ثورة الفساد من تونس إلى العراق

عماد الكاصد/ الولايات المتحدة الأمريكية

iraqmedia@yahoo.com

حق علينا أن نكتب عن نضال هذا الشعب التونسي الذي دافع عن الإنسانية بكل شجاعة واستطاع ان ينال شرف الحرية بفخر، فلم يحتاج الشعب التونسي إلى الدبابة الأمريكية للأطاحة بصنم الديكتاتورية ولم يحتاج إلى فتوة من المرجعية الدينية لكي يقوم بثورة "الياسمين"كما سماها ابنائها، ولم يحتاج إلى مجلس الحكم كل شهر كي يظهر في اليوم التالي ليطهروا ارضهم من مزبلة الماضي المظلم، أستحق هذا الشعب المثقف الحر أن ارفع قلمي وأكتب من جديد بعد أن طلقت الكتابة منذ سنين طوال.

 لم يكن للشعب  التونسي مرقد ولي أو أمام قتل في بلدهم من أجل الحرية  وكرامة الإنسان ومحاربة الفساد  في الدولة أو كي يحررهم من عبودية القائد الواحد للحزب الواحد بعثياً كان أم دينياً.لم يملك الشعب التونسي ما نملك في العراق.

ترى هل ستحرج هذه الثورة" ثورة شباب الشعب التونسي ضد الفساد" شباب العراق او تهز مشاعر شيوخ عشائره او العمائم الغافية.

 خاصة ونحن نمر في أيام الأربيعينية من أستشهاد سيد شباب آهل الجنة الحسين بن علي ابن ابي طالب الذي أستشهد في العراق بعد أن خانو به أجداد هذا البلد المفجوع، فقد حمل أهل العراق هذا الظلم على ظهرهم منذ اليوم الأول لأستشهاد الحسين بن علي إلى يومنا هذا ويدعي البعض بانهم يحيوها لحبهم من آل بيت الرسول والحقيقة "يقولون ما لا يفعلون"بل يسموها بالثورة الحسينية ؟وهي بعيدة عن هذا كل البعد أن الحقيقة هو أن أهل العراق وأحفادهم اليوم هم من دعوا الحسين بن علي ابن ابي طالب للقدوم إلى العراق وتخليصهم من ظلم حكم معاوية حيث ارسلوا له ألاف الكتب موقعة من اعيان وشيوخ وقادة جيش في العراق، نثرها الحسين بن علي على وجوههم في ارض المعركة دعوه فيها لأنقاذهم من ظلم الحكم الدكتاتوري في العراق،" كما دعوا امريكا لتخليصهم من ظلم حكم البعثية"  ولم يكن الحسين قادم للعراق من أجل ثورة لأن أهل العراق دعوه لهم كي يحكم بينهم لو كان الحسين بن علي يريد ان يقوم بثورة فلن يقدم إلى العراق فأهل اليمن أقرب أليه والخلاف كان مع معاوية بن ابي سفيان وهو في الشام؟

أن الفخ الغادر الذي نصب له من قبل أهل العراق هو من جعله يكون ضحية الغدر والفساد الخلقي من أهل العراق. يا ترى لو كان الشعب التونسي قريب من الحسين ابن علي ابن ابي طالب هل سيخسر الحسين المعركة؟

سؤال يجب أن تجيب علية المراجع الدنيوية اليوم ! ففي معركة الحسين الغير متكاملة العد والعدة كان الحسين مع اصدقائة وحاشيتة المقربين  فقط والذين لا يتجاوزون السبعين شخص بين الأطفال والنساء وعلية فكيف له ان يفكر بثورة وهو مع هذا العدد القليل، وبعدها اجبروه على أما أن يبايع معاوية او يقتل شر قتله فقد خانوا الأمانة من أجل حفنة دنانير من ابن زياد،  تمت المعركة التي لم تطل اكثر من ساعتين  على ارض كربلاء في العراق الى أن تنهي مصرع الحسين بن علي ابن ابي طالب ومن معه على ارض كربلاء التي يقدسها اليوم الكثير منا؟ ولا أعرف كيف لنا ان نقدس الأرض التي سفكت عليها دماء ابن بنت رسول الله وابن خير خلق الله أماً وأبا؟

"قد يقدسها البعض لأن مرقد الحسين  فيها ولكن الحقيقة يجب أن يقدس من في المرقد لا كل ما حولها". وكثير ما يثير شجوني ان اهل العراق إلى يومنا هذا لا يفقهون شيء من فكر ال بيت الرسول بل هم يعتقدون ان الشعائر التي يقومون بها من "لطم على الصدور وضرب الزنجيل أو التطبيراو السير على الأقدام من بيوتهم إلى ضريح الأمام الحسين " هي جزء من وفائهم لغدرهم بسيد الشهداء الحسين بن علي ابن ابي طالب؟بل ويقولون ما لا يفقهون ومنها " أنتصار الدم على السيف" أن دم الحسين لم ينتصر بل الحسين خسر المعركة شر خسارة وسبيت نساء ال بيت الرسول لأن أهل العراق خانوا بسيد الشهداء الحسين بن علي.

لكن فكر الحسين فكر آل بيت الرسول وأخلاقهم هي التي انتصرت في ارض المعركة،أنتصار الفكر الحسيني على السيف، أنتصار الفكر الفاطمي على الأرهاب الذي يسود في أرضنا اليوم، أنتصار العدل على الفساد والنهضة بالقيم الأنسانية.

اليوم وبعد كل هذه السنيين يسير العراقييون من جنوب وشمال العراق سيرا على الأقدام من أجل حقيقة يخفيها الكثير وهي التكفير عن ظلم أجدادهم لبيت آل الرسول صلى الله عليه وسلم فهل سيتبصورن اليوم في الأربعينية الحسينية التي قد تغير مجرى التاريخ وتجعل من أهل العراق ابطالً يمجدهم التاريخ أم أنهم على ما وجدوا آبائهم وأجدادهم ؟ الأيام القادمة ستثبت لنا، في كربلاء سنعرف اذا كان العرقيون يفقهون شيء من فكر الحسين بعد 1400سنة وفي كل سنة نخون الحسين ونكذب علية نقول له نحن قادمون سيراًعلى الأقدام كي ننصر فكرك ونبارك فيك شجاعة الأحرار ونصرة الإنسانية ولكننا نعود من ضريحة منافقون مخادعون لا ننصر المظلوم ولا نردع الظالم ألف وأربعمائة سنة ونحن نعيش في غدر الحسين ولا عالم فتى ولا قائد نهى .

يا ترى هل سيفقهون شيءً من حقيقة أن الحسين خرج من المدينة المنورة الى العراق من أجل الإنسانية في العالم وكي لا يسكن أهل  بيوت التنك* في مدينة الناصرية بغرفهم المصفحة من طين، وكي  لا يعيش اهل الأهوار بلا ماء صحي ولا كهرباء وكي لا يعيش أهل مدينة الثورة في بيوت رطبة متعفنة من بكتريا اللصوص في الحكومة العراقية؟ يا ترى هل سيعي أهل العراق أن الحسين قد أستشهد لأن الفساد قد انتشر في كل شراين الدولة الحاكمة ، كما أنتشر الفساد الأمني والمالي في جميع دوائر الدولة، أم أنهم سيبقون على غفلتهم لا يبصرون ولا يقفهون شيء من استشهاد الحسين ابن علي ابن ابي طالب ولا يفقهون شيء من ثورة شباب الشعب التونسي ضد الفساد  الأيام القادمة ستثبت لنا أذا كان العراقييون قد استفادوا من  ثورة الفساد التونسية.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google

 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com