|
تأملات إنسانية فى المشهد التونسى 2011 سيد يوسف فى كل بقعة من العالم هناك تحليلات وكتابات عن المشهد التونسى وفى عالمنا العربى إسهابات فى التشخيص والتعرف على الأسباب والمآل والخروج بدروس وعبر فضلا عن المقارنة ونفى المقارنة بين وضع تونس ووضع كثير من بلداننا العربية لا سيما وإنها تشترك فى الاستبداد والقهر والتعذيب والإهانات وغياب العدالة الاجتماعية وتبوء سفلة القوم لمناصب حساسة وسيطرة نساء القصور على رجال الحكم كما هو شبيه فى بلاد عربية كثيرة ليست مصر عنها ببعيد . وأشد رأى سخيف تواتر هنا فى مصر أن مصر ليست تونس وهو من تفاهته لا يستحق عناء الرد عليه فقد يعلم منافقو السلطة غدا هل مصر هى تونس أم أشد كبتا وأكثر عنفا لأسباب متعددة لعل بعضها يرجع لعوامل ثقافية وتعليمية وتاريخية وتحضرية...على حال ما يعنينا هنا هو تسجيل عدة تأملات إنسانية فى المقام الأول عن المشهد التونسى وهو لما يزل فى بداياته. 1/ ما يزال الدين هو أكثر قدرة على التجميع وأكثر صلابة فى مقاومة الكبت والمنع ولعل مشهد جموع المصلين بعد ما أشيع عن الصلاة ببطاقات ممغنطة يثير فى نفوس الكارهين للدين مشاعر الغيظ والحنق وما يؤكد أن إقصاء الدين ومظاهر التدين هو من الاستحالة بمكان. 2/ تستدعى ذاكرة المرء ما ورد فى الأثر "" من أرضى الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس ومن أرضى الله بسخط الناس رضي الله عليه وأرضى عليه الناس " وقد رأينا كثيرا من الدول الغربية تسارع فى عدم استقبال الدكتاتور المخلوع بل مصادرة أمواله وبعض الناس داخل تونس يجتهدون فى ملاحقته وأهله وقد كانوا منذ الأمس القريب من أشد الناس هونا له. 3/ من إرث القهر يحذر الفاقهون من أن يسرق ثورة الشعوب الطغاة وأعوانهم وأذناب الاستخراب (ما يسمى كذبا بالاستعمار) ولولا بعض صلابة التونسيين لحدث ما لا يحمد عقباه ونرجو لهم ولمن يأتي بعدهم من شعوبنا العربية الصمود والثبات. 4/ فى تضامن شعوبنا العربية لتونس وأهلها ما يبعث برسائله للدكتاتوريين أن زبالة التاريخ فى انتظاركم وقد رأينا فرائص أراجوزات الحكام ترتعد ومن ثم سارع بعضهم برشاوى/ تنازلات يقدمونها لشعوبهم كارتفاع الأجور وتأخير فرض الضرائب وغير ذلك مما هو معروف ومن ثم بات على الشعوب ألا تتأخر ضغوطاتهم من اجل استرداد كرامتهم ومن أحل أن يدوسوا على جبين الطغاة بأقدامهم...إذا كنا فى مصر نردد عقبال مصر ويردد المنافقون وأعوانهم مصر ليست تونس فإن الغد قريب، وكل الذى أرجوه ألا نيأس حين نستبطئ النصر. 5/ وأريد أن أقول لشعوبنا لا تحرقوا أنفسكم وإنما صبرا صبرا وإن كان ولا بد فانتحروا فى المسئولين وأعوانهم لكننا نوصى بالصبر فوالله إن بعد الظلمة فجر ساطع قد يتأخر لكنه حتما سيأتى. 6/ الطوفان قادم قادم قد يؤخره بعض رشاوى النظام لكنه قادم رغم أنف الجميع لكننا نذكر أنفسنا وقومنا أن لكل ثمرة شوكها ولكل ثورة تضحياتها ومن لا يريد أن يدفع ثمن التضحية فإن فى انتظاره للتغيير سخف ينبغى أن ينأى عنه لسفاهته. خاتمة وملاحظات ثورتنا قادمة قادمة وقودها الشباب ولا عزاء للذين يريدون أن يقفزوا على النتائج ونؤكد على أن الذى يقول كلمة الحق فى عالم افتراضى خير من المنافقين والكسالى وأشباههم وإنه إذا وجد كثير من مجاهدى الانترنت قادة يتقدمون الصفوف فلربما سارع بعضهم حتى يغيروا هذا الواقع الكئيب والحق أننا فى حاجة إلى من يلملم شعث هؤلاء فى وعى واحد أو متقارب وتحت قيادة تتسم بالثقة والقدرة على الشفافية والتضحية ...أعلم صعوبة ذلك لكن لا مفر من المحاولات فغير ذلك موات فى موات وهو الأمر الذى تستدعيه حياتنا هاتفة مع الشاعر التونسى إذا الشعب يوما أراد الحياة (فنرجو) أن يستجيب القدر .
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |