ابدأوا بتأمين الكهرباء

هادي جلو مرعي
hadeejalu@yahoo.com

نقلت كاتبة لبنانية عن رئيس منظمة معنية بالكومبيوتر، انه سأل الملياردير اللبناني الاصل كارلوس سليم، كيف للبنان ان يكون حاضراً على الخريطة المعلوماتية؟ وأجاب الملياردير.. ابدأوا بتأمين الكهرباء.

في العراق يتفق متسولو الشوارع مع الطبقة الحاكمة على أهمية توفير الكهرباء ولتكون الارضية مهيأة للاستثمار والبناء، خاصة مع توفر عوامل تساعد في ترسيخ البنية الاستثمارية في البلاد التي تعاني بشدة منذ الاجتياح الامريكي. استطاع صدام حسين ان يقنع العراقيين الخائفين من سطوة نظامه الشمولي ان الكهرباء قد عادت بعد اسابيع من نهاية العمليات العسكرية التي تلت عاصفة الصحراء، الامريكية ضد العراق وقمع الانتفاضة الشعبية في الجنوب. لكن الغريب ان البنية التحتية المتهالكة اصلا انهارت تماما بعد عام 2003، وانشغلت المجموعات السياسية في صراع تأكيد النفوذ وكتابة النصوص التي تضمن من خلالها حصص الطوائف والعرقيات دون النظر في الحاجات الانسانية وشروط تلبيتها بعجالة لشعب محطم نفسياً اضطر ليتقبل فكرة الدخول في حرب اهلية أكلت الكثير من ابنائه ودمرت ما بقي من بنى لم تعد حتى تحتية.. واذا ما اتفقنا على اهمية المرحلة المقبلة في ظل تشكيل حكومي متوازن فان من الضرورة بمكان تهيئة الاجواء الملائمة للاستثمار في قطاع الكهرباء بشكل اكبر بما في ذلك تدخل رئيس الوزراء وقادة البرلمان لتامين عدم تأثير الروتين وفساد بعض المسؤولين على دخول الشركات الكبرى التي تستطيع بناء محطات توليد الطاقة بفترة قياسية دون اغفال اهمية اعطاء الصلاحيات الكافية لمجالس المحافظات للتعاقد مع تلك الشركات وبالتوازي مع البدء بمشاريع عملاقة في مجال بناء المؤسسات الصحية ومنشآت الاتصال الحديثة، والطرق والجسور ومشاريع الماء والصرف الصحي، والمدارس والجامعات ومراكز الابحاث ومدن الترفيه وسواها من بنى لايمكن الاستغناء عنها. لكن وبدون الكهرباء لايمكن العمل لإنجاز هذه المشاريع لأنها تعتمد في إستمراريتها على الطاقة التي يؤمنها التعاقد مع الشركات العالمية المختصة والناجحة في هذا المجال.

واضافة الى المشاريع العملاقة في المجالات التي ذكرناها آنفاً، فان الحاجة الى بناء ملايين من الوحدات السكنية ونجاح القطاعات المرتبطة بالإستكشافات النفطية وبناء المصاف ودوام عمل الآبار النفطية، كلها مرتبطة بتوفير الكهرباء...