|
شباب سورية
أغلب دول العالم تحكمها حكومات منتخبة بطريقة أو أخرى لها وزارات ومؤسسات تدير شؤون البلاد،، لكن الوضع في سورية ومنذ أكثر من 40 عاما مختلف تمام الاختلاف عن العالم.. نعم لدينا في سورية برلمان يمثل السلطة التشريعية وحكومة تمثل السلطة التنفيذية ورئيس منتخب على ما يبدو أو وريث في الحقيقة والواقع يباشر مراقبة السلطتين، هذه هي الواجهة أما الحقيقة التي يعرفها كل سوري بحسه وإدراكه وواقع حياته فهو خلاف ذلك .. نعم .. هناك وفي القصر الجمهوري حكومة ظل للحكومة التي في الواجهة ولكل مؤسسة من مؤسسات البلد هي الحاكم الفعلي على الشعب والحكومة، وحكومة الظل هذه هي أجهزة المخابرات بفروعها العشرة السياسية والجوية والعسكرية وهي أهمها وأمن الدولة وأمن الداخلي والقومي .... إلى آخر السلسلة الصدئة ولكل وزارة في الدولة أو مؤسسة حكومية جهاز مخارات هو حاكم الظل والرقيب الخفي والسيف المسلط على رقبة تلك المؤسسة وكل همه ليس مراقبة الفساد ومحاسبة الفاسدين وإنما مراقبة الشرفاء وملاحقة الأمناء والغيورين وإفساد تلك المؤسسة ووضع الرجل غير المناسب في المكان الذي لا يستحقه، وإبعاد الشريف وتقريب الخائن ،، تصدر الأوامر من حكومة الظل شفويا إلى الحكومة الكركوزاتية لتقوم بتنفيذه فمثلا صدر أمر من المخابرات إلى وزارة التعليم العالي ووزارة التربية بمنع المحجبات المنقبات من دخول الجامعات ونقل المدرسات إلى وظائف إدارية صدر شفويا للوزير البوق فما كان منه إلا أن قرر في مقابلة صحفية تنفيذ ما أمر به .. بينما بقيت فرنسة حتى تمنع الحجاب عندها سنوات في الحشد لهذا القرار حتى صدر من مجلس الشعب الحقيقي هناك والمؤسف أن نفس جهاز حكومة الظل هذا يصدر أمره إلى أبواق في النظام لتشيد بهذا القرار الحكيم فيصدر الأمر إلى المفتي وشيوخ السلطة لتأييد هذه الجريمة وهؤلاء طبعا باعوا دينهم وأمتهم ووطنهم وشعبهم بمنصب تافه فالويل لهم ممن سيحاسبهم!! وهكذا خيوط اللعبة تكون بيد الحاكم ولا بأس من تسليط بعض المخابرات على بعض وحفر بعضها لبعض وتناحر بعضها مع بعض ليبقى مركز القوة والقرار لمن يتحكم فيها. فسورية ثكنة عسكرية أمنية لا يوجد فيها مؤسسة واحدة على الإطلاق ذات استقلالية حتى القضاء إذا تدخل الأمن ألغى أي حكم قضائي بل كثير من الأحكام تأتي مكتوبة للقاضي أن احكم بكذا على فلان ... وخاصة محاكم أمن الدولة. بل والجيش طاله من الفساد ما جعله مؤسسة كبيرة جدا مترهلة مريضة معظم أسلحتها وآلياتها من الخمسينات خربة وصدئة لا تعمل عدا معدات الحرس الجمهوري، وسمح بتحويل الجيش إلى مكان للانتفاع فلا يكاد يخلو ضابط وإلا وقد حول قسما من عسكره لخدم في بيته ومزرعته أو فرض عليهم أتاوات شهرية وسمح لهم بالرجوع إلى بيوتهم فصار الجيش ذو نفسية مريضة وإمكانيات بالية حتى لا يستقيظ ضمير أي ضابط ويحاول الانقلاب على النظام.. وكذا الوضع في الأجهزة الثقافية والإنسانية كالصحة والتعليم والأوقاف
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |