|
إسماعيل إبراهيم الثوابتة
في المرة الماضية تحدثنا عن (نقابة الصحفيين الفلسطينيين) وكيف أنها تعمل بازدواجية تجاه الصحفيين والإعلاميين الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، ومدى ارتباط تلك النقابة بقرار سياسي لفصيل فلسطيني ما، ففي الوقت الذي تهاجم فيه تلك (النقابة) أي تصرف صغير ولو كان فردي وخاطئ ضد أحد أقرباء صحفي في غزة، فإنها تتغاضى عن جرائم حقيقية ومركزية وممنهجة تمارس في الضفة المحتلة ضد صحفيين معتقلين على خلفية عملهم المهني والصحفي والإعلامي دون أن تنبس تلك (النقابة) ولو بكلمة واحدة، فتراها تصدر البيانات المتلاحقة في موقف بغزة، في حين لا تنبس ولو بتصريح صغير يرفض الاعتقالات التي تمارسها الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية ضد صحفي أو إعلامي. بالفعل إنه أمر مؤلم ومعيب وعجيب، ولكن على ما يبدو أن الأمر بالنسبة لـ (نقابة الصحفيين) سيّان، فلا تكترث النقابة ولا أعضائها بمعاناة الصحفيين المشبوحين في مسالخ التعذيب في سجون الأجهزة الأمنية في الضفة المحتلة. حالة مأساوية ماثلة أمامنا اليوم في الضفة المحتلة، حيث يُقدّم مراسل فضائية الأقصى في مدينة الخليل المحتلة الصحفي علاء الطيطي إلى المحاكمة للمرة الـ21 على التوالي على خلفية عمله المهني والإعلامي، ومن حقنا كصحفيين فلسطينيين أن نتساءل: لماذا تقع هذه الجرائم حتى الآن؟ وأين ذلك من حسن النوايا تجاه المصالحة؟ والأهم من ذلك كله أين موقف (نقابة الصحفيين الفلسطينيين) من المذبحة التي تتعرض لها الصحافة وحرية الرأي والتعبير في الضفة المحتلة؟ ولماذا تقف صامته أمام استمرار اعتقال الصحفيين والإعلاميين؟!!. إننا كصحفيين لا نعتبر الدفاع عن هؤلاء المعذبين عيبا، بل إنه واجب مهني، وإننا ندين كافة أشكال الاعتداء على الصحفيين والإعلاميين، ونطالب بأن يكون موقفا جريئا لـ (نقابة الصحفيين الفلسطينيين) تجاه هذه السياسة وألا تصطف إلى جانب الأجهزة الأمنية في جلد الصحفيين والإعلاميين. لقد آن الأوان أن يقولوا للظالم كفا، وبالتالي إنه ينبغي الإفراج الفوري والسريع عن كافة الصحفيين والإعلاميين المعتقلين في سجون الأجهزة بالضفة المحتلة، والذين من بينهم الصحفي علاء الطيطي. وإننا نذكر بأنه كانت هناك محاولات من الأجهزة الأمنية من إلصاق تهم باطلة وليس لها أساس من الصحة بالصحفي الطيطي، ولكن صدرت قرارات تبرئ الطيطي من كل التهم الموجه ضده، وبالتالي فإننا ننتظر موقفا حيال هذه القضية، يكفل الإفراج الفوري عن الصحفي الطيطي. كما أننا وفي هذا الخصوص فإننا نناشد كافة الأطر الصحفية والإعلامية في العالم بالتدخل من أجل الضغط على أجهزة الأمن في الضفة الغربية للإفراج عن الصحفي الطيطي، وعودته سريعا إلى أهله وعمله ومهنته.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |