مبارك و فزاعة الإخوان المسلمين !!
أ / محمد خليل مصلح
khmosleh@hotmail.com
للأسف النظام المصري يمارس لعبة الحاوي بدعوى الحرص على الوطن و فرية الأجندة الخاصة لمن يقف خلف الثورة من الحراك الشعبي ، وخاصة تيار الأخوان المسلمين ؛ هذا السلاح الذي يستخدمه النظام المستبد سلاح إلقاء تهمة الأجندة السياسية لمن يعادي تلك الأنظمة من الغريب أنها كانت السلاح الوحيد من الخمسينات التي كانت تلك الأنظمة تلصق تلك خاصة بالإسلاميين ( الإسلام السياسي ) حتى أصبحت لازمة لكل نظام ؛ تعني الخيانة و خدمة المصالح الأجنبية .
ما يثير الدهشة والعجب أن هذا النظام كأنه يعيش مرحلة الخمسينات وما قبلها متأخر في التفكير يعيش في زمن غير الزمن الذي تعيشه الشعوب العربية ؛ فلم تعد تلك الفرية والكذبة السمجة تنطلي على المواطن العربي ، إننا أصبحنا في عصر نميز فيه بين الألوان والكلمات والمفاهيم والمصطلحات ؛ عندما يتكلم النظام عن الأجندة الخارجية كان يجدر ب ه ان يوضح لنا وللمواطن معاييره لمفهوم الأجندة الغير وطنية وعن أي أجندة هي التي تحرك تلك الجموع من الجماهير المصرية أليس في ذلك استخفاف بل استهبال بالعقول والأفهام و لذاكرة الشعب الحية ، بعد ثلاثين عاما ما عاد احد من الشعب لا يدرك ما هي الأجندة التي تحرك النظام المصري ثلاثين عاما من الصداقة الإسرائيلية الأمريكية والعمل ضد مصالح الأمة العربية والأمن القومي العربي ؛ تكفي لتعري النظام ومفهوم الأجندة الغير وطنية التي تحكم سياساته في المنطقة .
فزاعة الإخوان المسلمين
الزج باسم الخوان في المعركة مع النظام في هذه اللحظة مسألة سلاح قديم جديد وهو خطاب مستهلك في الشارع العربي تاريخ الإخوان لم يعد صفحة مغلقة أو تاريخ سري بعد تلك السنوات التي كشفت الدور الوطني لتلك التنظيم في صراعه ضد الاحتلال البريطاني لمصر ودورهم الكبير لثورة 23 يوليو ، ولا يضيرهم الاختلاف مع الرئيس عبد الناصر ، وهذه مسالة لا نود الخوض فيها الآن ، ما يعنينا اليوم في هذه اللحظة التاريخية إن الإخوان جزء لا يتجزأ من الشعب المصري وخارطته السياسية الحزبية وان الخط السياسي الذي انتهجته الجماعة ينبأ عن وعي سياسي وخبرة في التعامل مع النظام المصري وان أرهق الجماعة قمع النظام لهم وإدراج الجماعة خارج القانون والشرعية السياسية ؛ من حقهم علينا ؛ أن نقف اليوم للدفاع عن حقهم كمصريين المشاركة في الحياة السياسية وإدارة البلاد ، وحتى توضع الأمور في نصابها يجب أن نسال أصحاب هذه النظرية ؛ نظرية المؤامرة الإسلامية السياسية للإخوان ، ومحاولة استثارة الرأي العام الأوروبي واللوبي الصهيوني العالمي ؛ للتخويف من الإخوان المسلمين بالوصول إلى السلطة ؛ إنها رسالة من النظام المتهالك لقلب الحقائق السياسية وتزوير الواقع السياسي وهوية الثورة وأهدافها ؛ بعدم التخلي عن مبارك إذ حذرت المؤسسة السياسية والأمنية في الدولة العبرية من انعكاسات المسلك الأمريكي - على خلفية الطلب الأمريكي في الوهلة الأولى جراء الصدمة الأمريكية للثورة وفشل الأجهزة الأمنية الأمريكية من توقع انطلاق الثورة في مصر – في التخلي عن الرئيس مبارك وانعكاس هذا المسلك على حلفاءها في المنطقة ، ولقد أشار لذلك سياسيين في الدولة العبرية ؛ بأن هذا المسلك خطير وكارثي على المصالح الإسرائيلية الأمريكية في المنطقة وهو يهدد بانقلاب على نظام الشرق الأوسط وتدمير الترتيبات الأمنية والسياسية مع النظام العربي المصري بعدم احترام الاتفاقيات والمعاهدات السياسية بينهما ، وهذا ما صرح به بنيامين بن العاذر ؛ فقد انتقد موقف الإدارة الأمريكية من طلب تنحية الرئيس مبارك في مقابلة في إذاعة الجيش الإسرائيلي بان الأمريكيين تسببوا في كارثة في الشرق الأوسط ؛ مبارك صديق جيد لإسرائيل وخسارة تامة لها .. وفي نفس المقابلة شدد على انه إذا جرت انتخابات ديمقراطية مثلما يضغط الأمريكيون ، فلن أفاجأ بفوز الإخوان المسلمين بنصف مقاعد البرلمان ؛ لذلك نرى الموقف الأمريكي تم إعادة صياغته بشكل أفضل فأصبح بدلا من الطلب بتنحية الرئيس الطلب بإصلاح النظام والضغط في اتجاه البدء بنقل السلطة في إطار النظام القائم وتأمين مشاركة الرموز القديمة فيه الموالية لتلك الأجندة التي يتحدث عنها النظام المصري .
العودة الى الصفحة الرئيسية