|
لاتنفصل حركات الشعوب العربية التي تستهدف الحكومات الدكتاتورية في بلدان هذه المنظومة البالية عن نظيراتها في كل الدنيا وعبر تاريخ العالم الممتد ,وفي أغلبها تستهدف التغيير ونيل حقوق هضمت من مؤسسات واشخاص يوجههم ويحركهم مايمكن تسميته بالفكر الحيواني. العرب يثورون على الحكام المحكومين بفكر الحيوان ,والعرب الذين إرتضوا لانفسهم ان يحكموا بهذا الفكر لعقود طويلة ثم صاروا جزءا منه لكنهم الآن يبغون الثورة على هذا الفكر والعودة بالعرب الى دائرة الفكر الإنساني المغيب عن التاثير والحركة الجادة والمنزوي بعيدا عن الهم الراتب من زمن تطاول على هذه الامة. ولذلك تجد إن العرب كانوا قانعين بوجودهم كقطيع منساق لرغبة رعاة لايفقهون من الحياة سوى الذبح والسلخ وتقطيع الأشلاء ودفن بقايا الجثث تحت الثرى او تغييبها. الذين ساندوا الحكومات الغبية في بعض البلدان العربية من الكتاب والشعراء والفنانين والسياسيين والمنتفعين من البلطجية هم تمثيل واقعي لحركة الفكر الحيواني التي اسس لها الحكم العربي على مدى عقود من التجبر والضياع الذي دفع الناس العاديون ثمنا باهضا له. كانت الحشود الغاضبة في الميادين تشخص هولاء المتاجرين المتشبهين بفعل البعثيين في العراق والوطنيين الديمقراطيين في مصر واللجان الثورية في ليبيا .هم نتاج الفكر الحيواني لانهم لايعرفون سوى الحاكم ربا والمنافع عبادة في حضرته يجنونها منه متى شاء . تكبل الناس وتقيدهم وتاخذ بهم الى هاوية الجهل والتعصب ,وليس العلمانيون ببعيدين عن هذا الفكر الحيواني حين يتعصبون لافكارهم ,ويتحول العالم تبعا لذلك الى ساحة صراع ونطاح بين ديكة او فيلة او حيتان أو ثيران هائجة. عودة انصار الفكر الحيواني ليست ببعيدة وصعود انصار فكر حيواني متربص ومنافس ليست بعيدة ايضا..والصراع يدور بين قوى حيوانية تركب موجة الثورة الآنسانية وأخرى تهوي الى الفناء,لتكون المواجهة بين ثلاث قوى اساسية ,الاولى ,قوة الشعوب ,والثانية والثالثة تراتبية بين فكرين حيوانيين أحدهما مغادر وآخر مسارع لشغل الفراغ. مخاطر عدم الإنتباه قد تحطم إرادة التغيير وتنهي الامل المنتظر من الثورة التحررية المنطلقة في كل مكان من بلاد العرب المقهورة ,وحينها لايكون من فرصة لإستعادة المبادرة ثانية.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |