|
زاهر الزبيدي في أحد الأيام كنا نستقل سيارة (الجيب) ، كانت عسكرية وأصبحت الآن مدنية لنقل المتسوقين الى أسواق الخضار في محلات بغداد ، فأثارتني قصة ترويها أحدى السيدات لأخرى بأنها للتو قد تلقت ضربة قوية على ظهرها من زوجها بعد موجه من الشتائم والسب أمام أطفالها لكونها قد أضاعت خمسة آلاف دينار والتي تعادل ثلاثة دولارات فقط . إن ماحصل لتلك المرأة هو أقل شيء يمكن أن يحدث لهن في بلادنا والكثير من الرجال يعتبرون ذلك من أهم علامات الرجولة لديهم .. وموجات القتل التي طالت مدينة البصرة والعنف الذي تشترك به المرأة مع أبناء شعبها في تعرضهم لموجات القتل الإرهابية والأحكام العشائرية التي تعتبر المرأة أداة لحل المشاكل العشائرية بدفعها فداءاً للمتهورين في تلك العشائر من الذين يرتكبون جرائم بحق أفراداً من عشائر أخرى لا تمثل سوى خرق صارخ في مباديء حقوق الأنسان وحماية المرأة من العنف ضدها . فمناسبة اليوم العالمي للقضاء على ظاهرة العنف ضد المرأة، أطلقت حكومة إقليم كردستان العراق يوم الخميس حملة ستستمر 16 يوما هدفها التعريف بتأثيرات العنف ضد المرأة على الحياة الأسرية الاجتماعية وما ينسحب منها من تأثيرات على مجمل الحياة في الوطن . علينا أن نضع خططنا لتحديد الأطر الموضوعية لأحترام المرأة في الوطن والمساهمة الفعالة في بناءهن منذ بدء الدراسة لأننا بتضييعنا لحقوقها قد أضعنا نصف الوطن وأهدرنا طاقة خلاقة لنصف المجتمع وأكثر .. فالمرأة أيها السادة هي عنوان مهم عناوين بناء المستقبل والإبقاء على التعامل معها بمبدأ الضعف والقوة يرهن المستقبل بكف الضياع المطلق . المرأة حقل البناء المهم فمنها تتخرج دفعات البناء لهذا الوطن وإبقاءها ضعيفة مهانة لا ينتج عن إلا شباباً واهنون لعدم قابليتهم على البناء الصحيح الذي يكفل التقدم للوطن ففي ظل أنشغال الرجل في معترك الحياة الأقتصادية بعيداً عن المساهمة الجدية في التربية الأساس لبناء الأسرة تبقى المرأة هي الخطوط الخلفية المهمة الرصينة في عملية إدامة هذا البناء وديمومته إن تعرض المرأة للعنف مناف جداً للشرائع السماوية والقوانين الوضعية ومخالفتها يضع الوطن أمام صراع مصيري آخر إضافة الى الصراعات القائمة .. لذلك علينا وضع الخطط الكفيلة بمعالجته ومنع ذلك العنف قانونياً تجنيباً لما يسببه للمرأة من مشاكل نفسية كبيرة تصعب مها المعالجة بسهولة وقد تكون سبباً مهماً للكثير من حالات الأنتحار .. أن إشاعة التوعية بأهمية المرأة في المجتمع وجعلها ثقافة متميزة وبديمومة كاملة وتطوير عمل الشرطة المجتمعية وتوضيح دورها في الحفاظ على النسيج المجتمعي من مسببات تدميره . يجب أن تكون المرأة على علم تام بأهمية دور الشرطة المجتمعية في الحفاظ عليها من العنف الأسري وأن يكون الاتصال به متيسراً هاتفياً من كل النساء اللاتي يتعرضن للعنف والاضطهاد الأسري .. أملاً منا بالمجتمعية أن تضم في صفوفها عدد من المصلحين الأجتماعيين لما لهم من دور في إصلاح ذات البين .. كما أن على الأعلام من يتبنى دوراً مهماً في إشاعة مبدأ اللاعنف ضد المرأة من خلال برامجه اليومية والأعلانية التي تدعوة الى مجتمع خال من العنف ضد المرأة منذ صغرها وحتى تبوءها المناصب التي تليق بالقوارير .. فرفقاً بالقوارير يا رجال العراق .
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |