قلوبنا في بنغازي
 


زاهر الزبيدي
zzubaidi@gmail.com

تشهد ليبيا هذه الأيام هبوب نسيم التغيير على هذا البلد الذي يرزح تحت نير حكومة يرأسها رجل متحجر يخيل إليك عندما تراه أنه من بقايا العصر الحجري بل وقبل ذلك ، لايملك الرحمة و له القابلية على أن يسحق رؤوس معارضيه مهما كلف الأمر .. نعم تهتز قلوبنا اليوم على شعبنا في ليبيا لكوننا الشعب الوحيد من الشعوب العربية ممن قاسى بشدة من الظلم والاستعباد ونرى اليوم في القذافي اللعين صورة صدام العراق الذي كاد أن يتحجر لولا قدر الله الذي شاء لنا أن يتم الخلاص منه ولكنه هذا الخلاص الذي لازلنا ندفع ضريبته لغاية يومنا هذا .

نعم فلمؤسسات القذافي قابلية "الجزارة" على أحدث المستويات وله القابلية أن يبتدع آلاف الأشكال الحديثة من فنون الأبادة التي لم تخطر على بال بشر .. لقد أضحت بنغازي هذه الأيام تموج بالجثث التي تفحمت بفعل ضربات كتائب الأمن التي سلطها القذافي كالكلاب المسعورة على شعب ليبيا المطالب بخلاصه من تلك القذارة التي تربعت على كرسي الحكم لما يقارب 42 عاماً .. أثنا وأربعون عاماً يجلس القذافي أمام الشعب الليبي ليملي عليهم ترهاته وأفكاره المجنونة وكتابه الأخضر اللعين .. 42 عاماً والحكم الاستبدادي يقبض بيد من حديد على مؤسسات الدولة بلجانه الشعبية التي أصبحت الفرق والمنظمات الحزبية للقذافي التي تفتك بالشعب الليبي من أبناء المختار .

تشير الأنباء لغاية اليوم الى سقوط ما يزيد على الثلاثمائة شهيد من أبناء الشعب الليبي مع آلاف الجرحى الذين تغص بهم مستشفيات بنغازي الجريحة .. أبناء بنغازي اليوم يتساقطون صرعى بالرصاص الذي يفتك بأجسادهم الشريفة وقلوبنا جميعاً في العراق هناك في بنغازي تهرول مع مجاهدي الثورة الليبية الشريفة في ساحات مجدهم العلي عسى أن يفرّج الله عنهم كرب الطغمة الحاكمة ليعودوا يتنفسوا رائحة الحرية التي طالما حلمنا بها قبل 2003 وعرفنا ثمنها المستمرين على دفعه لعصابات الظلام التي أاستكثرت علينا طعمها وأستنشاقها قبل الموت .

أنها المجازر الجماعية التي لم يعد بالإمكان إخفائها على الرأي العام العالمي وسوف لن يصمد نظام القذافي فستسقطه سواعدكم وهتافكم الذي يشل كل مفاصل الحكومة الديكتاتورية ويصبح كالرصاص الذي يمزق العروش الظالمة ويحيلها الى ركام في مزبلة من سبقها من العروش العفنة .

على الأسرة الدولية أن تنتبه اليوم بشدة لما يحدث في بنغازي المحررة وأن تصدر القرارات التي تحمي مواطني المدينة التي تم رفع علم الأستقلال الأول فيها بعد إسقاط كافة مؤسسات النظام الليبي فيها والأنتصار على المرتزقة الأفارقة فيها وأنظمام قوات الصاعقة الى المتظاهرين وقيامها بحمايتهم وتدمير قوات الأمن (الكتيبة) .. وعلى الرغم من سقوط مئآت القتلى وآلاف الجرحى يستمر زحف الثورة المباركة الى طربلس لتتوحد قوى الثوار تحفها رعاية الله وملائكته فقد أنظمت كبريات العشائر الليبية لقوات الثورة مما أعطتها القوة الدافعة للتوجه الى طرابلس والبدء بالتحرر النهائي من ربقة النظام الأستبدادي .. وما أقربه من يوم .. ذلك يوم التحرير والخلاص .. أصمدوا أنهم خلاصكم الأخير والله وقلوبنا معكم .

 


العودة الى الصفحة الرئيسية

Google

 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com