، السر في كيفية أسقاط الرؤساء والملوك وتلك العصبة من الجبابرة التي طغت في مناصبها وأستحوذت على مستقبلكم وأبناءكم بل مستقبل الوطن بأسرع وسلمته أسيادها .

أنه درس مهم على جميع الشعب العربي أن يتعلمه وهو أنكم قادرون بأذن الله أن تحيلوا القصور الرئاسية تراباً وأن تسقطوا تيجان الملوك التي عربدت بمصيركم ومصير أبناءكم ونهبت ثرواتكم وتصدقوا بها الى جيوب مستعمريكم .. أنكم قادرين ما أن وضعتم أيديكم بأيد بعضكم للوصول الى يوم الخلاص الأخير من حكام نصبهم عليكم مستعبديكم كي يكون مستعمركم منكم يتكلم لهجتكم ويدين بدينكم وله سحنتكم عند ذاك ستخرجون مهللين له ظناً منكم أنكم تحررتم من العيون الزرق والبشرة الوردية تحررتم وأصبح هو مخلصكم ليعمل بعد إكتمال صنع أغلالكم أن يغلكم بها ولتنسوا بحربكم في سبيل لقمة عيش أبناءكم وحرائركم ظلمه وجبروته حتى لتغنوا له أجمل الأغان وتعزفوا له أجمل الأناشيد وبل وتجبروا أطفالكم على أن يغنوا له .. والويل لكم ممن لا يحفظ أبنه نشيداً للقائد ..

انه الدرس الأخير لكم فأنظروا ما أسهل أن تسقط رئيساً متحجراً في كرسي رئاسته .. أياما معدودة فقط من الصبر والثبات على مبدأ ما وأن لا تفرقكم الهراوات وأن لا تخافوا من الرصاص فانتم فدائيوا الوطن وأمناءه .. ولنمت أيها الأخوة فما هي إلا موتة واحدة دعونا نأخذها بعز وشرف ونترك أثرنا على ساحات الثورة وميادينها يذكرنا كل فتى وصبية وينحني أمام ذكرانا أشد الرجال لكوننا فدينا الوطن والشعب بأعز ما لدينا ولم نخفي أرواحنا بجلاليب الجبن والتسويف وصمدنا ونحن فائزون ..
لاتنسوا درس الثورة من تونس ومصر وأكثروا من الهتاف : عاش الشعب وعاش الوطن والموت كل الموت لكل من يضع يده بيد الحكومات الباغية

التي جمعت ما جمعت في كنوزها من دماء أطفالنا وحتى أحلامهم الوردية الغضة !

 

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google

 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com