الثورة على الفكر الحيواني
 


هادي جلو مرعي
hadeejalu@yahoo.com

لاتنفصل حركات الشعوب العربية التي تستهدف الحكومات الدكتاتورية في بلدان هذه المنظومة البالية عن نظيراتها في كل الدنيا وعبر تاريخ العالم الممتد ,وفي أغلبها تستهدف التغيير ونيل حقوق هضمت من مؤسسات واشخاص يوجههم ويحركهم مايمكن تسميته بالفكر الحيواني.
الحاكم الظالم هو حيوان فاقد الأعصاب متوتر يملك قرنين ورأسا صلبا لايتاثر بنطح الفحول من العجول وسواها من الحيوانات المنقرضة التي تثير الارض وتخرب ماعليها من بناء ونماء وامل.

العرب يثورون على الحكام المحكومين بفكر الحيوان ,والعرب الذين إرتضوا لانفسهم ان يحكموا بهذا الفكر لعقود طويلة ثم صاروا جزءا منه لكنهم الآن يبغون الثورة على هذا الفكر والعودة بالعرب الى دائرة الفكر الإنساني المغيب عن التاثير والحركة الجادة والمنزوي بعيدا عن الهم الراتب من زمن تطاول على هذه الامة.

ولذلك تجد إن العرب كانوا قانعين بوجودهم كقطيع منساق لرغبة رعاة لايفقهون من الحياة سوى الذبح والسلخ وتقطيع الأشلاء ودفن بقايا الجثث تحت الثرى او تغييبها.

الذين ساندوا الحكومات الغبية في بعض البلدان العربية من الكتاب والشعراء والفنانين والسياسيين والمنتفعين من البلطجية هم تمثيل واقعي لحركة الفكر الحيواني التي اسس لها الحكم العربي على مدى عقود من التجبر والضياع الذي دفع الناس العاديون ثمنا باهضا له.

كانت الحشود الغاضبة في الميادين تشخص هولاء المتاجرين المتشبهين بفعل البعثيين في العراق والوطنيين الديمقراطيين في مصر واللجان الثورية في ليبيا .هم نتاج الفكر الحيواني لانهم لايعرفون سوى الحاكم ربا والمنافع عبادة في حضرته يجنونها منه متى شاء .
هذا الفكر الحيواني قد يؤثر في أحزاب دينية مسلمة او مسيحية وحتى يهودية ومن اتباع الديانات الوضعية حين يتوجهون الى فرض إرادة غير واضحة

تكبل الناس وتقيدهم وتاخذ بهم الى هاوية الجهل والتعصب ,وليس العلمانيون ببعيدين عن هذا الفكر الحيواني حين يتعصبون لافكارهم ,ويتحول العالم تبعا لذلك الى ساحة صراع ونطاح بين ديكة او فيلة او حيتان أو ثيران هائجة.
العالم بحاجة الى ثورة يومية لوقف المد الحيواني المتحكم بالشعوب من أزمان بعيدة ليتم تغييره ووأد حركته المتفرعنة الجبارة , وبخلاف ذلك فإمكانية

عودة انصار الفكر الحيواني ليست ببعيدة وصعود انصار فكر حيواني متربص ومنافس ليست بعيدة ايضا..والصراع يدور بين قوى حيوانية تركب موجة الثورة الآنسانية وأخرى تهوي الى الفناء,لتكون المواجهة بين ثلاث قوى اساسية ,الاولى ,قوة الشعوب ,والثانية والثالثة تراتبية بين فكرين حيوانيين أحدهما مغادر وآخر مسارع لشغل الفراغ.

مخاطر عدم الإنتباه قد تحطم إرادة التغيير وتنهي الامل المنتظر من الثورة التحررية المنطلقة في كل مكان من بلاد العرب المقهورة ,وحينها لايكون من فرصة لإستعادة المبادرة ثانية.
 

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google

 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com