|
تمر علينا الذكرى الثامنة للاحتلال ألأميركي البغيض لبلدنا العظيم ، تمر علينا الذكرى بكل ماتحمله من ألم ولوعة ونحن نرى أرضنا تستباح وثرواتنا تنهب في وضح النهار ، ودماءا طاهرة سالت في مختلف بقاع الوطن ، واعدادا من ألأبرياء لاحصر لها تقبع في سجون القوات المحتلة ، هل كانت أميركا تريد من خلال ذلك اسقاط نظام صدام وتخليص الشعب العراقي من الويلات التي جلبها له ذلك النظام ؟ الجواب قطعا ، لا ، لو كانت اميركا فعلا تريد اسقاط نظام صدام لكانت فعلت ذلك عام 1991 عندما وصلت الى مشارف بغداد ومن ثم انسحبت لتترك صدام يفعل مايشاء بشعب أعزل وامام انظار العالم بأجمعه ، أميركا وبعد أن أكملت تخطيط مايتناسب وستراتيجيتها المرسومة راحت تخطط وتختلق الذرائع لغزو العراق ، تارة من اجل اسقاط النظام ، وتارة من اجل اشاعة الديمقراطية ، وتارة من أجل حقوق الانسان ، في الوقت الذي استبيح فيه الانسان العراقي عند دخول القوت المحتلة من خلال تطبيق مبدأ فرق تسد ، أميركا خططت لأحتلال العراق لسببين مهمين يدخلان ضمن استراجيتها المستقبلية استراتيجيتها التي تريد من خلالها الوقوف وجها لوجه ضد المارد الصيني العملاق ، السبب ألاول هو السيطرة على منابع النفط العراقية والمعادن المختلفة والتي تشكل قوة اقتصادية هائلة تتحكم فيها اميركا عند احتلالها العراق ، السبب الثاني ان الحضارة الوحيدة التي تتجدد مع الزمن هي حضارة وادي الرافدين ، تتجدد بالرغم من كل الانتكاسات التي تعرضت لها عبر التاريخ ، وهذا شيء لايروق لأميركا كونها تخشى نمو هذه الحضارة كي لاتشكل خطرا يضاف الى سلسلة المخاطر التي تواجه الغطرسة الاميركية والتي تهددها بالزوال عاجلا أم آجلا ، كل المؤشرات والدلائل تشير الى ان الصين ستصبح القوة الاقتصادية العظمى في العالم في غضون السنوات القليلة القادمة وأغلب التوقعات تشير الى ان عام 2015 سيشهد تربع المارد الصيني على عرش الاقتصاد العالمي ، لذا فأن الادارة ألأميركية ومن خلال شبكات تجسسها المنتشرة في كافة انحاء العالم تمكنت من خلق منطقة صراع واسعة النطاق في الشرق الاوسط ، ومن ثم اصبح العالم منشغل بصراعات كبيرة ومتعددة الاطراف بحيث لن تعد قضية احتلال العراق قضية من القضايا التي تستحوذ على الجهود التي يجب ان تتوحد من اجل انهاء الاحتلال ، علاوة على تلك الصراعات فأن أميركا أوجدت ساحة خاصة بالنزاعات العراقية العراقية تلك الساحة تتمكن من خلالها أميركا من البقاء فترة أطول في ارض الوطن الطاهرة وتعمل على تغذيتها بشكل مستمر بحيث تصل الامور الى ان العراق هو من يطالب اميركا بالبقاء وهذا مايبدوا واضحا في الوقت الحالي مما جعل وزير الدفاع الاميركي يقول اننا مستعدون للأبقاء على عدد من قواتنا المسلحة اذا طلب منا العراق ذلك ، كل تلك ألأمور تسير وفقا لما تخططه الادارة الاميركية في البيت الابيض وماتنفذه القوات المحتلة على ارض العراق الطاهرة ، تلك ألأمور تحاول من خلالها أميركا تقوية اقتصادها المتهرء للوقوف ندا بند في القريب العاجل مع المارد الصيني الذي أصبح قاب قوسين أو أدنى من أكتساح السوق العالمي والتسييد فوق قمته بقوة كبيرة جدا ، علاوة على تدمير حضارة العراق التي لازالت هي الحضارة الوحيدة من ين كل الحضارات تكبو وتنهض بأقوى مما كانت عليه قبل كبوتها . في ذكرى الاحتلال نبتهل الى الله عز وجل أن ينعم على عراقنا بالخير والاستقلال وان تتحرر ارضه الطاهرة من رجس القوات المحتلة ، في ذكرى الاحتلال ندعو الله سبحانه وتعالى بحق نبيه ألأمي ألأمين وآل بيته الطيبين الطاهرين ، وبحق دماء الشهداء التي ازهقت عنوة من قبل القوات المحتلة ، وبحق دموع الثكالى واليتامى وبحق دموع كل المغتربين التي تذرف لحظة الشوق لأرض الوطن ، ندعو الله سبحانه وتعالى أن يرسل الى أميركا عدوة ألأنسانية ريحا عاتية ريحا لاتبقي ولاتذر ، وأن لايبقى فيها حجرا على حجر ، وأن يخسف بها الارض كما خسفها من تحت اقدام المارقين ، انه سميع مجيب ، في ذكرى الاحتلال نبتهل الى الله العلي القدير ان يرحم الشهداء وان يلهم ذويهم الصبر والسلوان وان يمن علينا باطلاق سراح المعتقلين ألأبرياء ، وأن بلم شمل العراقيين من جديد ويعود كل المغتربين الذين يتحرقون شوقا للعيش على ارض الوطن الطاهرة ، اللهم انصر العراق ، وعجل لنا في تحريره من دنس الغزاة المارقين ، اللهم آمين يارب العالمين .
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |