|
عمر الحكومة والمجلس
حسن الأنصاري
الحكومة المقبلة نجاحها وعمرها متوقفان على بقية عمر المجلس الحالي، ولا شك في أن سلوكيات العمل السياسي ان لم تتغير نحو الأفضل فإن اللوم سوف يقع بنسبة عالية على أعضاء المجلس، خصوصا بعد أن خسر بعضهم التكتيكات التي لم تعط نتائج كما كانوا يتوقعون!. الاستجوابات غير الفعالة لم تعد الوسيلة المناسبة لوضع هؤلاء الأعضاء في جبهة المعارضة بعد انتشار الوعي السياسي بين المواطنين بمفهوم المعارضة الحقيقية .. وسيناريو لبس قفازات الملاكمة قبل تشكيل الحكومة أصبح هزيلا بعدما تبين أن تلك القفازات ناعمة لا تترك أثرا عميقا في الحكومة، غير أنها تريد فقط إسقاط حكومة سمو الشيخ ناصر المحمد، وهذا السيناريو سوف يزيد التعاطف الشعبي مع سموه بعد أن نال ثقة صاحب السمو الأمير - حفظه الله - والمسؤولية الكاملة في مواجهة المجلس مهما بلغ الأمر حيث إن خيار حل المجلس لا وجود له في أجندة صاحب السمو الأمير!.. وبصراحة إن مجرد قبول سمو الشيخ ناصر المحمد مواجهة خصومه بعد استجوابات، وإن كانت مشروعة لكنها لم تكن مستحقة، تجعله أكثر ثباتا وإقداما في التعاطي الدبلوماسي مع بعض الأعضاء الذين تمرسوا في العمل السياسي الشرس!. ولكن هل يستطيع هؤلاء الأعضاء الاحتفاظ بمقاعدهم لو أنهم استمروا بمنهجهم الشرس هذا، مع العلم أن الفترة المتبقية من عمر المجلس بالنسبة للأعضاء تعتبر مرحلة حرجة كلما اقترب الفصل التشريعي من نهايته!. والناخب يدرك جيدا أن النائب يبدأ حملته الانتخابية مبكرا ويريد أن يسجل بعض النجاحات بعد سقوط استجواباته بل وسوف يتبين للناخب أن النائب المشاكس لا يعني بالضرورة أنه مفيد وجيد، وقدراته الشرسة لا تعطيه إلا نتائج سلبية والتأخر في تنفيذ مشاريع الدولة!. أعتقد أن المرحلة المقبلة ستكون حاسمة، ونتائج الصراع السياسي ما بين سمو الشيخ ناصر المحمد وخصومه التقليديين سوف تكون لصالحه خاصة حين يلملم الأوضاع ويعمل فورا على صيانة الأغلبية البرلمانية ويصلح دروعهم، وعندما لا يضع هذه الدروع فوق «الكبت» لا أحد يستفيد منها.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |