المجبرجيه.....مهنه انقرضت بسبب عدم مقاومتها للطب الحديث

قصه يرويها لنا الحاج ماجد المطيري

محمد هادي

 جميل جدا ان نتذكر رموز حياتنا اليوميه الذين كانو عناوينا للعافيه والاطمئنان في مواجهة الخطر الذي نتعرض له في ذلك الزمن الصعب حينلم تكن هنالك مستشفيات او اطباء متخصيصين في الكسور وغيرها من الا صابات بلاضافه الى اطمئنان الكثير من الناس الى عمل المجبرجي والذي شهدت لكفائته لكثير من المواقف التي ابلى فيها بلاء حسنا لقد مارس عمل المجبرجي قله من الرجال الحاليين واشتهر منهم بعدد اصابع اليد الواحده غير ان اعلاهم همه وشهره بين اهالي الحله كن المرحوم محمد جاسم محمد المطيري (ابو جاسم) الملقب محمد الجسار والذي يتحدث عنه حفيده الحاج ماجد عباس ويس المطيري قائلا ولد المرحوم محمد الجسار وهو جدي لأمي في عام 1898 وانتقل الى رحمه الله في العام 1976 من القرن المنصرم تعلم المهنه من والده المرحوم جاسم المطيري كان محمد الجسار معروفا في تلك السنوات وامتدت شهرته لتشمل كل مدينة الحله ومجاورها بل وحتى الالويه الاخرى حيث عرف بأتقانه الكبير لهذه المهنه ولانه من سكنة محله الكلج فقد كان الصوب الصغير هو المكان المفضل لتواجده فيه كما انه مارس هذه المهنه في بداية العشيرينيات من القرن الماضي حتى وفاته وهو يعدها من المهن الشريفه التي تقرب من يمارسها الى الله سبحانه وتعالى كونها تسهم في انقاذ الناس من الألام ومن العوق واحيانا من الموت كما انها خدمه للمجتمع الذي كان يعاني فقر المؤسسات الصحيه وانعدامها طريقة عمل المجبرجي.يقول الحاج ماجد الصائغ ان جده يقوم بلعديد من الاجراءات التي تعتبر الاوليه قبل الشروع  بلعمل الفعلي وهي الفحص والتشخيص بدفه شديده تعتمد على تجربته وخبرته وذكائه اذ انه يضع على الجزء المصاب ويقوم بلضغط بأنامله عليه بشده كي يحدد الحاله بشكل نهائي وهل هي كسر ام رض ام خلع وكل حاله من هذه الحالات لها علاجها والاجراءات التي يتخذها ازاءها بعدها يقوم بعلاج المصابين وتهيئة وتحضير مستلزمات العلاج من الكسور حيث يجلب اربع من بيض الدجاج ويستخرج الصفار (المح) منها فقط ويقوم بخلطه جيدا ثم يفرش قطعه كبيره من القطن الطبي وعلى شكل منديل ويضع صفار البيض عليه بلتساوي وبعدها يدلك الجزء المكسور بلزيت حتى يعيد العظم المكسور الى حالته الطبيعيه ويتأكد من ذلك اكثر من مره وهذ العمل بلتأكيد يألم المصاب بعد الانتهاء يجلب المنديل القطني الذي وضع عليه صفار البيض ويلف بها اليد او الساق او اي جزء مصاب في الجسم وعند وضع الجبيره يأتي بقطعه صغيره من الخشب المعاكس وهي على شكل مساطر يقوم بأعدادها مسبقا ويضعها من الجهات اربع ويلفها جيدا كي لا تتحرك ويؤثر تحركها على الجزء المصاب اما المده الزمنيه التي تبقى فيها هذه الجبيره خمسة عشره يوما في اغلب الحالات يؤكد المرحوم محمد الجسار ان هذه المده كافيه كي يلتأم الجزء المصاب ويعود الى طبيعته .الاصابه بلرضوض لعلاج حالات الرضوض يقوم الجسار بتدليك المنطقه المصابه بلزيت فقط دون استخدام اي ماده اخرى يضع عليها القطن الطبي بعدها يلف مكان الرض بقطعة قماش اصابات الخلع لقد كان المرحوم ابو جاسم ماهر في علاج اصابات الخلع المختلفه ولكافه الاعمار ويتعامل معها بحرفنه مقاربه للعمليه وحتى الحالات الصعبه والمستعصيه وكأنه تخرج من كبريات المعاهد الطبيه فكان يقوم بسحب ودفع الذراع او الساق المصاب حتى يرجعه الى مكانه الطبيعي .احترام الاطباء بغض النظر عما قيل ويقال عن ممارسي هذه المهنه الا ان الحاج محمد الجسار كان يحضى بلتقدير والاحترام ليس من المواطنين الحليين بل وحتى من الاطباء ويذكر الحاج ماجد الصائغ  هذه الحادثه والتي مايزال صاحبها اي المصاب يتذكر تفاصيلها حيث جلب المرحوم  د.حسين هاتف العطيه وهو من اطباء الحله المشهورين احد ابنائه الذي تعرض للكسر في منطقة الذراع وقام المجبرجي  محمد الجسار بلتعاون مع هذه الحاله على افضل وجه وبعد شفاء الذراع المصابه تم القيام بأخذ صوره شعاعيه اتضح من خلالها ان العضم التأم تماما ودون اي مضاعفات بمده اقل من عمل المستشفى وهذا الامر لايعني انه ان مهنة المجبرجي افضل من الطبيب بل نحن نتحدث عن مهنه انقرضت ونحاول استعاداه الذكريات لبعض ممن اشتهرت بها. من اين اتى اللقب  الجسار ,لقب محمد المطيري بلقب الجسار لكونه كان يعمل رئيسا للجسارين في جسر الحله القديم الذي تم نصبه على شط الحله في الثلاثينيات من القرن الماضي واصبح اليوم من المواقع الاثريه لتهالكه وقدمه وعدم ادامته وتجديده كان المرحوم محمد الجسار يمارس مهنته لوجه الله دون مقابل ولكنه مع الاسف الشديد لم يعلم هذه المهنه لاولاده كما فعل والده المرحوم جاسم الجسار لذلك انحسرت وانقرضت بعده واصبحت مجرد ذكرى تطرز مصداقيتها من تعرض لاصابه اظطرته للمعالجه للاستشفاء على يد محمد الجسار.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google

 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com