|
عامر العظم تحدثت مع بحرينيين شيعة وسنة ومتجنسين، وتابعت قناة البحرين والفيديوهات وبعض المنتديات والرسائل العامة التي تدحض مزاعم هذا الطرف أو ذاك، والرسائل الخاصة التي كانت تطلب مني أن أصدر بيانا وبلغة فوقية/ اشتراطية وكأنني أعمل لدى مرسليها! فضلا عن التصريحات الإيرانية والعراقية واللبنانية والسعودية التي كانت تنتخي لثورة البحرين. لا أنكر أنني شعرت بالتقزز لمشاهدة بعض أشرطة الفيديو. كنت ممن دافع عن رفع المظالم التي يعاني منها شيعة البحرين وأصدرت بيانا باسم اتحاد المثقفين العرب بشأن ذلك. لكنني استغربت هذا التركيز الشديد على الحضور العسكري السعودي، بدلا من التركيز على الاعتصامات والاحتجاجات المدنية السلمية وشعاراتها في الحرية والعدل والمساواة. كانت بداية سماعي بحسن مشيمع عندما ترجمت، بحكم عملي، قبل سنوات سيرة أو تقريرا أمريكيا عنه، وخرجت بانطباع سيء عن ماضيه وشخصيته. شاهدت تصريحا له بعد عودته الأخيرة إلى البحرين، لكن لم ارتح له كإنسان. تحدثت أمس مع بحرينية متجنسة وأخبرتني عن الشعارات التي كتبوها على بيتها والشتائم التي تلقتها لأنها سنية برغم أنها فلسطينية الأصل وتعيش في البحرين منذ 1970، والفلسطينيون لا يهتمون أو يفكرون مذهبيا. استغرب هذا التركيز على تجنيس العرب برغم أن من واجب كل دول الخليج تجنيس مئات آلاف العرب الذين يعيشون لعشرات السنوات فيها بلا حقوق كما باقي دول العالم المتحضر. أسمع عن الفصل الذي يتعرض له مسؤولون وأكاديميون وأطباء شيعة في البحرين، وأرى السنة أكثر شراسة، وسألت محدثتي البحرينية: لم أصبح السنة أكثر شراسة، قالت لأنهم لم يتصوروا هذا الحقد الدفين، ثم سألتها كيف بات حال عموم الشيعة في البحرين، قالت أن الأثرياء يشعرون بالندم لأن السنة قرروا مقاطعتهم، والأغلبية كذلك، فالبحرينيون الأصليون طيبون، لكن القلة القليلة لا تزال معنية بمواصلة "الاحتجاجات والتخريب" على حد قولها. لا أؤمن شخصيا بالمذاهب وأؤمن أن العربي لا يعرف مذهبه ولا يعرف الصلاة ولا حتى كيف يصلي! بات لكل إنسان مذهبه الخاص في هذا العصر، عصر التفكير والتنوير. بكبسة زر واحدة تستطيع أن تقرأ عشرات الفتاوي لعشرات الشيوخ بشأن قضية واحدة وتثقف نفسك بنفسك وتختار ما يعجبك! لم يعد المرء بحاجة لمذهب! لذا، استغرب كيف يتصرف ويفكر البعض مذهبيا! كيف يدافع المرء عن أو يحمل لواء مذهب بملايينه، وبخيرهم وشرهم، وهو لا يمثل حتى نفسه، أو يقدم نموذجا طيبا عن نفسه! تقارب الناس أكثر، فلم التركيز على ما يُفرّق! لا يتصرف الشيعة للأسف على أنهم مواطنون ولهم وطن، تراهم دائما يحلقون في الأجواء الإيرانية! يعيشون ويموتون غرباء! يعيشون عبيدا للإمام الصنم المعجزة، مثلما يعيش السنة عبيدا للحاكم الصنم المعجزة! لست من مؤيدي النظام البحريني لكنني أحزن على ما يجري الآن من شرخ وانتقام! دعوت يوما السني للتصرف كأخ كبير مع أخيه الشيعي ويشعره بالحنان، ودعوت الشيعي كذلك للتخلص من هذا الإرث الكبير من الحقد والخرافات والبذاءات! آن للشيعي أن يشعر أن له وطن بدلا من التحليق الدائم في سماء قم!
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |