ارسل خريبط برقية مستعجلة لأصدقائه من رفاق درب المعانة والقهر التاريخية السيد خليف والسيد حمه ، وعلى اثر البرقية تم اللقاء بين هؤلاء الثلاثة في منزل خريبط ، وبعد السلامات والتحيات وهزيج الملاعق في الاستكانات واجترار الذكريات مرها وحلوها اعتدل خريبط في جلسته ليؤكد على جدية الطرح الذي سيتفوه به ، فما كان من خليف وحمه الا واذانهم صاغية منتبهة وهم يدركون مدى حصافة خريبط وثقب رؤيته ، تنحنح خريبط هنيهة ثم قال : اخوتي انتم تعرفون احنة جبناها ضيم وظلايم واليوم السالفة ترى ثخنت واخاف عليكم منها ، وهنا ابتدره خليف ليسأل : يا سالفة الله يستر منها ، فاجاب خريبط : سالفة هاي النار اللي تشب كل يوم بواحد من جيرانه واللي بداها البوعزيز الله يرحمه ، وهنا انتفض حمه فقال : اي والله كاكا احنة هم لازم نحرك نفسنا حتى اهل الكروش يشوفونا اذا كل واحد كرشه شكبره وصار ما يشوف بس السماء ، وعقب خريبط: عمي حتى نسوانا – جلكم الله - صارن يصرخن ملينا ... ملينا اني وي اخوي حمه رايي انروح ثلاثتنا ويم نصب الحرية ونخلي على روسنا بطل بانزين – النفط الابيض غالي- ونشعل سلفة سلفانا متنا من هاي العيشة الكسيفة ، وهنا تحدث خريبط : ولا تنسون اليوم كلها تكتب وتصرخ "وينك يخريبط وينك يخليف وينك يحمه ليش ما تحرك نفسك " وترى احنا اللي ينخانا تثور براسنا صورة الفالة والمكوار ، فصرخ حمه : يابه اني احرك نفسي مو انتم ، فنازعه خليف بانه هو الذي يريد حرق نفسه ايثارا لصديقيه حمه وخريبط ، فما كان من خريبط الا وطلب سكوتهم ودعاهم الى التباحث في القضية بتأني وتعمق لمعرفة الدواعي والاسباب التي تبيح لهم الاحتراق من عدمه ، وفعلا اغلقوا الغرفة على انفسهم وطال مؤتمر التباحث.....

وفي هذه الاثناء ونتيجة تسريب خبر هذا المؤتمر من مصدر مطلع الى الصحافة والاعلام تزاحمت القنوات الفضائية والمراسلين على باب بيت خريبط انتظارا للنتائج المتمخضة عن هذا المؤتمر ، وطال زمن المؤتمر مما اتاح لعبود ابو اللبلبي ان يعرض بضاعته على المراسلين والقنوات ، وكذلك شنشولة لم تقصر في ارسال اولادها لبيع قناني الماء والكلنس ، ودعا صاحب الفخامة والدولة والمعالي الى اجتماع استثنائي لبحث النتائج المحتملة والتداعيات المتوقعة لهذا المؤتمر التاريخي وانجع السبل لمواجهة التحديات المتمخضة عنه .... وطال الانتظار .

وبعد زمن ليس بالقصير ذهب احد وجهاء المنطقة بتكليف من المجلس البلدي ليطرق الباب على المؤتمرين لمعرفة المستجدات ، وفعلا تم طرق الباب ولم يكن هنالك جواب مما ولد حيرة وقلقا واضطرابا لدى المجتمعين بباب بيت خريبط ، فتوجهت وحدة مكافحة التجسس الوطنية لتستخدم تقنيات الكاوية الكهربائية لالتقاط اصوات المؤتمرين وحركاتهم لعلها توصل الانباء الى صاحب الدولة والفخامة قبل غيرهم ، فما كان من الكاوية الكهربائية الا ان تتوقف توقفا تاما دلالة على عدم وجود حركة او اصوات ارهابية في غرفة المؤتمرين ولكن المفاجأة التي حيرت قيادة الامن الوقائي هي صدور صوت بين الفينة والفينة يشبه الازيز والخرخرة من جهاز الكاوية الكهربائية ، وبعد وصول الصورة واضحة الى صاحب الدولة والفخامة والمعالي صدر الامر باقتحام غرفة المؤتمرات لمعرفة مايدور ، وفعلا قامت قوات مكافحة الشعب باقتحام الغرفة وتفاجأ الجميع بان المؤتمرين كانوا نياما واستيقظوا على اصوات تكبيرات الانتصار وسحق العدو ، وهنا صرخ خريبط بالقوى العسكرية وقوى المجتمعات المدنية ووسائل الاعلام المحلية والدولية بصوت غاضب ارعد الجميع : ولكم شبيكم وشتريدون ، فاعتذر قائد قوات مكافحة الشعب عن عملية الاقتحام نتيجة صوت الازيز والخرخرة التي اكتشفها جهاز الكاوية الكهربائية ، فضحك خريبط ليوضح بان هذا كان شخيرا ينبعث من انوف المعاناة والالم والمتخمة برائحة الزعماء المزكمة ، وهنا سأل اعلامي يغتنم الفرص عن نتائج المؤتمر وسبب اطالة الاجتماع ، فضحك خليف قائلا : بويه هي دغيغتين وخلصنا المؤتمر ونمنا من تعب الطريج ، وهنا طلب اهل الاعلام مؤتمرا صحفيا اعدت منصته ليجلس عليها خريبط وخليف وحمه ليجيب عن اسئلة السخافة والاصخام ....

فأبتدا اللقاء الصحفي بعزف النشيد الوطني ......

يتبع... اذا !!