جدل وتساؤولات حول ندوة للنجيفي في براغ

 


سامر علي احمد
iraqcz@yahoo.com

بعيدا عن الجوانب الرسمية من زيارة رئيس مجلس النواب العراقي الاستاذ اسامة النجيفي الى العاصمة التشيكية براغ ، والناجحة وفق مختلف المتابعين ، نكتب هنا عن مؤشرات وتساؤلات ذات اكثر من مغزى ، كما نزعم ، طفحت خلال ندوة للسيد النجيفي مع جمع كريم من ابناء الجالية العراقية ، العاملين والمقيمين في الجمهورية التشيكية ، وغالبيتهم من العاصمة طبعاً..

وبرغم ان الندوة التي نعني عُقدت في براغ ، على بعد الاف الاميال من البلاد العراقية ، وان الحضور لا يشكل الا نزرا يسيرا جداً من ابناء شعبهم ذي النحو ثلاثين مليوناً، برُغم ذلك نقول وعلى عهدتنا : ان اراء وعروض السيد النجيفي كانت مثارجدل وتساؤولات عدة ومن اهمها ، كما نزعم ثانية : ذلك الشعور الذي ساد بأن دولة رئيس مجلس النواب كان يتحدث بأسم قائمته او كتلته النيابية ، اكثر منه ، ولمديات بعيدة عن صفته الدستورية ، ممثلا - كماهو مفترض – لكل الكتل البرلمانية في البلاد العراقية .

... وبحسب كثير من حضور الندوة – فضلاً عنا – فقد حمل السيد النجيفي ، خلال حديثه ، وردوده ، كل مشاكل البلاد العراقية وشجونها وشؤونها لطرف واحد لا غير، من اطراف العملية السياسية في البلاد ... وذلكم هو والله اجتهاد محترم ، لو انه كان لمتحدث او ممثل للقائمة العراقية . اما ان يكون الحديث ، واطرافه وبواطنه وظواهره، من رئيس البرلمان ، بصفته المعنوية والرسمية ، فتلكم موضوعة اخرى لا نفهم كيفية ان نفسرها ، حتى نحن الذي ندعي الخبرة والتجربة الطويلة في المتابعة السياسية والاعلامية ، فكيف بالاخرين ...

... ولعل من اهم ما اثار التساؤولات التى نتوقف عنها ، او عليها – ولا فرق – هو وضع السيد النجيفي لكل التعقيدات التي شهدتها البلاد ، بل وتشهدها الى اليوم ، على حليفه رئيس الوزراء نورى المالكي ، صاحب الكتلة البرلمانية الكبيرة التي لولا اصاتها لما وصل السيد رئيس البرلمان الى سدة النصب الفيع الذي يشغله اليوم ... واهم تلك التوترات في العراق الان – بحسب النجيفي لاغيره - قضية "ألاف " المحتجزين في السجون " السرية " التي تخضع للقائد العام للقوات المسلحة ، وهي المشكلة الاكبر في البلاد ، أو تكاد ان تكون ... ويقينا ان مثل ذلك الحديث والاجتهاد والتصور قد لامس شغاف قلوب بعض الحاضرين في الندوة - ولكنه- ويقيناً ايضا - قد أثار جدل وتساؤولات الكثير ممن يعتقدون بخلاف ما قيل ويعتقد به الطرف الاخر... بل ويرون بالمقابل ان الاحترازات الامنية ، ومحاولة منع المزيد من العمليات الارهابية ، ضرورية وواجبة ، وتحت مظلة القضاء طبعاً ، لكي لا يزايد علينا احد ما، هي : اهم بكثير من العواطف والمجاملات والايماءات ومتطلبات الكسب السياسي ..

لقد لاحظ العديد من الحضور ونحن من بينهم ، ان خلاصات السيد النجيفي وتحليلاته قد شجعت " البعض" ممن يعارضون العملية السلمية في العراق الجديد ، اسماً وحجماً وكماً ، وألفّوا ، ويؤلفون ما شاؤوا عنها ، ويألبون ضدها ما استطاعوا الى ذلك سبيلا ، مع الاضافات التقليدية ، والمبارزات والادعاءات ،الحق التي يراد بها اكثر من باطل ، وأولها مقارعة الاحتلال الاميركي... وقد استهوى جو الندوة العام ذلك "البعض" فأدلى بدلائه ، مع كيل المديح اولاً ، عن صدق أوغيره ، للسيد رئيس مجلس النواب ، ثم سعي حثيث لاثارة البغضاء والتحريض ، بالاستناد الى "معزوفات مختارة" من بعض الفضائيات ذات الصلة ... ولعل اصحاب تلك الاصوات التي لا تعلوا الا في النائبات غير مدركين – بل وربما يدركون تماماً، ولمَ لا؟- انهم يساهمون بمثل ارائهم ومواقفهم تلك ، بدفع البلاد لمزيد من الاحتراب والطائفية والدمار والدماء . ولكن ثمة ما يخفف من تأثير اولئك " البعض" او دورهم في الحياة العامة ، انهم عادوا معروفين ومنذ عقود على ادمان المعارضة والتأليب ، واشاعة الكراهية، سيرة وممارسة ونهجا ... وقد اكدوا سلوكياتهم هذه المرة – خلال الندوة التي نعنى بها – حين راح احدهم يخلط الامور ويقلبها رأسا على عقب ، ليصل في النهاية الى ان النظام الجديد في العراق " رجس من عمل الشيطان ".. اما دليله الاكبر على ذلك ، فهو ان السفارة العراقية في براغ ، لم تمدد له جواز سفره . وقد تم الرد عليه مباشرة ، فأنكفأ جريحاً ..

ولأن الشئ بالشئ يذكر كما يقولون ، فكم كنا نتمنى على السيد النائب جابر الجابرى، والذي كان على منصة ندو"تنا" ، ان يدلى بدلوه بشأن ماطرح من أراء واجتهادات ، باعتباره من الكتلة البرلمانية التى قيل بشأنها ، ما لم يقله مالك في الخمر ، من تحكم واستئثار وهيمنة وتسلط ... وانها – باختصار : رأس بلاء البلاد ؟؟؟ ولكنه - صاحبنا الجابري - ظل صامتاً طوال الوقت . ولا ندري، هل ان السكوت من الرضا ؟ ام ان " كارزمية " السيد النجيفي المشهود له بها ، كانت السبب ؟ وقد قلنا للسيد النائب ذلك وجهاً لوجه ، بعيّد دقائق من انتهاء الندوة التي نعني .
لقد كنا على وشك ان نطرح علنا مع سبق الاصرار، جميع التساؤولات والملاحظات اعلاه ، خلال الندوة ذاتها ، لولا الانهاء المفاجئ لها . ولكننا عوضنا عن ذلك حين أشرنا الى أرائنا بهذا الخصوص للسيد النجيفي مباشرة ، خلال لقاء سريع معه ، ثم طرحناها مع عدد من اقرب مستشاريه ، وبشكل واضح ، وعلى امل ان تُنقل اليه – كما وعدوا، ووعد الحر دين على مانعرف - ... وبالمناسبة ايضا تنبهنا ، فأحصينا وعلى عُجالة ان احد عشر مستشارا واداريا واعلاميا ، وعنصر حماية ، كانوا في مرافقة السيد النجيفي خلال الندوة فقط . ونظن جازمين ان ثمة عددا اخر لم نتمكن من احصائه ، هم في عداد الوفد المرافق . والتساؤل ذو الصلة هنا : هل ثمة حاجة حقاً لمثل ذلك العدد ، ولزيارة كل امدها : اربعة ايام وحسب ؟.
أخيرا …كم كان يراودنا الامل ، وتحيط بنا التمنيات ، لو ان لقاء رئيس مجلس نوابـ"نا" السيد النجيفي ، مع ابناء الجالية كان بهدف اشاعة التسامح والتنوير، فضلاً عن الاعتراف بتقاسم المسؤولية – على الاقل - عما جرى ويجري في العراق، وبدون بوس لحى طبعاً ... خاصة وان الحاضرين ، في اغلبهم الاعم ، لايملكون سوى "أوسط الايمان" على اكبر تقدير، في التاثير بأحداث البلاد ، أو العلم بشعابها ... وكم هو حري ان يزداد الجهد والسعي للتقريب بينهم ، ولمّ شملهم ، كما هي عليه حال الجهود الحميدة التي بدأت ـ قبل بضعة اسابيع ، وتستمر بهمة حريصة الى الان، وقد لاحت بعض التباشير في تلكم الطريق في الفترة الاخيرة ، كما يرى المعنيون ، والخير في القادم كما نأمل ، ونعمل ...

 العودة الى الصفحة الرئيسية

Google

 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com