سياسيون أنتحاريون

زاهر الزبيدي
zzubaidi@gmail.com

الانتحاري رجل كان أم أمرأة يلغّم نفسه أو تلغّم نفسها بحزام ناسف يعتمد وزن المتفجرات فيه والقطع المعدنية الحادة على العدد المطلوب قتلهم من ابناء الشعب العراقي الذين تنوعت مذاهبهم بين رافضي ومرتد وناصبي ومن هم على غير ملة الأسلام .. المهم أنه قرار الهرطقة الإرهابي الذي شمل جميع العراقيين بمختلف أعمارهم وأجناسهم ودياناتهم وقومياتهم بمسلسل قتل مستمر منذ فترة ليست بالقليلة أمتد لعقود.

وفي الفترة الأخيرة برز الى ساحة السياسة العراقية أنتحاريون من نوع أخر يحملون معهم حزام ناسف ولكنه غير محشو بالمتفجرات مثل الـ TNT أو الـ C4 أو أي من الحوامض والأسمدة التي أدخلت في عمليات التفجير "المبتكرة" من أجل عيون العراقيين .. بل يحملون ملفات قديمة .. وتلك الملفات (الصفراء) تحتوي على قضايا قديمة منها من لها عمراً كعمر دمقرطة العراق المقيتة التي حلت بنا ومنها من قبل ذلك والجميع على حد قشور الأخبار التي ترد من هنا وهناك وتصريحات زيد وعبيد من سياسوا المنافيست حول تلوثة أيديهم بالدماء وكل منهم يحاول أن يفجر هذا الحزام الناسف من الملفات ليطيح برؤوس معارضيه الذين يدورون في فلك الكرسي المبجل "رئاسة الوزراء" .

ومن الملفات التي تحولت بقدرة قادر الى أحزمة سياسية ناسفة بل وهي الأشهر بينها خلال تلك الأيام هو ملف الفلوجة وملف الزركة .. فكلاهما ملف أصفر يحاول ثقلا السياسة العراقيين أن يفجرانهما في بعضهما .. أما كيف حيكت فصول المسرحيتين فتلك أيضاً مشكلة ، فرب سائل يسأل عن أسباب تخلفنا السياسي وتقهقر تنميتنا السياسية التي كنا نأمل منها أن ترفع من مستوى الذكاء السياسي للقادة وأن تثير في فكر شعبنا الرغبة في مواصلة اللعبة السياسية مع الكبار .. فساستنا يحيكون لبعضهم البعض الدسائس والمؤامرات ويجلسون لساعات طويلة ولأيام بل ولأشهر في محاولات قوية للبحث عن أساليب جديدة "للضرب تحت الحزام" لكل المعارضين على أختلاف مسمياتهم حتى لو كان أولئك المعارضين ضمن إئتلاف واحد معهم "وبيناتهم خبز وملح " ففي السياسة لا شيء محرم إطلاقاً أمام الوصول الى قمة الهرم حتى أن ترتقي على أكتاف من أئتلفوا معك "على الحلوة فقط طبعاً" ففي المُرِة حساب آخر هو حساب التخلي عن كل المواثيق والأعراف السياسية التي ربطتهم والنجاة بالجلد هي الأهم أمام سطوة "الشعب" .

فبين الحين والأخر يخرج أحدهم ليهدد بأنه يحمل ملفات ستطيح برؤوس الكثير ويقابله من سياسي أخر من الخندق المقابل بأنه إن فتحت تلك الملفات فأن لديه ملفات أخرى لقضية ما ستطيح برؤوس كبيرة من الخندق الآخر وأضن أن قادة الكتل أصبح كل منهم لديه خِزانة من الملفات يسحب منها بين الحين والأخر ملف (أصفر) ليرميه في حضن الصحافة الصفراء أو بيد سياسي منتفع أمتهن عملية الأتهام ،وجه القباحة كما يقال ، ليتأزم الوضع السياسي أكثر ما هو عليه يغص بالأزمة التي ما فارقتنا منذ غصصنا بحبرنا البنفسجي .

ومن جانب آخر فالإرهاب "ذي أحزمة الـ TNT " يخطط بدقة ويختار مواقع التنفيذ بتأن شديد ويقدم للشعب العراقي "كوكتيلاً" من الأعمال الإرهابية ففي يوم واحد عرض الإرهاب أمامنا عضلاته التي لا زالت "مفتولة" .. كواتم وإختطاف وأستهداف كفاءآت ، وقصف صاروخي وإحتلال مبنى حكومي كبير ومحصن وأخذ رهائن.. إلخ .. في يوم واحد قدم كل ماعنده من كفاءآت إرهابية متميزة تجاه أبناء الشعب العراقي .. وساستنا لا زالوا يتخبطون ويبحثون عن منفذ لإيجاد وزراء للداخلية والدفاع اللتان لا زالتا مشغولتان من قبل رئيس الوزراء نفسه ولا ندري كيف يدير السيد رئيس الوزراء رئاسة الوزراء ووزارتا الداخلية والدفاع وكالة وكلاهما ،الوزارتان، بحاجة الى تخصصي فائق الذكاء في ظل الأنتهاكات الأمنية الكبيرة التي تطال الشعب .

على باطل كل من يضن أن الشعب غير عارف بمجريات الأمور ، وما هو إلا الحلم العراقي الذي قد يطول والصبر العراقي الذي لا يجاريه صبر لأي شعب في العالم .. فهو يراقب عن كثب ما يجري وكل يوم يشتد وضوح الصورة وتتبين ملامح من فيها وهي أخر صورة سيلتقطها ويحفظ منها أشكال من أدخلوه في أزماته المتلاحقة وهم ذاتهم من سيفقدونه صبره .

دعوة لكل الكتل السياسية أن تكف عن تلك التصريحات وتنبه بشدة من أنضوى تحت ألويتها من الساسة أن يكفوا عن التصريحات التي لا تسمن ولا تغني عن جوع فأنتم جميعاً مشتركون في الجريمة وهي جريمة إضاعة حقوق العراق والعراقيين وسط أزمة الثقة التي أنتابت سياسيوا "الخندق الواحد" بعدما تمكن "أعداء العملية السياسية" من عزلكم عن أبناء شعبكم وجعلكم تنشغلون بالصراع الداخلي بينكم عن العمل الجاد للعبور بشعبكم فوق حواجز أزماته على مضمار سباقه وصراعه الطويل وصولاً للفوز بوسام الحياة الحرة الكريمة الذي سيذهب منه غدراً وأنتم شاهدون !!

 

 العودة الى الصفحة الرئيسية

Google

 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com