|
المهندس/ جمال الطائي - السويد قبل يومين تلقيت اِيميلا ً من صديق عزيز تعوّدت نشر مقالاتي في الموقع الالكتروني الذي يديره مثلما أنشرها في مواقع عراقية أخرى عديدة ، صديقي يعتذر عن نشر مقالاتي في موقعه مستقبلا , لأنه يرى إنني أهاجم ألعديد من ساسة العراق الجدد وكثير من الأحزاب النافذة ومراكز صنع القرار !صاحبي اتهمني باني أهاجم الحكومة العراقية بنفس الجدية والشدة التي كنا نهاجم بها حكومة البعث الساقطة منذ سنوات..فهو يقول ، انه ومن خلال متابعته المستمرة لمقالاتي ما عاد يعرف لأي جهة سياسية أميل وأي خط أتخذ ومع من يا صديقي العزيز و اعذرني أن يكون ردي عليك بمقالة لن ابعثها لموقعك ( لأنك ترفض النشر لي ) الموضوع كما يبدوا لي هو موقفنا كعراقيين مما يحدث في العراق .. أولا ، أنا أخالفك الرأي ، فأنا لا أرى ( فضل ) لأية جهة سواء كان حزب أو شخصية سياسية بالتغيير الذي حصل في العراق ، فما من حزب أو جهة يمكن أن تنسب لنفسها فخر إسقاط الصنم ونظامه ، هم و نحن والجميع يعرف إن أمريكا ولأسبابها الخاصة أسقطت النظام وصنمه ، نقطة وانتهى . مَن جاءوا بعد السقوط استلموا البلد بما فيه من سلطة وثروة وإمكانيات على طبق من ذهب من أيدي الأمريكان التي انحنى جميعهم لتقبيلها والتبرك بها حينها ، يعني على الجاهز تغيرت حياتهم وحياة عوائلهم وأصدقائهم وحتى جيرانهم ، ( الحافي ) صار ملياردير بلا فضل له علينا ، وبائع الخضرة صار مستشارا ً ، ومَن لا يعرف القراءة والكتابة صار وزيرا ، وسائق التاكسي قائداً عسكرياً . بعد كل ما جرى ، ما ألذي تبدّل عندنا نحن العراقيين سوى إننا استبدلنا ( عليوي ) ب ( علاوي ) كما يقول المبدع / وجيه عباس . يعني بعدما كان عندنا أربعين حرامي صار عندنا أربعين ألف ، وعصابة واحدة خلّفتها عصابات وتحالفات وأحزاب امتهنت القتل والسرقة ، وبعدما كنا نعاني للأيتام والأرامل التي خلفتها مغامرات جرذ العوجة ، صار نصف شعبنا أيتام وأرامل ومعوقين ونصف بلا عمل فما عدا مما بدا ؟؟ من تريدني أن أهادن أو ( امسح ) كتفه ، أعطني مسئولا واحدا فقط اخلص في عمله ولم تثار حول شخصه أو من يحيط به العديد من علامات الاستفهام..أعطني حزبا أو جهة سياسية لم تتورط بالقتل أو السرقة أو استغلال المال العام أو الإضرار به !! أعطني مسئولا واحدا عمل بإخلاص لخدمة العراقيين ، كل العراقيين ، دون التمييز لمصلحة فئة أو طائفة أو قومية معينة ؟ كل مَن دخل العراق بعد 2003 مد يده ليأخذ من ( الصينية ) الأمريكية ، ولأن ( ابن صبحه ) لم يفسح المجال بقسوته وأجرامه لبروز حزب أو تنظيم أو أشخاص وطنيين معروفين لجماهير الشعب يمكن اللجوء إليهم لقيادة البلد بعد السقوط ، حتى يستعيد الشعب وعيه ويستعيد قدرة التمييز بين الغث والسمين، وحتى تتغربل الساحة السياسية من الأشخاص والأحزاب الطارئة التي عاث معظمها في الأرض فسادا، يوم يستطيع هؤلاء الساسة والأحزاب أن تقدم مشروعا سياسيا واضحا يستطيع أن يضع العراقيين كل العراقيين في مقدمة اهتماماته وأساس كل البناء هو خدمة هؤلاء العراقيين وتذليل كل ثروات البلد لخدمتهم، حتى يعرف المواطنين هؤلاء الساسة والأحزاب عن كثب ويعرفون ماذا سيقدم هؤلاء ، وما هو مشروعهم ، هل هو بناء الدولة وخدمة المواطن ، أم بلع الدولة وهضم المواطن ؟ كل الراقصين في الساحة السياسية العراقية ، شيعة كانوا أم سنة ، عربا أم أكرادا ، يساريين أو يمينيين ، إسلاميين أو ليبراليين، نساء أو رجالا، يريدون أن يكونوا في السلطة وان يتذوقوا من كعكتها ، هُم من المفترض أن ( يأكلوا ) جميعا حد التخمة في حين يفترض أن نتفرج عليهم وان نقول لهم ( عوافي !!) ، فهل يُعقل يا صديقي أن يجوع شعب بأكمله ليتخم بضع مئات ؟؟؟ كل من دخل الانتخابات العراقية وحصل ( ولو على مقعد واحد ) في البرلمان يجب أن يضع رجله في الحكومة ( ويده في جيبها طبعا ) هذا يا صديقي هو الاختراع العراقي الذي نالت به الكتل السياسية براءة اختراع باسمها والمسمى ( حكومة الشراكة الوطنية ) حيث كل من يجلس في البرلمان يجلس في عربة الحكومة أيضا ولأنه في الحكومة فهو لابد أن يسرق ، ولأنه في البرلمان ، فهو لا يمكن أن يُحاسب فالكل يسرق والكل يطمطم والكل بعيد عن الحساب ، ومن يحاسب إذا كان ( حاميها حراميها ) فلا سلطة في العراق فوق سلطة الحرامية، فماذا علينا أن نعمل؟ ألصورة كما يظهر للعيان لها طرفين لا ثالث لهما ، فأما طرف السراق الفاسدين القتلة وهم أكثرية النواب وأعضاء الحكومة العراقية ، والطرف الآخر هم البسطاء المحرومين المغتصبة حقوقهم وهم السواد الأعظم من العراقيين ،فقل لي بربك يا صديقي ، لأي طرف ننحاز، ومع من هو وضعنا الطبيعي ؟ أنا شخصيا ، وأظن إن كل عراقي شريف لا يمكن أن يأخذ إلا الجانب الأهم و الابقى، جانب القوة الحقيقية، ألا وهو جانب الشعب، نحن في معارضتنا لا نريد إسقاط النظام بل نسعى لإصلاحه ، فيا صديق ،إذا كان رفضي للطائفية والطائفيين معناه اني معارض ،فأشهد باني معارض ، إذا كانت كتاباتي لفضح السراق والقتلة تعني إني معارض ، فاشهد باني كذلك ،إذا كان رفض المحسوبية والتجاوز على الأملاك العامة ورفض المسئولين من أنصاف الأميين ورفض المجاملات على حساب الحقوق الوطنية، ورفض المسئولين ذوي الارتباطات الخارجية والأجندات المشبوهة، ورفض تجويع البسطاء وإذلالهم يجعلنا معارضين ، فليشهد العالم ، اني معارض لكل سواد الأرض والسوء الذي تجمع في نفوس وضمائر الأكثرية ممن تصدوا للعمل السياسي وتبوءا مناصب البرلمان والحكومة العراقية ، وليكن ما يكون
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |