قطر تغتال العرب
 


كاظم فنجان الحمامي
kfinjan@yahoo.co.uk

يبدو اننا نعيش مرحلة تاريخية فريدة من نوعها, ونشهد حالة فوضوية لم يسبق لها مثيل في كل العواصم العربية, نشعر وكأننا نمر بظروف سريالية شديدة التعقيد, أحيانا يُخيل ألينا وكأننا نراقب تفاصيل مسرحية سوداء بطلها الخليفة الأمين المؤتمن على القواعد الامريكية في حوض الخليج العربي, والظهير الأيمن للمجاهد (ساركوزي) في محور الناتو.

رفع الخليفة راياته العنابية وسار خلف الكونتيسة (أوديسا), وراح يتنطط أمامها في احتفالية سحق المدن الليبية المحترقة بنيران الطائرات, التي أصابها الرمد الصديدي, والتهبت جفونها بغبار صحراء إجدابيا, وراحت تشن غاراتها العشوائية على الفصائل الليبية المشتبكة في حرب الخنادق المتداخلة من دون تفريق بين فصيل وآخر.

فقدت (الجزيرة) مصداقيتها للمرة الألف بعد المليون, وراحت تتخبط في تقاريرها, وانقطعت أخبار الشعب الليبي تماما, ولم نعد نسمع عنهم شيئا منذ بداية العمليات الفرنسية القطرية, بينما راح أمير الديناصورات المترهلة يصب الزيت على النار المتصاعدة من صعدة, ويحمل التعاسة لتعز, ويخزّن القات مع العفاريت الحمراء شرق عدن, ويتسلل ليلا إلى مضارب (درعا) ليستفز أسد (قاسيون), ويبصق في مياه بردى, ثم يتسلل إلى بساتين جزيرة (السترة) ليحرق سعفات النخيل بنيران الطائفية البغيضة

معارك ومحارق ومهالك وضحايا وجثث متساقطة على الأرصفة العربية الممتدة من رأس لانوف إلى رأس الحد, لا نسمع فيها سوى غربان (الجزيرة) تنعق, وتواصل النعيق والزعيق ليل نهار فوق أسطح المباني المهدمة في (سرت) و(بريقة), ولا نرى سوى شبح الخائن (يهودا الأسقريوطي) يتراقص مع غجر السفارديم فوق جثث الأطفال الممزقة في الدروب والحارات والسكك المعفرة بدماء الأبرياء, ويبيع بترول بنغازي بدراهم معدودات ليبتاع مساحيق التجميل لمجندات مرسيليا, إما شيخ شيوخ قبائل القوارض فقد كسر الأرقام القياسية في سجلات (وعاظ السلاطين), وتفتقت موهبته الخبيثة فجأة, وراح يطلق الفتاوى الخارقة الحارقة ضد العواصم العربية غير المنتمية لمجلس التهاون, وضد كل من يرشحه البنتاغون للزوال من فوق خط الزوال, وضد كل من يتقاطع مع توجهات النظام العالمي الاستعلائي الجديد. .

هذه قطر تدق نواقيس العهر والخطر, تجند الإعلام, تحشد الأقزام, تقف في طليعة الغزاة في كل محور من المحاور المعادية للعرب, وسوف لن تتردد في طعن جيرانها, وتهشيم أضلاع قوات (ضلع الجزيرة), إما الجامعة, التي لا تجمع ولا تنفع فلم تكلف نفسها عناء إصدار مذكرة احتجاجية واحدة ضد الديناصور المتآمر, وكأنما الأمر لا يعنيها لا من بعيد ولا من قريب. ألم أقل لكم أننا نعيش زمن الانتهاكات القطرية المسكوت عنها. .
 

 العودة الى الصفحة الرئيسية

Google

 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com