عن دجلة الخير ولكن ... بنكهة "أفغانية" هذه المرة

رواء الجصاني

Jawahiricent@yahoo.com

تعدى قصيد الجواهري، ونثره ومراسلاته، حدود البلاد العراقية وشعرائها وأدبائها، إلى غيرهم من الأقران وسواهم، في بلدان عربية عديدة... بل وحتى خارجها، كما في هذه الحال التي نعنى بها اليوم...

ففي اوائل السبعينات والجواهري في قمة رموزيته الثقافية والوطنية، يبعث له الأديب والشاعر والسياسي الأفغاني خليل الله خليلي قصيدة بالفارسية، بأزيد من ثلاثين بيتاً، عمودياً، وموزوناً، يخاطبه فيها، معجباً وممتدحاً، ومعبراً فيها عن صور باهرة في التقاطاتها... والمحور في كل هذا وذاك دجلة التي شحذتها القرون، ونفذت إلى قلب التاريخ، بحسب القصيدة الخليلية لا غير... والتي أضافت: ان دجلة تبهج وتسر كل من يسمع اسمها، من سند مروراً بضفاف جيحون وبست ، والى خيبر

ثم تستمر قصيدة خليلي، والذي كان في حينها سفيراً لأفغانستان لدى بغداد، لتتحدث مباشرة هذه المرة، فتزعم ان لا أحد يعرف كل جمال وأسرار دجلة مثل شاعرها الجواهري الذي منحه النهر العراقي الخالد القريحة الجياشة ودروس الشهامة والاباء، واوحى له ببديع البيان ... كما وتنوه القصيدة ذاتها الى لامية الجواهري الشهيرة في رثاء العلامة النهضوي، جمال الدين الأفغاني عام 1944 حين نقل رفاته من القاهرة إلى أفغانستان مروراً ببغداد:

هويتَ لنصره الحق السهادا ... فلولا الموت لم تطق الرقادا

ولولا الموت لم تترك جهاداً ... فللت به الطغاة ولا جلادا

فزد بالفكر في خَلَد الليالي ... وجُل في الكون رأياً مستعادا

وكن بالصمت أبلغ منك نطقاً ... وأورى في محاججة زنادا

فان الموت اقصر قيد باع ... بان يغتال فكراً واعتقادا

وفي موقف اعجاب، ورد الجميل بالجميل، يهدي الجواهري نسخة من ديوانه لصاحبه الجليل، خليل الله خليلي مرفقة بها قصيدة شكر جوابية من ستة عشر بيتاً... ومما جاء فيها:

يا سيدي يا "خليل الله" معذرة ان لم تقم بجميل العذر اشعاري

يا مرسل القول اعجازاً يوقعه ، شدو الحمام على انغام قيثار

ويا معير القوافي من روائعه نسائم الفجر في دمثاء معطار

ان كنت شبهتني ، لطفاً وتكرمة بـ "الرافدين" فأنت الكوثر الجاري

وجئت اهديك ديواناً اردت به ، قدح الزناد ، وانت القادح الواري

أخيراً نوثق هنا إلى ان للجواهري جمعاً غير قليل من القصائد و"الاجابات" و"الردود" الشعرية المتبادلة، وبعضها يتجاوز اطار الاخوانيات، إلى فرائد تعنى بمعالجات ومواقف تنوير عديدة  ومنها: بينه والرصافي عام (1944) وصابر فلحوط (1980) وموسى الجنابي عام (1982) وعديدات أخرى، سنعود للحديث عنها في قريب قادم كما نتمنى..

 

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google

 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com