احذروا شرارة الاحتجاج ....يا معالي الوزير
 

بقلم – عدي المختار
almokhtar_80@yahoo.com

جميعنا غمرتنا الفرحة العارمة قبل عام تحديدا ونحن نسمع بعد مطالبات عديدة - شعبية - وغير شعبية - بان وزارة الشباب والرياضة خصصت (12) مليار دينار لإعادة تأهيل ملعب ميسان الدولي - هكذا أطلق عليه وهو ليس كذلك بالتأكيد - فلم يكن دوليا في يوم من الأيام إلا بالاسم فقط , حتى بات (نقمة )وليس (نعمة) على أبناء ميسان ,ولم يتم إنشاء ملعب بدعوى ان لدينا ملعبا دوليا!!!, إلا انه يضل ملعبنا الأثيري الذي نحرص على أن يكون في يوم من الأيام ملعبا دوليا - اسما على مسمى - ,ذلك القرار بالتخصيص المالي جاء بعد مطالب شعبية حملها السيد خالد عبد الواحد كبيان نائب محافظ ميسان ورئيس ممثلية اللجنة الاولمبية في المحافظة ووضعها على طاولة معالي الوزير في جلسة مطلبية ملحة , أتت لنا بالخير والبشارة والفرحة التي (مع الأسف)ثبت لنا اليوم بأنها كانت الفرحة التي لم تدم طويلا ,فاغتيلت في وضح النهار بلا مبرر أو وسبب مقنع .

فقد مر عام وثمة شركات أجنبية (تركية – سويدية – ألمانية )زارت ميسان وملعبها,كنا نرافقها في جولاتها دخلت في نهاية المطاف المنافسة على تأهيل ملعب ميسان الدولي,وكانت شركات أجنبية بمواصفات أكثر من جيدة ولها مشاريع مماثلة في دول أخرى,كنا نرى فيها الأمل الذي سيتحقق من خلالها أخيرا الأعمار الكامل والشامل للملعب,الذي بناه الدكتاتور,وتحسر عليه نجله الملعون,وسرقه مقاولون بصك غفران قادة الرياضة والشباب في عراق ما بعد الدكتاتورية عبر محاولات تجميلية,بمساحيق من الدرجة الهابطة,طالما كانت تنجلي غبرتها مع هطول الإمطار,وكنا رغم ذلك نمني النفس باليوم الذي يجيء فيه القائد الرياضي والمسؤول الوطني الذي يقود حملة إنقاذ لملعبنا (أبو الهول) الذي شاخ وتساقط شعر سنيه فصلا بعد أخر.

اليوم أحيل الملعب إلى شركة محلية ليس لها - طعم ولا لون ولا راحة - في مجال بناء الملاعب,سوى مشاريع متلكئة تآكل بريقها في دهاليز مظلمة بالمنافع ,قرار نزل علينا نحن الميسانيون كالصاعقة ونحن نعلم علم اليقين بان ملعب ميسان تنافست على تأهيله أفضل الشركات الأجنبية ذات المواصفات العالمية ,ويحال بطريقة غريبة ومبهمة إلى شركة محلية بعيدا عن وضح النهار أو الاستشارة والمشورة لحكومة محلية وشعب ينتظر بفارغ الصبر ويتابع اشد متابعة أخبار ومصير ملعبه الدولي وتعتصره الألم والحسرة لما وصل أليه حال الملعب.

لا نريد أن نتهم احد بقدر ما نريد أن ندرأ الفتنة التي قد تجتاح الشعب وحكومته الوطنية المنتخبة وعدم الثقة التي ربما ستأكل الأخضر واليابس في مستقبل حكومة راهن ويراهن الكثيرون على إسقاطها - سياسية – وماليا- ونراهن نحن للآن بأنها حكومة القانون والبناء والأعمار بعيدا عن أي منافع ومفاسد .

ولكون وزارة الشباب والرياضة جزء مهم من شكل وواجهة الحكومة العراقية الحالية فأننا نطالب وزير الشباب والرياضة بمنطق المحبة والأخوة والخوف على المستقبل السياسي والشعبي لوزير طالما عمل خلال ولايته الأولى جاهدا من اجل بناء بنى تحتية قوية للرياضة العراقية,بان يوقف قرار الإحالة وان يمنح الحكومات المحلية في المحافظات حق الاستشارة والمشورة في ما يخص مرافقها الشبابية والرياضية لان المهمة وطنية ولابد أن يشترك بها الجميع ويشعر أنها نتاج همته وأفكاره ,ليعضد نجاحات ولايته الأولى بنجاحات جديدة .

وللعلم فقط ....فان كل السبل متاحة أمام الميسانيون للرد على القرار ومنها الاحتجاجات والتظاهرات العارمة التي اسمع صدها الآن وأنا اكتب هذه السطور.

وعلى الاصدقاء في وزارة الشباب والرياضة وزيرا ودائرة هندسية أن لا تستخف بصوت الجماهير التي طالما تربينا على أن( الجماهير أقوى من .....) ولا نريد أن نكمل مقولة المعلم الاول (رحمه الله ) لأننا نؤمن بان الوزير ليس طاغية بل أخا ومجاهدا يعرف حدود الله جيدا ويخافها ,لذلك نطالبه بإيقاف قرار أحالة ملعب ميسان الدولي والإنصات لأصوات تلك الجموع لأنها ربما تتحول إلى شرارة الاحتجاجات ..فاحذروها .
الزبدة : "خير لك أن تسأل مرتين "...."من أن تخطأ مرة واحدة".


العودة الى الصفحة الرئيسية

Google

 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com