|
هل تعي حكومة المالكي الخطر الداهم في إهمالها المتعمد للمطالب الشعبية ؟! وداد فاخر*
لماذا لم يستفد المالكي من سنين حكمه الأربعة أو الخمسة تقريبا في عراق ما بعد سلطة البعث الجائرة وترك الحبل على الغارب لمتصيدي الفرص والمتاجرين بالدين والمذهب وذهب شططا في بناء التمذهب الطائفي بعيدا عن بناء دولة المؤسسات وتعبيد الطريق أمام ديمقراطية حقة ؟؟! فقد أفرزت الحرب الباردة شخوصا ورموزا سيئين كانوا بمفهوم الدكتاتورية ( القادة التاريخيين ) الذين أذاقوا الشعوب العربية الخارجة لتوها من ربق الاستعمار الذل والمهانة والفاقة والجوع بينما كدسوا هم وأبنائهم وعوائلهم وحواريهم الذين يدورون في فلكهم مليارات الدولارات في البنوك الأجنبية ، استثني مهم دكتاتورا واحدا أو اثنين من الشبهة اللصوصية رغم شوفينيتهم وعدائهم لكل الحريات الشعبية . وما يدعو له البعض من الخليط الغير متجانس لاستيراد التجربة المصرية وعكسها على الوضع العراقي هو توجه اخرق وتصرف مريب يدخل في عداد التهيئة لإضعاف أو تخريب الوضع العراقي وحتى إسقاطه مما يترك الفرصة كبيرة لوجود فراغ سياسي وامني لكي يسهل بعدها للمغامرين من أعداء العراق وخاصة بقايا البعث الذين يملكون الخبرة العسكرية والدموية لإرهاب الشعب وامتلاك السلطة من جديد بكل يسر وسهولة . والعجب إن العديد من هذا البعض الذي جاء بتوجه جديد بعد أن فشل كلية في امتلاك الشارع العراقي واثبت فشله طوال هذه الفترة العصبية من تاريخ العراق التي استغلها التيار السلفي الديني الشيعي والسني للعب بعواطف ومشاعر الجماهير وتوزيع الرشاوى والهبات لكسب الأصوات الانتخابية في بلد يعيش ديمقراطية وليده لم تحبو بعد . هذا البعض الذي لم يعرف كيف يمكن أن يخاطب الجماهير التي سوسيت دينيا وقوميا فقفز نحو التجربة المصرية والتونسية التي لا تتشابة ظروفهما التاريخية والموضوعية مع الظروف العراقية كلية . فالوضع في كل من تونس ومصر يختلف بمجمله عن الوضع العراقي الحالي وما كان من دكتاتوريات سائدة لا يرقى ولو بنسبة مئوية ضئيلة لدكتاتورية البعث وفاشيته فلم تكن هناك مقابر جماعية ولا كبت تام للحريات ولا غازات سامة ولا تشريد لشعبيهما بنسبة مئوية تفوق الوصف في الحالة العراقية . فمصر مثلا كانت لديها تقاليد ديمقراطية تمثلت في وجود مجتمعات مدني عاملة ولو بنسبة صغيرة لكن كان هناك هامش موجود للحريات وخاصة حرية الصحافة إلى جانب الصحف الرسمية أو ما يسمى بالصحف القومية ، وكان هناك وجود لنقابات وجمعيات منتخبة لذلك كانت عملية التغيير رغم صعوبتها سلسة جدا إلى جانب التغيير في العراق الذي تطلب تدخلا أجنبيا لم يكن في الحسبان والذي يعيب بعض العرب العراقيين عليه ونقول لهم خذوا صدام وأعطونا مبارك أو بن علي وانظروا بعدها النتيجة . ثم لماذا يعيب البعض من العراقيين والعرب خاصة على العراقيين بأنهم لم يكونوا مثل التوانسه أو المصريين وثورة الشعب العراقي في آذار / شعبان 1991 لا زالت طرية أمام أعينهم ؟ . الم تنتفض 14 محافظة عراقية من المحافظات ( السوداء ) بنظر الدكتاتور المشنوق رافضة حكمه بقوة الإيمان والسلاح ، وماذا كانت النتيجة ؟ . وكلنا نعرف ماذا حصل بعد ذلك عندما قال جورج بوش الاب ( الكلب كلبنا ) ويقصد ( بطل العروبة وحامي البوابة الشرقية) لا غير . إذن لا يتقول أي من العراقيين أو العرب على شرفاء العراقيين فالعراقيين كانوا هم من بدء الثورة ، ثم سحقوا البعث بأقدامهم بعد سقوطه . وما تتطلبه المرحلة الحالية هو تحرك رسمي وشعبي متزامن دون التشويش على العملية السياسية بالتهريج والتظاهرات التي تترك مجالا واسعا لاعداء العراقيين من بعثيين وانتهازيين وقاعديين لفضح وكشف كافة المتلاعبين بقوت وأموال العراقيين وتقديم اللصوص والمرتشين للمحاكم وسن قانون من أين لك هذا لمحاسبة كل من تجاوز أو سرق أو تهاون في الاستحواذ على المال العام أي كانت درجته ومكانتة ورفع الحماية الحزبية والرسمية عنهم لكشفهم وتقديمهم أمام محاكم شعبيه سريعة للاقتصاص منهم وإعادة الأموال المسروقة من خزينة العراقيين .وإلغاء كافة الامتيازات الخاصة للرئاسات الثلاث وكبار المسؤولين وأعضاء مجلس النواب الذين نهبوا العراق طوال هذه السنين من بعد سقوط نظام العفالقه الأنجاس مع التفكير بإلغاء انتخابات المجالس المحلية وإعادة الانتخابات دون تدخل من أي طرف ووفق نظام الدائرة المفتوحة داخل كل محافظة أو إقليم ومثلها يجب أن تعدل المواد الدستورية بانتخابات مجلس النواب بحيث يكون العراق كله دائرة واحده وان يجرى انتخاب رئيس الجمهورية عن طريق الانتخاب الحر المباشر لا عن طريق التعيين بالمحاصصة والتوافقات الحزبية والطائفية القومية الضيقة . أخيرا على الجميع إدراك ان وضعا متميزا يعيشه العراق حاليا ، فهم ليسوا مستعدين لوضع رقابهم ثانية تحت سيف أي جلاد قادم ينتهز فرصة الهرج والمرج والفراغ الأمني لينصب نفسه دكتاتورا على العراق . آخر المطاف : قال شاعر فلسطين سميح القاسم : ونؤكد هنا بسقوط أقنعة كل من تحجبوا بها من تجار دين أسسوا لتمذهب الدولة وتركوا الشارع العراقي بلا ماء أو كهرباء وسرقوا قوت يومه ، أو تجار سياسة بنفس قومي بغيض أي كانت قوميتهم وهم كثر على ارض اسمها العراق الآن ، وسقط معهم مدع اليسار والعلمانيين الجدد الذين صحوا أخيرا وتذكروا أن لهم وطنا اسمه العراق رغم إن معظمهم يعيش رخاء في ربوع الغرب الحالم فهبوا ( هبة رجل واحد ) متنادين بجر الجسد العراقي ولو على الشوك لان الجلد ليس جلدهم متمثلين بالمثل الذي يقول ( جلد مو جلدك جره عله الشوك ).
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |