العين بالعين والسن بالسن والبادي اظلم

 

 


كاكشار أورمار
الترجمة من الكوردية: إبراهيم بهلوي

 

مشاهد قد تثير الرعب والخوف من مستقبل لا حب فيه ولكن واقع الامر فرضية غير قابلة للجدل ،فهي لم تصدق نفسها بأن الفرصة،تراكم البغض والحقد وتجمعهما حول ما قامت به من فعل أجرامي وهي تطعن صدر زوجها وتفرغ جام غضبها بطعنات متتالية من سكين حاد،أحد لم يستطع الأقتراب منها،وهي أيضاً لم تحس بما يجري من حولها،وكأن المثل الكوردي حان قوله" وصل السكين للعظم "،كانت تنتظر زوجها المضرج بالدماء ان يودع النور بأغلاق عيناه الجاحظتين،رغم ذلك فتوسل عيناه لزوجته لم ترحمه،ربما هي قصة حياة غير متناسقة ولا تآلف بينهما،الحياة الزوجية الناتجة من غير حب في مجتمع يكسوه فسيفساء جميل من قوميات عديدة"المجتمع الإيراني".

قضايا عديدة تتجمع على طاولة القاضي الإيراني معظمها جرائم قتل،والنطق بالحكم لا يترك أنفاسه"القصاص".
أغلب حالات القتل كانت باسلحة كلاسيكية وبدماء باردة،والعجب يكمن في دائرة العودة إلى ماضي تلك النسوة قاتلي الرجال، والأسباب معظمها اوساخ اخلاقية"جنسية،اخلاقية،إقتصادية،اجتماعية"،والتي باتت تطلق عنانها ويصعب السيطرة عليه من قبل الدولة.
المشهد المأسواي الذي أراده مخرج المشاهد ان يسلط الضوء على جمهورية الخوف المنشورة على بعض المواقع بالإضافة إلى بعض القنوات التلفزيونية،مشاهد تعبر بأن الدولة عاجزة عن ضبط هكذا امور،القيم الأجتماعية بدأت وتلوح في المجتمع الإيراني إلى الأنكسار والتشتت والحالة تزداد سنة بعد أخرى،والمشاكل الأجتماعية والإقتصادية تقف وراء ذلك والتي جعلت من المرأة تحمل جم الحياة ومصاعبها اكثر من الرجل،مدة من الزمن ليست بكثيرة أمرأة من أهالي مدينة كرجي هاجمت زوجها باداة حادة"سكين" طويلة وحادة،قتلت زوجها بطعنات متتالية امام باب منزلها وأمام مرأى من الناس ،لا أحد يستطيع الأقتراب منها فقط تجمعوا حول المرأة وهي تتهاوى ضرباً موجعاً على صدر زوجها المضرج بالدماء الحمراء في الشارع،الشرطة والأمن الداخلي حضروا المشهد ولكن دون أية حراك،فضلوا الوقوف بجانب المارة كمشاهدين للمرأة وهي تنهال على زوجها بطعنات سكينها الذي أحمر من الدماء،المرأة كانت ترى من بعيد بانها تستعيد كرامتها التي فقدت لسنين طوال،بدت جراحها واضحة من اصرارها على القتل،تراكم محنتها،ذلها،الإهانة........ألخ،فرغت جام غضبها وربما أرتاحت بأرتكاب جريمتها وهي قتل الزوج.
مدن واوطان اخرى كوردستان مثالاً حياً،تقتل المرأة أو تقتل نفسها،تحترق،ولا أحد يسمع صدى صرختها،أما في إيران ،القتل يستوطن في زوايا داكنة من البيوت ليخرج علناً في شوارع وأزقة مدن كبرى تقتل المرأة احياناً وأحياناً الرجل.

إيران وفي جميع مراحل تاريخها الأجتماعي والإقتصادي والسياسي،لم تتعرض مجتمعها للتشتت والحرمان،وهذه هي وجهة نظر واضحة المعالم،اما ومن بعد آخر التاريخ يغدوا سراً له مدلولات طويلة الاجل،حيث الصغار واجيال المستقبل،يصرخون ويعولون من مشاهد الضرب والاقتتال الأسري،تاثير المشاهد على حياة الاطفال،نفسياتهم،تعاملهم مع الامر في المستقبل ،كيف سيكون أمرهم في حالات الاستقرار وتكوين عائلة.
بالتأكيد سوف يكون قرار كل من أراد التقصي والبحث في الحياة الزوجية التعيسة لكل من المرأة والرجل "الزوجان"،بانهما تزوجا دون أن يعرف كل منهما الآخر،سوف يرتأون بأن لا مكان للحب في قلوبهم،لا يعلمون طعم ونكهة الحب والوئام في الحياة الزوجية،والنتائج تكون اكثر فصاحة عندما يزداد ويحل الكراهية محل الحب المتبادل ويتحول الحياة إلى جحيم لا يطاق.

هنا نضع بصمة من أراد ان يقتل غداً أو تقتل في وقت اقرب،لذا كلنا أمل ونتامل ان يكون مجتمعنا الكوردي على يقين من هذه الكوارث التي تنتظر مصير أبنائهم ذكر كان ام أنثى، علينا كأباء وأمهات ان نترك الحرية لهم في اختيار شريك حياتهم،لكي لا نلم انفسنا غداً على مصائب قد يثقل كاهلنا،نحترم الكبار والشيوخ ونصون لهم كلماتهم،على أن لا تكون معاكسة لما يرغب به اطفال المسقبل في موطننا كوردستان،علينا أن نبلغ رسالتنا ونجعل مجتمعنا الكوردي يضاهي المجتمعات المتقدمة،مراعاة الحياة الزوجية له تأثير طويل الأمد،وبالاخص على الفتاة لانها وبطبيعتها حساسة جداً،ولان النساء أصبحوا الأن جزء هام وأكثر اهمية في تطور وتقدم المجتمعات.
 

   
العودة الى الصفحة الرئيسية

Google

 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com