جعفر الصدر والقرار الوطني
 


غفار عفراوي
iafrawi@yahoo.com

للقيم شخوصها وللمبادئ رجالها وللشرف ذويه. والسيد محمد جعفر محمد باقر الصدر قد حمل الشرف والمبادئ والقيم في ضميره ووجدانه وروحه وعقله. ورغم كل الملاحظات التي قيلت عنه بعد أن خرج من صمته الطويل وظهر للإعلام ليكون احد مرشحي مجلس النواب العراقي في الانتخابات السابقة، إلا أنني كنت متأكدا ومنتظرا منه أن يكون كما كان فكان كما كان وكما هوعهدنا به.عالما ورعا وشخصا وطنيا بما تحمل هذه الكلمة من معاني سامية استلهمها من تربيته الصالحة في بيت العلم والفضيلة والورع والشرف والقيم والأخلاق ألا وهو بيت آية الله العظمى السيد الشهيد محمد باقر الصدر رضوان الله عليه .
دخل السيد جعفر إلى البرلمان العراقي وصار عضوا فيه وتم ترشيحه لمنصب رئيس الوزراء من قبل التيار الصدري ومن ثم رشحه التيار لمنصب نائب رئيس الوزراء ليس لأنه ابن المرجع الصدر بل لعلمه ونزاهته وكفاءته في شغل تلك المواقع ، إلا أن الجهل المتفشي في العملية السياسية والجهلاء الذين أسسوا أساس الظلم والجور على الكفاءة والنزاهة وأبدلوها بالتوافق والمحاباة والفئوية الضيقة حالت دون فوزه فخسر العراق وخسرت المرحلة القادمة رجلا كان يمكن أن يغير الكثير من المفاهيم الخاطئة التي سادت بل كان ينتظر منه تأسيس نظام عالمي في الحكم عبر مشروعه التصحيحي التغييري الذي حمله وجاء به إلى العملية السياسية المتهرئة المهزوزة .
انتظر السيد جعفر عدة أشهر وهو يتابع عن كثب وبصورة مركزة أفعال الكتل السياسية ويراقب اجتماعات الأحزاب وينصت لتصريحات السياسيين ويقارنها بأفعالهم فماذا وجد؟
وجد أن الشعار الذي ترفعه الكتل السياسية هو الحزب ثم الحزب ثم الحزب ولا يوجد ذكر لله أو للوطن أو للشعب. كذلك فوجئ السيد بان مفردات لم يكن يتوقع وجودها هي السائدة في عمل مجلس النواب والأحزاب كالكذب ، النفاق ، الخداع ، التهميش ، انعدام الاهتمام بالكفاءات ، المصالح الشخصية ، عدم الورع .
ماذا يفعل الرجل في هذه الحال! وهو يرى أن تراث أبيه وكل ما ضحى في سبيله هو لعق على السن الأحزاب ولم يجد أي مشروع مستقبلي خدميا كان أو إصلاحيا، نظريا كان أو عمليا ، بل انه وجد كل ما حاربه والده الشهيد. فهل يكون شريكا بذبح أبيه وهل يكون شاهد زور على ما يحدث. بالتأكيد لا ، فكان القرار الوطني المخلص لله ولأبيه ولشعبه وهو ترك هذا الهراء المسمى مجلس النواب ليبقى محافظا على اسمه واسم أبيه من كل زلل .
فسلام عليه وعلى أبيه وعلى شجاعته التي ستكون نموذجا يقتدي به آخرون بإذن الله لان هذا البرلمان وهذه العملية برمتها بنيت على باطل فهي باطل.
قال الإمام علي عليه السلام:


العودة الى الصفحة الرئيسية

Google

 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com