من وحي جمعة المعتقل ...
 

حامد الجدة

 

 

منذ زمن طويل واسم مالك "خازن النار" يتردد على مسامعي بمناسبات متفاوتة . وقلما كان تصور وجود ذلك المخلوق قابلاً للإدراك, أو التشبه او حتى التصور . ذلك انه عندما كان يذكر فان صفة العبوس والقسوة والشدة لابد ان ترافقه, وهو واقف على باب جهنم يستقبل نزلائها الجدد ، فيما يشرف هو شخصياً على عمليات التعذيب المهولة والمفزعة في جهنم بأيدي زبانيتة من ملائكة العذاب . وبعيداً عن عالم الغيب فأن المالكي ومنذ مجيئه إلى سدة الحكم فقد كان أفضل مثال لتجسيد شخصية مالك وتقريبها الى ذهني, ودعوني أسوق أدلتي على ذلك.

1- العبوس الدائم وتشنج الوجه : فالمالكي لم يظهر سواء عبر شاشات التلفزيون او في المناسبات التي يلقي فيها خطاباته الا عابساً متشنج الوجه, وحتى ان ابتسم فإنها ابتسامة لا تعدو أن تكون شد لعضلات الفكين ، فلا حياة فيها ولا تشترك في ابتسامته عينه, وقد قيل عن مالك خازن النار انه لم يرى ضاحكا قطً, منذ أن خلق الله النار

2- السلطة : للمالكي اليوم سلطة مطلقة في العراق, وكما يقول هو عندما سألته مراسلة ال bbc) )عن وجود ألوية عسكرية تابعه له أم لا؟ أجابها قائلاً انأ لا احتاج لتلك الألوية لأني مسيطر على جميع فرق الجيش وفرق الشرطة والفرق الأمنية في, وطبعا بيده السلطة المطلقة على جميع موظفي الدولة الذين يستنزفون 80% من ميزانية الدولة العامة وبيده ملف التعيينات الذي (يركض خلفه العراقيون) ... وكذلك مالك ,فانه الآمر الناهي والممسك للسلطة في جهنم بجميع أجزائها وفروعها وأقسامها .

3- عدم الرحمة : يتميز مالك خازن النار بالقسوة المطلقة وعدم الرحمة او التساهل مع أهل النار. وهذه الصفات هي عينها صفات المالكي, غير ان مالك لا يتعامل إلا مع من ثبت جرمه في المحكمة الإلهية العادلة. فلا سبيل إلى وجود بريء أو مشتبه به داخل جهنم. فيما المالكي يتفوق على خازن النار في ذلك, حيث تغص سجونه ومعتقلاته بالآلاف من الأبرياء والمظلومين وممن لم تعرض أوراقهم التحقيقية على القضاء, و بعضهم على تلك الحال منذ أيام الاحتلال الأولى.

4- أصناف العذاب : لمالك (خازن النار ) أصناف كثيرة من العذاب تغص بوصفها الكتب الدينية, سواء الإسلامية والمسيحية بل وحتى بعض الأديان غير السماوية, حيث تشير إلى مخلوق ماسك بمفاتيح النار وتحت يده غرف وسراديب مرصوفة بأصناف العذاب.. وكذلك المالكي وبعد اكتشاف السجون السرية, فقد وجد انه يمارس أصناف التعذيب بحق المعتقلين,

فمنهم من يعذبه بالنار ومنهم من يكويه بالمكواة, ومنهم من يحرقه بالتيزاب ومنهم من يثقبه بالدريلات.. وللدريلات عالم خاص في زنزانات المالكي وكذلك توجد شعب خاصة للتعذيب بالكهرباء. وهي لا تشبه تلك الموجودة في بعض دول العالم, حيث يوجد جهاز خاص ومصمم بقدره فولتية محدودة تضمن عدم وفاة المعتقل الخاضع للتعذيب, فيما زبانية المالكي يأخذون سلكا مكهرباً وبشكل مباشر من مصدر التيار ويسلطونه على أجساد المعتقلين ...حيث يتوقف قلب كثير منهم أثناء الصعق, في وقت يتلذذ بقتلهم الجلادون .

5- يبدو ان القائمة ستصبح اطول من ان تحويها مقالة واحدة , لذلك ساترك للقارئ ان يسرح بخياله ليعقد المقارنات بين مالك والمالكي (خصوصا ان كان القارئ هو واحد من الذين جربوا حقيقة التعذيب على يد جلاوزة المالكي.)
ولكن الحقيقة التي يجب ان تقال لانصاف مالك خازن النار, والذي لابد انه سيشعر بالظلم لمقارنتي له بالمالكي. ان خازن النار ومع كل القسوة التي

ذكر بها الا انه صاحب غيره ,وليس كصاحبنا الذي لم يحرك ضميره صراخ الأمهات الثكالى الذين غصت بهم ساحة التحرير ولم يرف له جفن على ملايين الأيتام الذين قتل ابائهم, ولم يهمه مصير ملايين الارامل الذين قتل ازواجهم, او رمى بهم في قعر السجون من غير ذنب .. خازن النار ايها السادة يترفع عن المالكي. فيا مالك قد ظلمتك اذ شبهت المالكي فيك ، فانت منزه عن الفساد الاداري والرشوة والوعود الكاذبة وتدمير موطنك .
وختاماً اتسائل .. هل أن المالكي في العراق هو انعكاس لصورة مالك (خازن النار) .. سلطه الله عليهم في الدنيا ليجنبهم العذاب في الاخرة؟؟؟؟

سؤال مطروح للنقاش

 


 العودة الى الصفحة الرئيسية

Google

 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com