عتب عراقي... لأجلكم

الشيخ الدكتور خالد عبد الوهاب الملا

info@almullah.org

العراقيون ومعهم الكثير من المؤمنين يعيشون أجواءً من الحزن والعاطفة والاستذكار بمناسبة استشهاد سيدنا الإمام الحسين (عليه السلام) وأهل بيته وأصحابه في يوم كان من أصعب الأيام قساوة على العترة الطاهرة والمؤمنين وهذا بإجماع العقلاء من الناس وقد مرت هذه الذكرى بشتى الألوان والأحوال وتغيرات على مدى قرون من الزمن شابها المد والجزر وهنا اتفقنا جميعا على مسألة محورية وهامة وهي أن الجريمة مدانة ومستقبحة وان فاعلها آثم مدان معذب في نار جهنم لايقبل الله منه صرفا ولا عدلا وواجب علينا كمسلمين أن نستفيد من هذا الدرس العاشورائي وهذه الفتنة العظمى التي عصفت بالأمة فكانت سببا في ضعفها وتجزئها وتراجعها ونحن في  الألفية الثالثة من الزمان وقد تسأل أين عتبك أيها الكاتب أقول وبصراحة لم أعتِب على بعض أبناء الشعب العراقي على قضية شخصية تخصني! حاشا لله أن أفعل ذلك !!!ولكن عتبي لأجل عدم احترام دماء سالت قبل أيام في تكريت وديالى سقط أصحابها صرعى وهم عازمون على أن يُقدموا خدمة للشعب والوطن ويكونوا جزءا من المؤسسة الأمنية  التي تحافظ على أمن الشعب واستقراره ولكن يد الإرهاب والتكفير دخلت بينهم بالأحزمة الناسفة الحاقدة التي ربطت على بطن أناس امتلئت بأكل الحرام والمال السحت وبعد جريمة تكريت وديالى جاءت جريمة كربلاء فسقط العشرات وجرح المئات من زوار كربلاء وكانت الجريمة للأسف الشديد تحمل بصمات طائفية بغيظة يكرهها العراقيون ويمجها الوطنيون بكل طوائفهم ومذاهبهم وأديانهم...

فأين عتبي أذن أيها العراقيون!! عتبي حين فاز المنتخب العراقي بكرة القدم في قطر على فريق كوريا الشمالية وخرج بعض العراقيين في الشوارع يرقصون ودماء الضحايا لم تجف بعد في تكريت وديالى وكربلاء!!!!!خرجوا بعاطفة لم يكبحوا جماحها ولم يلتفتوا إلى هؤلاء الضحايا وعوائلهم وهذا ما رأيناه على بعض القنوات الفضائية.

فهل يجوز؟ هذا سؤال أوجهه لكل أبناء الشعب العراقي الغيارى وهم أصحاب الشهامة والنخوة والعزيمة وأنا لست ضد فرح العراقيين على العكس أتمنى أن يكونوا فرحين بحياتهم والى أفراح كبرى وانتصارات عظمى يحققها أبناء الشعب العراقي على أعدائه ولست ضد هذه اللعبة الرياضية أو تلك والإسلام أباح الرياضة وحض عليها ضمن شروطها المعروفة وصدقوني أنا في بعض الأحيان وحين أسمع بفوز منتخبنا  العراقي أبكي فرحا لأجل العراق  ويترائا لي قول الشاعر حين يقول:

يا عين قد صار البكاء لك          عادة تبكين في فرح وفي أحزان

ولكن الذي حدث من بعضهم وهذا (بوجهة نظري) لم يكن مناسبا ونحن نشهد هذه الجرائم ضد الشعب العراقي الصابر وتراق دمائه بهذه القساوة.

نعم نعتب على أنفسنا لأننا في أجواء من الحزن وتظهر مثل هذه الممارسات وفي نفس الليلة التي قتل فيها شبابنا فالتاريخ شاهد علينا وقلمه يسجل الصغيرة والكبيرة والحافظة تخزن الأحداث وغدا الأجيال  سوف تقرأ كل شيء وهذه فرحة عاجلة مرت كالسحاب  أو أسرع وعقبها خسارة للمنتخب العراقي العزيز مع استراليا فقد تألمنا على خسارته التي ساهم بها الحكم القطري شقيقنا العربي !! المكرم وهذا ما رصده كل فاهم ولبيب حين اظهر حقده على منتخبنا الوطني وكسَّر معنوياته لان بعض العرب لا يزال في قلوبهم مرض ضد العراق الشامخ لأجل هذا عتبت على بعض إخواننا الذين استعجلوا الفرحة لأنه لابد لنا أن نحترم هذه الدماء الطاهرة الزكية وان نحترم أهلهم الذين فقدوهم خرج بعضنا إلى الشوارع فرحين وأطلق الآخر عيارات نارية تمنينا أن توجه هذه العيارات لأعداء العراق الذين يستهدفون أرواح العراقيين ويذبحون أبنائنا!!! نعم خرج بعضنا فرحين بفوز سرعان ما أفل وانتهى  وكان في وقتها أمهات ثكلى وزوجات حزنى وأطفال أيتام احترقت قلوبهم حسرات على فقد أبائهم وإخوان انكسرت ظهورهم بقتل عضدهم ونحن نفرح وللفرح أوقات  ونحزن وللحزن أوقات والى انتصارات قادمة ليس في ساحة كرة القدم فحسب وإنما في ساحة الانتصار الإرهاب التي يحاول بعضهم اليوم من جديد لكي يشعلها ويفاقم الأمور ثم يقول لأسياده الذين دفعوه لقتل إخوانه العراقيين انظروا هذه هي الساحة العراقية لم تحقق أمنا للعراقيين وهذه هي الحكومة حكومة الشراكة الوطنية لم تستطع توفير الأمن. لأجل هذا أيها العراقيون علينا أن نتظافر في جهودنا وان نقف قبل أن نرقص في الشوارع علينا أن نقف عند نقطتين حتى نبني العراق ونرفع من كاهل أبناء الشعب ما أثقلهم:

النقطة الأولى أن نشخص  الداء والثانية أن نضع الدواء كي نحقن دماء الأبرياء وإذا لم نفعل هذا فسوف تستمر هذه الأحزان وتستمر هذه المفخخات لتحصد أرواح الشعب (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ) وألف تحية إلى إخواني وأعزائي من المنتخب العراقي الشجاع والى فوز آخر إن شاء الله حتى ترسموا الابتسامة على وجوه العراقيين

والله من وراء القصد ورحم الله شهداء العراق

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google

 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com