|
نحن شعب العراق العظيم,أبناء الزنازين والأقبية المظلمة والعذابات ,وعبيد الدكتاتوريات المتصارعة,ما أن تسقط دكتاتورية حتى تأتي أختها ,تلعنها وتأخذ مكانها وسلطانها وثقافتها وسلوكها القذر والحقير. أتوقع في بلدي العراق الكثير من المصائب ,ولا أحتاج دليلا لذلك,لكني حين تضرب قلبي صعقة من عراقي لاأملك إلا أن أبكي في سري على الأقل,وأقول لكم ..العراقي يتحول في لحظة الى (نبي) ,وفي أخرى من أولاد ( الشمر بن ذي الجوشن) الرجل الذي يتلقى اللعنات من أناس تضطرهم الظروف ليكونوا أسوأ منه بكثير. من هو الحسين في وطني؟ ,ومن هو الشمر؟,ولاعلاقة للموضوع بالسيد يزيد فهو خارج نطاق التغطية!! اليوم صباحا ,وكنت متوجها الى مدينة الكاظمية في جانب الكرخ الذي لا أدخله إلا حين أرتكب حماقة ,لم أكن أنوي زيارة مرقد الكاظمين,وكنت أرغب في إكمال مهمتي لأهرب الى الجانب الآخر من دجلة( كرهي للكرخ لايعني حبا بالرصافة). إعترضتني دورية عسكرية تستخدم الهمرات الأمريكية على طريق مطار المثنى ,ثم لحقت بي دراجة نارية,لرجل مرور,وبدأت المشكلة حين أخذ الرجل أوراق السيارة ,ثم حاولت أن أتخلص من سطوته بطريقة واقعية ,لكنه إتصل بقوات المرور المتجحفلة هنا وهناك,مكتشفا إن أبا مصعب الزرقاوي ( هو أنا)!!!!! لاأعرف إن كان بالإمكان لمن يصل الى مرتبة وظيفية تتيح له التسلط على رقاب الناس أن يلتزم بالمعايير الأخلاقية والإنسانية ولايحتكر السلطة له ,كما يفعل أغلب حديثي النعمة في وطني .. رجل برتبة عميد شرطة يقول لصحفي عراقي ..أنا أشحطك! والشحط في العراق العظيم هو السحل في بقية البلدان وكالشحط الذي نراه في بلاد الثورات الينايرية والفبرارية والمارسية...طبعا السيد العميد يهددني بالشحط لأمر لايستحق,توجهوا بي ودراجات المرور من أمام السيارة ومن خلفها, ومعها سيارات نجدة,دب الرعب في قلبي وجسدي حين رأيت بوابة بغداد من جهة الكاظمية وأنا أتخيل إن مزبلة التاجي في إنتظاري ,وفي مكان إحتجزوا فيه رفيقي( ليس البعثي) يقول له أحد العناصر ,لو كان الأمر بيدي لإستخدمت معك وصاحبك العصا الكهربائية ويضيف إنه يوميا يكسر عصا على سائق كوستر!,ثم يقول له العميد الذي هددني بالشحط ..لو جاء الله ولو جاء ...فلان...لن أخرجك لكني أخرجك بمزاجي!!!سؤالي لرئيس الوزراء ,هل لرجال المرور في عراقي الجديد أن يمتلكوا سجنا لإعتقال الناس وهل يحق لهم التهديد بشحط العراقيين ؟هل يحق لرجال الشرطة أن يهددوا بتعذيب الناس بالعصا الكهربائية؟؟؟لاأدري مالذي يجري في العراق. تذكرت اليوم ,إني قد أكون من أتباع أبي مصعب الزرقاوي ,لأني أعشق اللون الأزرق!وإني اعمل لإسقاط الحكومة!!أو بالضد من العملية السياسية! اليوم صباحا وبعد تدخلات من مسؤولين أفرج هولاء الذين توحشوا على مساكين العراق عني ورفيقي ( ليس البعثي) ,ولو لم يتصل مسؤولون في السلطة التنفيذية لكانت العصا الكهربائية تلسعني الان ورفيقي ( ليس البعثي).. لكن من للفقراء وللذين ينهشهم توحش رجال المرور في الشوارع ويحتجزونهم ويفرغون جيوبهم بالقوة... يفترون عليك ,وحين ترد ,يقولوا إنك تهاجمهم...من اليوم أعتذر عن كل دعم قدمته للعملية السياسية لقد إرتكبت خطأ فظيعا وأعتذر مع إحترامي للرجل الذي أحببته .. كم أنت بشع أيها الوطن ,وهنيئا لمن غادروك ,سفرا أو موتا..
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |