|
َبدر والشراكة الوطنية
وليد المشرفاوي إن ما كرسته منظمة بدر من ثقافة في الواقع السياسي العراقي سواء في عهد المعارضة أو في العراق الجديد من مفاهيم سياسية وثقافية هي جزء من مبادئها وثوابتها ولا يمكن التخلي عنها مهما كانت التحديات والظروف , ومن تلك الثوابت هي الشراكة الوطنية التي أكدناها شعارا وشعورا وفكرا وممارسة ولن نحيد عنها مطلقا حتى لو حاول مكون معين لسبب ما عدم المشاركة في الحكومة أو العملية السياسية فقد حاولنا إقناعه أو إقناع إطرافه بالمشاركة الفاعلة وأصررنا على مشاركته وتنازلنا عن استحقاقنا الانتخابي لمرات عديدة من اجل هذه الشراكة , وهذه ليست مجاملة أو مغازلة لأطراف سياسية بل نابعة عن قناعة أكيدة تجسد التزامنا ومصداقيتنا وأخلاقيتنا ولم ولن نبتعد عنها مطلقا , أن هذه الثقافة لم تأتي من فراغ أو أفرزتها ظروف العراق الجديد وتعقيداتها فقد كرسها شهيد المحراب الخالد قبل أكثر من ربع قرن من الزمن في مسيرته السياسية وأكدها عزيز العراق الراحل السيد عبد العزيز الحكيم في حركته السياسية في العراق الجديد وجسدها قولا وفعلا وسلوكا السيد عمار الحكيم والأمين العام لمنظمة بدر الحاج هادي العامري وكل قيادات بدر في أدائهم السياسي وخطاباتهم المستوعبة والشجاعة , ورغم انفعالات الآخرين ممن يتوهمون بان العراق سيدار بجهة محددة أو مكون معين فإننا نؤكد ونشدد باستمرار على إن بقية المكونات هم أبناء العراق يشاركون في صنعه وبناء تجربته دون منة من احد أو تفضل من آخرين , فالواجب الوطني يحتم علينا أشراك الجميع دون استثناء ومن يفكر بخلاف ذلك فإنما يريد إغراق العراق بنار الفتنة الطائفية والأزمات المتتالية , كون الشراكة الوطنية البوابة نحو الاستمرار في تحقيق والاستقرار ولمعالجة كم كبير من المشاكل والعقد والأزمات , وحينما ندعو الجميع إلى الشراكة الوطنية والتعاطي معها كواحد من أهم وابرز الثوابت السياسية التي تبنتها منظمة بدر ,فأن ذلك ينطلق من رؤية شمولية وواسعة لطبيعة الواقع السياسي العراقي وما يرتبط من حقائق ومعطيات لا يمكن بأي حال من الأحوال نكرانها أو التغافل عنها أو تجاوزها ,وحينما نقول ونؤكد إن الشراكة الوطنية تعد المدخل الأساس والصحيح للنجاح ولتحقيق الكثير من طموحات وتطلعات أبناء الشعب العراقي بعد عقود من الظلم والاستبداد والقهر والحرمان في ظل الأنظمة الشمولية والديكتاتورية التي تعاقبت على حكم البلاد في الماضي , فالشراكة الوطنية تفضي إلى بناء الثقة بين مختلف الكتل والمكونات السياسية وبالتالي تعزز الثقة بين والتعايش السلمي بين مختلف المكونات الاجتماعية للشعب العراقي ,وهذا يمثل خطوة مهمة لتحقيق الاستقرار السياسي في البلاد ,وطبيعي إن الاستقرار السياسي في أي مجتمع يمهد الأرضيات والأجواء والمناخات المناسبة للاستقرار الأمني ,والاستقرار الأمني من شأنه أن يوفر الظروف الملائمة لتحريك عجلة البناء والأعمار والاقتصاد ,وبالتالي خلق المزيد من فرص النهوض في مختلف الجوانب والمجالات,ومن ثم توصل إلى النتائج المرجوة في بلد مثل العراق يمتاز بتنوع نسيجه الاجتماعي والسياسي ,فالشراكة الوطنية تعد المقدمة الضرورية لخدمة المواطن العراقي.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |